الأسد في غيبوبة

اغتالت إسرائيل المستشار العسكري الإيراني في سوريا. لا تعليق. سيادة الرئيس في نوم عميق.. اغتالت إسرائيل 5 مستشارين إيرانيين في المزّة. لا تعليق. سيادة الرئيس في أحلى نومة

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

الرئيس الدكتور بشار الأسد ( 59 عاماً) في غيبوبة. عقب عملية طوفان الأقصى بلع لسانه. صمت صمت القبور. إكتفى بإرسال إشارة ذات دلالات من خلال نشر خارطة فلسطين على موقع “رئاسة الجمهورية السورية”، تاركاً الكلام للميدان، ترجمته “سرية عابدين” المتمركزة في ريف درعا الغربي بإطلاق صواريخ في اتجاه منطقة تل الفرس المحتلة في الجولان، وخرجت قذائف أخرى من “سرية المجاحيد” العسكرية القريبة من قرية البكار على الحدود الإدارية بين درعا والقنيطرة. رد العدو على التحية بأفضل منها وذلك بإخراج مطاري دمشق وحلب من الخدمة. عندها اضطر النظام إلى إخراج أسلحته السرية، فأصدرت “وزارة الخارجية والمغتربين” بياناً مزوداً برأس نووي حذرت فيه الاحتلال الإسرائيلي من مغبة الاعتداءات على سوريا، وقالت إنه “سيدفع ثمن حماقاته وتهوره”.
الأسد نائم ملء جفونه. المقداد واعٍ لدقة المرحلة.
في نوفمبر من العام الفائت أيقظوا الرئيس الأسد من غفوته الطويلة، جاءته دعوة إلى القمة العربية والإسلامية في الرياض. هناك خطب وتألّق وتميّز ومما قاله لا فضّ فوه: “إنّ الطارئ في قمتنا اليوم ليس العدوان ولا القتل، فكلاهما مستمر وكلاهما ملازم للكيان وسمة له، لكن الطارئ هو تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية، ما يضعنا أمام مسؤوليات غير مسبوقة في جسامتها إنسانياً وسياسياً بالحد الأدنى هذا إن وضعنا جانباً الأمن الوطني لمنطقتنا”.
كيف ترجم سيادة الرئيس مسؤولياته الجسيمة؟ عاد إلى النوم كالـ “ملك” في مسرحية “ناطورة المفاتيح”. نام والختم في جيب البيجاما.
اغتالت إسرائيل المستشار العسكري الإيراني في سوريا. لا تعليق. سيادة الرئيس في نوم عميق..
إغتالت إسرائيل 5 مستشارين إيرانيين في المزّة. لا تعليق. سيادة الرئيس في أحلى نومة.
قبل أيام قليلة أدرج الاتحاد الأوروبي 6 أفراد، بينهم مقربون من الرئيس السوري، و 5 كيانات في قائمة عقوباته المتعلقة بالوضع الراهن في سوريا.
لم يصدر عن الرئيس ما يشير إلى استيائه. أهو موجود أو غير موجود؟
إسرائيل ما زالت تتفوق على نفسها بالإجرام والدكتور بشار “فالتلها الملق”.
حتماً أنه في غيبوبة وإلّا لكان تصرّف.
وحدها “سانا” يمكن الركون إلى معلوماتها وصدقيتها. بقليل من الجهد عرفتُ أن الأسد يمارس مهامه القومية. مطلع السنة أصدر السيد الرئيس “مرسوم رقم (1) لعام 2024 الذي ينص على السماح لطلاب الشهادة الثانوية العامة بمختلف فروعها بالتقدم لدورة امتحانية واحدة فقط خلال العام الدراسي الواحد على أن يبدأ تطبيق هذا النظام ابتداءً من العام الدراسي القادم 2024”.
لكن المرسومين الأقوى والأفعل والأخطر هما المرسومان “حول التعامل بغير الليرة السورية من جهة، ومزاولة الصرافة دون ترخيص، ونقل أو تحويل العملات الأجنبية خارج سورية من جهة أخرى”.. لا قرار متعلق بفتح جبهة إشغال في الجولان. لا مرسوم بإعلان حالة الحرب.
الخلاصة: الشيخ نبيل قاووق مهتم بالعدوان على غزة أكثر من سيادة الرئيس.

مواضيع مماثلة للكاتب:

عرّاب الأب والابن… والمتن

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟

مفتي “الحزب” الممتاز