كريم بقرادوني “إنْ كَتَب”.. أسرارٌ من كتابه عن عون
هل يطوي بقرادوني صفحة توثيق علاقته بالرؤساء والعهود، أم ما زال لديه سرًّ ما لا يريد أن يفصح عنه إلا في الوقت المناسب، وماذا يكون هذا السر؟
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
لعله أول كتاب سياسي يصدر في لبنان في السنة الجديدة، “ميشال عون رجل التحديات”، وكأن كريم بقرادوني، أو “الاستاذ كريم”، كما يطيب لأصدقائه أن ينادونه، أراد أن يختم به سلسلة كتبه عن الرؤساء الذين عايشهم، فكان “الثاني” قرب الرجل الأول: من بشير الجميل إلى الياس سركيس إلى اميل لحود إلى ميشال عون، وخارج حلقة الرؤساء، كان الثاني إلى جانب سمير جعجع.
آخر “حبات العنقود” كتابه الجديد الذي خرج من المطبعة، تأخّر الكتاب عن الصدور لمدة سنة، كان بقرادوني يريد أن يصدره في شباط الفائت، بالتزامن مع “ذكرى ولادة الجنرال”، لكن ظروفاً حالت دون ذلك وتأخر الصدور إلى اليوم، وثمة مَن يهمس أن “الأستاذ كريم” أخذ وقته في النشر لأنه أعمَل التشذيب وطيَّر وقائع كان من شأن إبقائها في الكتاب أن تتسبب له “بوجعة رأس” هو في غنى عنها، وهو يريد أن يُنهي سلسلة كتبه بهدوء وسلام.
الكتاب ضخم، يقع في ٥٨٤، “من الغلاف إلى الغلاف”، يستهله بمقدمة بعنوان “قصة كتاب”، يروي فيها قصة تأليفه الكتاب، ومن أبرز مراجعه” ما دونته من لقاءاتي معه بما فيها اجتماعات يوم السبت”.
الكتاب من خمسة أقسام، وكل قسم من ثلاثة فصول، ولا تنضب صفحاته من الأسرار ومنها:
يروي في القسم الأول قصة “الضابط الثورجي” وكيف حُرم من منحة دراسية لأن شقيق رئيس الجمهورية، “السلطان سليم” حرمه إياها وأعطاها لأحد مناصريه. ويروي، في سرٍّ ثانٍ قصة لقائه الأول مع بشير الجميل إثر حادثة بوسطة عين الرمانة، إذ التقيا في منزل النقيب الطيار هنري ضاهر.
يروي في الصفحة ٣٧، سرًّا ثالثًا أنه غداة استشهاد بشير الجميل، توجه عون إلى المجلس الحربي، صودف وصوله مع وجود قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل أمير دروري الذي بادره بالكلام على اتفاق في محاولة استدراجه ليوافق على دخول الجيش اللبناني إلى بيروت الغربية، أجاب عون “يجب ألا تنسى أننا في حالة حرب ولا أقبل أن أدخل إلى جزء من عاصمة وطني تحت مظلة إسرائيلية”.
السر الرابع الذي يرويه بقرادوني أنه في جلسة تعيين ميشال عون قائداً للجيش، اعترض بري وجنبلاط وعبدالله الراسي، فكان جواب الجميّل: “ميشال عون هو الأقدر على معالجة الاختراقات التي أصابت الجيش على يد القوات”.
يكشف في الفصل الثالث “وطن في مهب العواصف”، السر الخامس عن قصة الانتفاضة على قرار حزب الكتائب تجريد جعجع من مهامه بسبب تمرده على قرار المكتب السياسي إزالة حاجز البربارة، وكيف تم الاجتماع في منزل بقرادوني في غدراس، والاتفاق على الانتفاضة في ١٢ آذار ١٩٨٥.
يفرد بقرادوني صفحات عدة لعلاقة ميشال عون بالرئيس كميل شمعون، وكيف كان يرى فيه رجلاً استثنائياً.
القسم الثاني من الكتاب،في فصوله الثلاثة، غني بالمعطيات عن “الصراع على السلطة”، حيث خاض أصعب حربين: حرب التحرير، وحرب الإلغاء.
لكن الفصل الأكثر إثارة، هو تعيين العماد عون رئيساً للحكومة العسكرية، والساعات الثماني والأربعون قبل انتهاء عهد الرئيس أمين الجميل، والسر الكبير هنا كيف كان اللواء الثامن وفوج المغاوير مستنفرَيْن للتحرك في اتجاه القصر الجمهوري في حال لم تصدر المراسيم قبل منتصف الليل.(ليل 22–23 أيلول 1988).
ومن الأسرار التي يكشفها بقرادوني ما يقوله في القسم الثالث “على طريق العودة”، عن زيارته للجنرال في فيلا غابي يوم السادس والعشرين من كانون الأول 1991.
يروي بقرادوني كيف قارب نجله جهاد الانتخابات النيابية، فيروي في الصفحة 518 قول جهاد له: “لا معنى لانتخابات 2022 إذا لم تنقل اللبنانيين من حال اللادولة إلى حال الدولة، وأن تساعد ضحايا 4 آب الذين فقدوا كل ما لديهم وباتوا بلا مأوى وبلا عمل وبلا طعام، لذا أترشح وآخرين لتحقيق هذه الغاية”.
يختم بقرادوني كتابه عن عون بأنّ عهده حقق إنجازين: الاول انتصار الجيش بقيادة جوزيف عون على الإرهاب وترسيم الحدود البحرية من طريق الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.
لا يُخفى عن القارئ أن الإنجازين ليسا للرئيس عون بل في عهده..
من “السلام المفقود” إلى “لعنة وطن” إلى صدمة وصمود ” إلى الكتاب الرابع، وربما الأخير “ميشال عون رجل التحديات”، هل يطوي بقرادوني صفحة توثيق علاقته بالرؤساء والعهود، أم ما زال لديه سرّ ما لا يريد أن يفصح عنه إلا في الوقت المناسب، وماذا يكون هذا السر؟ هل يختم كتبه بسيرة ذاتية عن… كريم بقرادوني؟ ويكون عنوانه: ” كريم بقرادوني… السر واللغز”؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
جلسة انتخاب الرئيس… هل تكون آخر ” أرانب” بري؟ | هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها |