لا حوار جدي بين بكركي والحزب.. ولحظة التسوية الدولية تحتاج رئيساً


خاص 27 كانون الثاني, 2024

التحرك البطريركي باتجاه حلحلة الأزمة الرئاسية مستمر وستشهد بكركي خلال الفترة المقبلة سلسلة لقاءات ديبلوماسية لا سيما مع سفراء اللجنة الخماسية


كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

لا تنفك بكركي عن لعب دورها الجامع بين اللبنانيين ولا سيما المسيحيين من أجل تذليل العقبات أمام كل المشكلات التي يعاني منها لبنان، ولا يألو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جهداً من خلال عظاته ولقاءاته ومبادراته من أجل تحريك الملف الرئاسي، كيف لا والرئاسة الأولى هي الموقع الماروني الأول على رأس الهرم في مؤسسات الدولة المتعثرة والتي تحتاج إلى عملية إنقاذ كبرى.
التحرك البطريركي باتجاه حلحلة الأزمة الرئاسية مستمر وستشهد بكركي خلال الفترة المقبلة سلسلة لقاءات ديبلوماسية لا سيما مع سفراء اللجنة الخماسية الذين استهلوا حراكهم من السفارة السعودية، وبحسب مصادر كنسية مقربة من بكركي لموقع “هنا لبنان” فحراك اللجنة الخماسية خارجياً والذي تمثل كذلك بلقاء سفراء الدول الخمس المعنية في لبنان يشكل نقطة إيجابية لجهة تحريك ملف الإستحقاق الرئاسي، واصفة ذلك بـ “الحركة بركة” ومشيرة إلى أن اللجنة تحاول تبسيط مسألة مواصفات الرئيس من خلال خيار المرشح الثالث، واللجنة تحاول وضع الأمور على بساط البحث وإيجاد الحل المناسب تزامناً مع لحظة حصول أي إتفاق دولي والذي يحتاج إلى رئيس للجمهورية للتوقيع عليه، لكن حتى الساعة لا مؤشر لقرب أو بعد موعد الإتفاق أو اللحظة المؤاتية بعد. وأشارت المصادر الكنسية إلى أن بكركي لا تزال عند موقفها من عدم الدخول في الأسماء بل سيتم التركيز على المواصفات والتي لا يزال البطريرك الراعي يرددها ويطالب بها في كل عظاته ومواقفه.
وبما أن حزب الله لم يغير رأيه قيد أنملة حيال مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومنهمك بمساندة غزة عبر التصعيد الدائر في جنوب لبنان، فسرت زيارة وفد من الحزب إلى بكركي بأنها قد تفتح نافذة جديدة على إعادة تحريك المياه الراكدة في ملف الرئاسة لا سيما بعد اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع فرنجية. لكن اللقاء لم يكن في هذا الإطار بحسب المصادر الكنسية المقربة من بكركي والتي أكدت أن التقارب موجود بين الجانبين والخطوط مفتوحة دائماً ويتم الحفاظ عليها، لكن وجهات النظر لا تزال على حالها ولم يقنع أحدٌ أحداً، فلا حزب الله اقتنع بالحياد ولا البطريرك إقتنع بأن يكون لبنان طرفاً بالحرب مع التأكيد على أن حق الدفاع عن الأرض والوطن مشروع. عدم الإقتناع هذا ينسحب على ملف الرئاسة إذ لا يزال حزب الله على موقفه من ترشيح فرنجية فيما البطريرك الراعي لا يتحدث عن مرشح محدد والكل متمسك بطرحه مع غياب الحوار المعمق والجدي حول مسألة الحياد في عز الحرب الدائرة وحول الرئاسة والترشيحات، وهذا ما يفسره عدم وجود لجنة حوار بين الطرفين، أما اللقاءات التي تحصل في منزل النائب فريد هيكل الخازن فهي محض شخصية وبتكليف فردي من قبل الخازن الذي يسعى لتقريب المسافات والتواصل، وخلالها أعاد ممثلا حزب الله ضرورة العودة إلى الحوار كشرط قبل الدخول في الإستحقاق الرئاسي مما يعني أنّ الحزب لا يزال على موقفه بإنتظار ما ستؤول اليه الحرب في غزة وفي جنوب لبنان.
وفي المقلب الآخر فإن حزب الله وبحسب أوساط مقربة منه حريص حالياً على التواصل مع كل المرجعيات الدينية والسياسية لمواكبة التطورات المتعلقة بالحرب على غزة وفي الجنوب من جهة والمتعلقة بالإستحقاقات الداخلية من جهة أخرى، وهو على رغم عدم تنازله عن مرشحه سليمان فرنجية يرحب بأي إتفاق حول الرئاسة ولا يربطها بالحرب على غزة ولا يمانع التوافق على الرئيس العتيد.
وسط تمسك حزب الله بمرشحه وعدم تنازله عنه بإنتظار جلاء صورة حرب غزة يبدو أن الحزب لا يعير أي إهتمام للملف الرئاسي راهناً بسبب إهتماماته الإستراتيجية التي قد تغير المعادلة لمصلحته في حال فوز حماس في غزة ويضع شروطه على الطاولة بشكل مختلف والتي ستكون لصالح مرشحه.
كل ذلك يبقى رهن نتائج اجتماعات اللجنة الخماسية في عدم ربط ملف الرئاسة بالحرب في غزة والإتيان بحل حول مرشح ثالث يرضي جميع الأطراف مع عدم ربط الرئاسة بمسألة ترسيم الحدود البرية، إضافة إلى تحقيق الإستقرار الأمني والسياسي وتنفيذ القرار 1701. أم أن الملف سيبقى محكوماً عليه بالتأجيل والمماطلة تماشياً مع التطورات على وقع التدخلات الإيرانية عبر أذرعها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان؟
العين على ما ستحمله الأيام الأولى من شهر شباط اللباط مع الإجتماع المرتقب للجنة الخماسية في باريس أو الرياض أو الدوحة ومع عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان والمساعي القطرية والسعودية المستجدة لإنضاج الطبخة الرئاسية من بوابة السفارة السعودية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar