لكم إيرانكم ولنا لبناننا


خاص 6 شباط, 2024
إيران

كيف لنا أن نقبل أو نسكت أو نستسلم للأمر الواقع ونحن لا نزال نؤمن بالعيش المشترك تحت سقف الدستور، لنبني الدولة معًا وننشد الإصلاح معًا، ونواكب التطور معًا، وننهض كمثل طائر الفينيق معًا


كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

لا ينفك الفريق المسلح خارج إطار الشرعية اللبنانية من التنظير بالوطنية والدفاع عن لبنان، فيما حقيقة الأمر لا تعدو كونها أجندة إيرانية يُنفذها من لبنان من اعترف ذات يوم وبالفم الملآن أنّ أكله وشربه وسلاحه وملبسه ومازوته وأدويته وعزّته وكرامته من إيران، حيث تفاخر سيد هذا الفريق بأنه جندي في ولاية الفقيه.
وفيما حرب الاستنزاف لا تزال قائمة على أرض غزة، لا يزال “حزب الله” يكابر من أعلى الشجرة ويقول يمينًا وشمالًا وفي السر كما في العلن أنّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني مربوط بحبال الحرب في غزة، ولا كلام قبل وقف الأعمال العسكرية هناك.
أيضًا وأيضًا هناك من يتطلع إلى نور الرئاسة من البحر الأحمر وتطوراته ومن باب المندب وانعكاس أحداثه سلبًا على الدول العربية، بدلًا من إسرائيل.. فعن أي رئاسة نتكلم والأهم، مع أي فريق نفاوض في حال قررنا المفاوضة؟
هل نفاوض “الحشد الشعبي” في العراق؟ هل نفاوض “يحيى السنوار” و”محمد ضيف” في أنفاق غزة؟ أم نفاوض “عبد الملك الحوثي” في اليمن غير السعيد؟ أم نبحث عن السيد حسن في اللامكان لنقول له استسلمنا وقبلنا وسمعنا وأطعنا؟
هل هذا ما يريده “حزب الله” من باقي الأطراف والكتل النيابية حين يغمز حليفه رئيس مجلس النواب للدعوة إلى حوار، “ولو لسبعة أيام” قبل انتخاب الرئيس، وهل حينها تكون الدعوة قبل الانتخاب، أم هي الدعوة ما قبل “البصم” على رغبات إيران عبر جنودها في لبنان؟
هل هكذا نبني الدولة يا “بتوع الدويلة”، وهل هكذا نعيد الثقة إلى المغترب اللبناني الذي ينوي العودة فور تحسن الأحوال، وهل هكذا نخاطب جيل الشباب اللبناني الباحث عن فسحة أمل قبل الهجرة والذهاب إلى أي مكان هربًا من جحيم دولة مقطوعة الرأس، مسلوبة الإرادة، مرهونة القرار، ولا من يأبه أو يعتبر؟
كرمى عيون من نُدمّر مداميك لبنان الكبير الذي بناه الأجداد ليكون وطنًا، سيّدًا، حرًّا، مستقلًّا، مزدهرًا، مستقرًّا، محيّدًا، لا شرق ولا غرب، فيه جامعة العالم العربي، ومستشفى العالم العربي وقبلة أنظار الأخوة العرب الذين أحبوه كثيرًا، وبقدر محبتهم للبنان، بادلهم “حزب الله” الحقد والكره حتى هشلوا.
كيف لنا أن نقبل أو نسكت أو نستسلم للأمر الواقع ونحن لا نزال نؤمن بالعيش المشترك تحت سقف الدستور، لنبني الدولة معًا وننشد الإصلاح معًا، ونواكب التطور معًا، وننهض كمثل طائر الفينيق معًا.. هذا ما نريده، فلماذا الرفض وما جدوى المحاولة الدائمة لإلباس لبنان الثوب الإيراني الذي لا يُشبه تاريخه، ولا ثقافته، ولا مصلحة أبناء شعبه؟
هل سأل “حزب الله” يومًا شيعته إن كانوا يرغبون في إرسال أولادهم إلى جامعات إيران بدلًا من التعلم في أميركا وأوروبا، وإن فعل، هل له أن يصارحنا بالنتيجة الحقيقية؟
نعم، هناك شريحة واسعة من اللبنانيين الشيعة والسنة والدروز والمسيحيين، لم تعد ترغب في العيش مع “نظام حزب الله”، وهناك من لا ينفك يطالب الحزب بأن يعود إلى لبنانه ولبنانيته ويغلب المصلحة الوطنية على مصلحة إيران، فهل يقول لنا ماذا يريد؟ وهل يأتي اليوم الذي تخرج فيه الجموع المتعددة المذاهب لتقول لهذا الفريق: “لكم إيرانكم ولنا لبناننا”؟..
كانت النصيحة بجمل، واليوم قبل الغد، على “حزب الله” النزول عن شجرة التعنت، والقبول بالذهاب إلى المجلس النيابي من دون شروط مسبقة هدفها إيصال مرشح الحزب إلى قصر بعبدا، ما يُشكِّل امتدادًا حتميًّا وطبيعيًّا للحقبة السابقة التي أوصلت العماد ميشال عون بالطريقة نفسها بعد طول تعطيل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us