إرباك برتقالي والخلافات في العلن… كلمة باسيل لم تعد مسموعة في أروقة “التيار”؟!


خاص 6 شباط, 2024
باسيل

الانقسامات داخل البيت البرتقالي إلى تصاعد، وتدخّلات الرئيس السابق ميشال عون للدفاع عن هفوات باسيل لم تعد تشفع له


كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

لم تعد مقولة “لا شيء يعلو فوق صوت جبران باسيل” تنفع، لأنّ الكيل البرتقالي قد طفح من “خزعبلات” رئيس التيار الوطني الحر، ولم يعد دفاع الرئيس السابق والعم ميشال عون فاعلاً كما في السابق، لذا لم تعد تلك الدفاعات تفعل فعلها، لأنّ البيت العوني يتصدّع فوق الرؤوس بفعل الاعتراضات، ورفض المواقف النارية التي يطلقها باسيل يمنةً ويساراً، والتي لا ترضي سوى العم عون فقط، وبعض أعضاء الدائرة المصغرة والقريبة جداً من باسيل.
من هنا يبدو المشهد السياسي السائد داخل أروقة “التيار” سالكاً نحو طريق التصعيد والخلافات، داخل غرف البيت المركزي في ميرنا الشالوحي، منذ الهجوم السياسي الذي شنّه باسيل على قائد الجيش العماد جوزف عون، في ظل الأوضاع الأمنية المتفلّتة، متناسياً شعاره “الدفاع عن حقوق المسيحيين” الذي لم يطبّقه، بل على العكس وافق على تمرير بعض المراكز المسيحية ضمن حصة الحليف الشيعي لمصالح خاصة، وتصدّى للتمديد لقائد الجيش الذي بات العدو الأول له، لأنه مرشح قوي للرئاسة ويقف حجر عثرة أمام طموح باسيل الرئاسي، لكن هذا التصدّي باء بالفشل كذلك الطعن بقانون التمديد الذي تقدّم به تياره، في الوقت الذي كان فيه رئيس “التيار” يعلم مدى قدرة المؤسسة العسكرية وقائدها على الحفاظ على أمن اللبنانيين، في هذه الظروف الأمنية الاستثنائية.
إلى ذلك أفيد وفق المعلومات، بأنّ الاجتماع الأخير لنواب تكتل “لبنان القوي” سادته الخلافات والتباينات في الآراء، بين النواب العونيين المنقسمين منذ الهجوم الباسيلي على قائد الجيش، الذي يتكرّر كل فترة ويصل إلى أعلى مستوى في الهجوم، فيما يتباهى العونيون والمناصرون بأنهم ولدوا من رحم المؤسسة العسكرية، وهم من أبرز المدافعين عنها، لكن مواقف باسيل عاكست هذه المقولة، الأمر الذي أنتج تداعيات سلبية جداً على “التيار” خصوصاً في الشارع المسيحي.

إنتفاضة داخلية على باسيل
هذا الهجوم رفضه العديد من النواب العونيين، وقلة منهم تطرّقوا إلى ذلك في العلن، كي لا “يزعل” باسيل ويغضب منهم، لكن هذا الرفض سهّل طريق “الإنتفاضة” وإن كانت لغاية اليوم سلمية، وتقتصر على بعض الصراخ والصوت العالي ليس أكثر، لأنّ كرسي النيابة “بالدق”، ونواب “التيار” يفكرون بالمدى البعيد، لذا لا يجب إغضاب جبران إلا اذا تكاثرت الأصوات الرافضة لسياسته المحملّة بالأخطاء، كما يقول معظم النواب البرتقاليين في المجالس الخاصة وفق معلومات “هنا لبنان”، لأنّ عدداً منهم يجتمعون في الكواليس لمناقشة ما يجري ويحاولون تصحيح الوضع، كما أنّ بعضهم كان وما زال ضد التصويت لمرشح المعارضة جهاد أزعور، وهم النواب إلياس بوصعب، آلان عون، سيمون أبي رميا وأسعد درغام، الذين خالفوا خيار باسيل في هذا الإطار.
مع الإشارة إلى أنّ النائب بو صعب أعلن بوضوح أنه مع التصويت لسليمان فرنجية، أما آلان عون فتجرأ وطرح أحد الأسماء البارزة في التيار الوطني الحر لموقع الرئاسة، متخطياً باسيل الذي لطالما رفض ترشيح أحد سواه إلى الرئاسة، من ضمن تكتل لبنان القوي.

بو صعب على طريق الخروج من “التيار”
في السياق تشير مصادر سياسية مطلعة على ما يجري داخل “التيار” لـ”هنا لبنان” إلى إمكانية خروج النائب بو صعب من تكتل لبنان القوي، لأنّ خلافاته مع باسيل إلى تفاقم، منذ أن أدار معركته النيابية في المتن منفرداً، بعدما طلب الأول من المؤيدين أن تصبّ الأصوات التفضيلية لمصلحة المرشح إدي معلوف الذي خسر مقعده، وصولاً إلى غياب الكلام وحتى السلام بين باسيل وبو صعب، والحبل على الجرّار، لكن الحقائق واضحة والخبايا لم تعد مستورة، فمنذ خروج عون من قصر بعبدا، لم تعد الحركة الاعتراضية مضبوطة كما في السنوات الماضية، وتوالت عمليات فصل بعض النواب السابقين منهم، ماريو عون وزياد أسود، وقبل فترة وجيزة نبيل نقولا، وسبقهم بالخروج من التكتل النائب السابق شامل روكز، والنائب الحالي ميشال ضاهر، فضلاً عن عدد كبير من المسؤولين والكوادر الذين فصلوا، لأنهم عارضوا رئيس “التيار” في العلن، من ضمنها رفض سياسته مع حزب الله والانفتاح على حارة حريك إلى أعلى المستويات، وإعلان مواقف مؤيدة لها لم يوافق عليها بعض نواب التكتل، وفي طليعتهم النائب السابق زياد أسود الذي هاجم “الحزب” على الشاشات، وفي التغريدات اليومية متحدثاً عن الدويلة وتوابعها.

إلى متى سيحمي عون قيادة باسيل للعونيين؟
في غضون ذلك شكلّت تلك الاعتراضات مفاجآة بالنسبة لباسيل، إذ لم يعتد على مخالفة مواقفه وآرائه، فكانت ردوده كالسهام باتجاه النواب المعترضين، بعدما رأى “أنّ خروج هؤلاء يعني العودة إلى حجمهم السياسي، وبالتالي فقدان شعبيتهم التي نالوها “على ظهر التيار” فدخلوا المجلس النيابي، وأنّ الديمقراطية تعني احترام التنوّع والآراء والالتزام بالقرار ووحدته”.
إذاً أصوات الاعتراض تعلو تباعاً حتى باتت ضمن الإطلالات المتلفزة، تتحدث عن إرتباك وتململ ولوم واستياء من السياسة المتبعة التي ورطّت “التيار” في نزلات عديدة، أدت إلى إلحاق الخسائر في القواعد والصفوف الشعبية سنة بعد سنة، حتى ذاب الثلج وبان المرج، فظهرت الفضائح ولم تعد تبريرات باسيل وبعض المقرّبين منه تنفع، بانتظار إستيقاظ الآخرين من سباتهم العميق كما يقول بعض المسؤولين السابقين الذين فُصلوا من “الوطني الحر” لـ “هنا لبنان”، ويعدون الموقع بأحاديث مرتقبة تفضح المستور.

في الختام لا بدّ من التذكير، بأنّ الانقسامات داخل البيت البرتقالي إلى تصاعد، وتدخّلات الرئيس السابق ميشال عون للدفاع عن هفوات باسيل لم تعد تشفع له، إذ لم يعد قادراً على تأمين المزيد من حماية موقعه القيادي، المحمّل بالكثير من الخسائر التي تكاد تسقطه سياسياً، في حال لم يتدارك الوضع.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us