هكذا قضى باسيل على زعامة ميشال عون!


خاص 8 شباط, 2024

بدأ العد العكسي داخل التيار بقيام باسيل بتكريس سيطرته عبر فصل عدد من الكوادر المعارضة وتعيين عدد من أزلامه في المواقع الحزبية، ومحاولته الإمساك بـ الأرض العونية” وتحييد الجنرال وإعادة التموضع مسيحياً عبر فرط التحالف مع “الحزب”


كتب سعد كيوان لـ “هنا لبنان”:

كما كان ميشال عون متعدد المواقف والأدوار كان أيضاً متعدد الانتماءات السياسية والحزبية. فعند دخوله شاباً إلى المدرسة الحربية كان يتعاطف مع الحزب السوري القومي لدرجة انه منعت عنه الترقية من ملازم أول إلى نقيب كما يحصل عادة مع أمثاله على إثر محاولة الانقلاب التي قام بها القوميين سنة ١٩٦١، وبقي في الرتبة ذاتها سبع سنوات بدل ثلاث. ثم أمضى ست سنوات قبل أن يرقى إلى رتبة رائد للسبب نفسه، ويبدو أنه كانت لديه واسطة قوية حالت دون أن يطرد من الجيش في مثل هذه الحالات.
وفي السبعينات مع بداية الاحتكاكات بين الجيش والتنظيمات الفلسطينية بدأ حزب الكتائب يتحضر للمواجهة، وراح يلمع شخص بشير الجميل فراح الرائد عون يتقرب من الجميل وشارك في معارك مخيم تل الزعتر لاقتلاع الفلسطينيين من هناك.
أما الخطوة الثالثة فكانت في بداية الثمانينات عندما فتح الطريق للعلاقة مع النظام السوري ممهداً لتعيينه قائداً للجيش بعد أن كان قد رتب العلاقة مع كميل شمعون الذي زكى يومها تعيينه.
وقد أظهر عون حنكة في التقلب في المواقع والأدوار، إذ عند انتهاء عهد أمين الجميل في العام ١٩٨٨، أصبح هو البديل الوحيد لترؤس حكومة بدل أن تكون “مؤقتة” دامت نحو سنتين ما مكنه من أن يحوّل قصر بعبدا إلى “قصر الشعب” ويستغله ليصبح زعيماً سياسياً ويؤسس تياراً أطلق عليه فيما بعد “التيار الوطني الحر”. وقد غالى يومها في استغلال تلك الظروف معتقداً أنه لم يعد من بديل عنه ومعتبراً أن الجيش في يده. وخاض معارك في كل الاتجاهات، ضد القوات اللبنانية أولاً ثم ضد الجيش السوري وبعدها بدأ يقصف المنطقة المعتبرة يومها غربية والمرافق وغيرها من المواقع، ثم حاول التصدي لكل التسويات لوقف القتال وللخروج من الحرب، فشن حرباً شعواء ضد اتفاق الطائف الذي كان نتيجة توافق دولي أميركي-سعودي-سوري وأدى أولاً إلى وقف الحرب بين اللبنانيين وأعاد الحل السياسي إلى مجلس النواب بعد أن فشلت كل الاتفاقات وكل المحاولات بين الميليشيات مثل الاتفاق الثلاثي في ١٩٨٥ بين القوات اللبنانية وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرها من الاتفاقات والهدنات.
وقد أدى اتفاق الطائف إلى انتخاب إلياس الهراوي رئيساً للجمهورية بعد فراغ دام سنتين وقام النظام السوري بمهاجمة عون في القصر الجمهوري في تشرين ١٩٩٠ وإجباره على إخلائه واللجوء إلى السفارة الفرنسية. بعدها قضت التسوية برحيله إلى “منفاه الذهبي” في فرنسا حيث أقام خمس عشرة سنة. إلا انه بعد كل التطورات التي حصلت رتب عودته مع النظام السوري بالذات أولاً وثم مع من يفترض انهم أخصامه مثل “حزب الله”. وقد باشر بعض قياديي وكوادر التيار في لبنان مفاوضات سرية مع “حزب الله” من دون معرفة الجنرال أولاً، والذين باشروها يومها تركوا التيار منذ سنوات وبعضهم تم فصله فيما بعد. وهنا جاء دور الصهر جبران باسيل الذي الذي انتدبه عون لتوقيع ما أطلقوا عليها اسم ورقة التفاهم مع غالب ابو زينب عن “حزب الله” في شباط ٢٠٠٦ قبل أن يلتقي لأول مرة عون وحسن نصرالله احتفالاً وتكريساً للاتفاق في كنيسة مار مخايل في الضاحية الجنوبية. وقد مهد هذا الاتفاق إلى التحالف الذي عقد بين الطرفين واستمر سبع عشرة سنة بينهما. وقد كان باسيل لولب هذه الحركة منذ انتخابات ٢٠٠٥ التي خاضها في البترون لأول مرة وفشل بعد أن كان قد فشل في انتخابات بلدية البترون في عام ٢٠٠٤. ودخل باسيل أول مرة وزيراً للاتصالات في ٢٠٠٨ وظل يعمل طيلة ثلاثة عشرة سنة على تغيير قانون الانتخابات يؤمن له الفوز أي في انتخابات ٢٠١٨ بعد أن أصبح عون رئيساً في ٢٠١٦ وبعد أن كرسه زعيماً على التيار، ثم بدأ العد العكسي داخل التيار بقيام باسيل بتكريس سيطرته عبر فصل عدد من الكوادر المعارضة وتعيين عدد من أزلامه في المواقع الحزبية، ومحاولته الإمساك بـ “الارض العونية” وتحييد الجنرال وإعادة التموضع مسيحياً عبر فرط التحالف مع “حزب الله”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar