تعطيل الدستور والعيش المشترك


خاص 16 شباط, 2024

لا يريد هؤلاء أن ينتخبوا رئيساً لأنهم بكل بساطة لا يريدون دستوراً يطبقونه، فيخترعون العذر الأقبح من ذنب فيعطلون إعادة تشكيل السلطة لتعالج المشاكل والأزمات

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يحمّل معطلو الاستحقاق الرئاسي والمتحالفون معهم من تحت الطاولة المسيحيين مسؤولية التسبب بالشغور في منصب رئاسة الجمهورية لأنهم وكما يدعون لم يتوافقوا على مرشح، ولكن هذا القول مردود لأصحابه لأن القوى المسيحية الأساسية أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب وغيرهم توافقوا على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ولكن ذلك لم يسمح باستمرار آخر جلسة انتخابية عقدت في ١٤ حزيران وفرط حزب الله وحلفاؤه نصابها كالعادة.

إن تطبيق الدستور لجهة انتخاب رئيس للجمهورية لا يشترط توافقاً ولا حواراً بل هو يضع الآلية لإنتخاب رئيس الجمهورية، وهذه الآلية يفترض أن تطبق حرفياً وفي موعدها الدستوري وكل ما يعطلها هو هرطقات واعتداء على استقرار البلد وثبات الدولة وضرب لنظام الحكم والعيش المشترك.

لقد ارتضى غلاة المنادين بالعيش المشترك ولا سيما قوى الممانعة وفي مقدمها حزب الله أن يثبتوا بالأفعال لا بالأقوال أنهم لا يرغبون بهذا العيش ويريدون الخلاص منه ولذلك يرفضون الاستجابة للمطلب المسيحي الموحد بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، ويتعمدون ضرب هذا المطلب عرض الحائط غير عابئين بالدعوات المتكررة لانتخاب رئيس ولا سيما من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أصبح يشعر هو والمسيحيين أن هناك من لا يريدهم في هذا الوطن ولا يريد الشراكة معهم وإبعادهم عن القرار الوطني وصوابية اتخاذه لمصلحة لبنان واللبنانيين أولاً.

لا يريد هؤلاء انتخاب رئيس للجمهورية لأنهم لا يؤمنون سوى بفرض رئيس موال لهم يواصلون من خلاله مصادرة السلطة والقرار واستمرار نهج تدمير العلاقات مع دول العالم والدول العربية،ولن يسمحوا للمسيحيين بأن يطلقوا مرة أخرى معركة بناء الدولة والاستقلال الثالث وتحرير الإرادة الوطنية من يد خاطفيها.

لا يريد هؤلاء أن ينتخبوا رئيساً لأنهم بكل بساطة لا يريدون دستوراً يطبقونه، فيخترعون العذر الأقبح من ذنب فيعطلون إعادة تشكيل السلطة لتعالج المشاكل والأزمات لا بل العكس يورطوننا في المزيد من الأهوال وفي مقدمها حرب لن تقدم ولكنها بالتأكيد ستؤخر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar