الاحتجاج على أبراج الشمال والبقاع خشية من أبراج الجنوب


خاص 18 آذار, 2024

لم يكن مفاجئاً أن تتقدم سوريا بمذكرة احتجاج رسمي للبنان معترضةً على أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية- السورية، ويرى مراقبون أنّ سبب الاحتجاج تحريض تولاه فريق لبناني يخشى انتقالها إلى الحدود الجنوبية

كتب جوني فتوحي لـ”هنا لبنان”:

أبراج المراقبة للجيش اللبناني على الحدود اللبنانية-السورية تمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية الدفاع والأمن الوطني للبنان. تعتبر هذه الأبراج عاملاً حاسماً في مراقبة وحماية الحدود اللبنانية، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة، بما في ذلك التهديدات الإرهابية والتهريب والتسلل غير الشرعي.

شكلت إقامة هذه الأبراج للجيش اللبناني على الحدود اللبنانية-السورية، تأكيداً على التزام لبنان بضمان سلامة حدوده وحماية سيادته، وهي تعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجية الدفاع ضد التهديدات المحتملة.

لم يكن مفاجئاً أن تتقدم سوريا وتحديداً في 23 شباط 2024، بمذكرة احتجاج رسمي للبنان عبر وزارة الخارجية اللبنانية، معترضةً على أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية- السورية من قبل الجيش اللبناني،علماً أن هذه الأبراج تم إنشائها منذ أكثر 10 سنوات.

فلقد بدأ هذا الاحتجاج بصمت منذ أن بدأ مشروع إنشاء الأبراج بخبرات وتمويل بريطاني، وكل الهدف ضبط الحدود، ومنع تحويلها إلى مسار منفلت، تمر عبره قوافل التهريب، ويستطيع من خلاله المسلحون العبور ذهاباً وإياباً.

استثمر الجيش في الأبراج وعددها 23 برجاً، فتولى فوج الحدود إدارتها،وحرص قائد الجيش العماد جوزيف عون، على توفير المساعدة الضرورية، لمدها بشبكة طرقات حديثة، ولربطها ببعضها البعض، بحيث باتت مراكز مؤمنة لوجستياً وعسكرياً، وهذا ما يؤهلها للعب دور حاسم في حماية الحدود، مع ضمان أنها تخضع كلياً للشرعية اللبنانية.

ويقول مراقبون أن الاحتجاج السوري على الأبراج، سببه تحريض تولاه فريق لبناني يخشى انتقال الأبراج إلى الحدود الجنوبية.

الصغير: ميقاتي هو رئيس حكومة حزب الله

من جهةٍ أخرى، أشار العميد المتقاعد جورج الصغير، إلى أن الأبراج بُنِيت بهدف الحدّ من التهريب عبر الحدود اللبنانية السورية، لأنهما مترابطان وتم بناؤهما باستخدام تقنيات متطورة، ولا يمكن ضبط التهريب لكن يُحدّ منه بنسبة 95%، وهذا ما يُزعج حزب الله الذي يُعتبر ذراع إيران في المنطقة.

وقال: لا يستطيع حزب الله الاعتراض على هذه الأبراج، وهذا ما دفع النظام السوري للاعتراض عليها بحجة “تهديد الأمن القومي السوري”، علماً أنهم لا يملكون أمناً. وطبعاً، هذا الكلام غير صحيح ولا قيمة له، لأن التهريب الحقيقي هو تهريب السلاح وصراحةً، الجيش لا يتدخل بهذه الأمور، ولكن إذا تم تهريب الكبتاغون أو المنتجات الزراعية، فهنا يتدخل الجيش ويمنع حدوث هذه العملية. لذلك، طلبت إيران من النظام السوري إرسال مذكرة احتجاج إلى السلطات اللبنانية، وهذه الأخيرة غائبة تماماً، والوزير عبدالله بو حبيب هو وزير خارجية إيران في لبنان، ونجيب ميقاتي هو رئيس حكومة حزب الله.

وأضاف: هذا الاحتجاج يولد نقمة كبيرة من قبل اللبنانيين، وليس بإمكان السياسيين الذين يتبعون المحور الإيراني، أن يقوموا بأي خطوة باتجاه هذه الأبراج لأنهم ينفذون أوامرها، ولكن هل يذهب انبطاح الحكومة اللبنانية إلى درجة توقيف عمل الأبراج؟ لا أعتقد أن هذا الشيء سيحصل.

ملاعب : الأمر مرهون بأحداث غزة

في هذا السياق، قال العميد المتقاعد ناجي ملاعب: بُنِيت هذه الأبراج لوقف تسلل الإرهابيين والنازحين من سوريا إلى لبنان، وضبط هذا التسلل. طبعاً، هذه الأبراج تضطلع بمهام محددة. لكن لماذا الآن؟ يبدو أن الإصابة التي تعرض لها حزب الله في القصير وضرب شاحنتين من قبل العدو الإسرائيلي،أدتا بالحزب إلى تحميل مسؤولية هذه الإصابة لوجود الأبراج. وحتى الآن، يظهر أنها أبراج بريطانية أعطيت إلى لبنان كهبة، لكن لا زال هناك مستشارين بريطانيين موجودين فيها. حتى لو لم يكن هناك بريطانيين، يوجد اعتقاد لدى حزب الله بأن هذه الأبراج تستخدم لإرسال معلومات معينة وكشفها إلى الخارج، حتى من دون مستشارين. لذا، يعتبر حزب الله أن هذه الأبراج ساهمت في إعطاء معلومات إلى جهات خارجية.

وأضاف أن الاعتراض مصدره الحكومة السورية وليس حزب الله، لأن من المعروف أن حزب الله داعم للجيش السوري في سوريا، ولديه عمليات وشهداء، وهو موجود بشكل كثيف هناك. هذا ليس بشيء جديد. من الممكن أن لا يتبنى حزب الله الاعتراض،وان يقتصر التبني على الحكومة السورية، علماً بأنها لم تعترض عليه قبل أحداث غزة.

أضاف: من الممكن أن يكون الاعتراض على الأبراج على الحدود بين لبنان وسوريا متزامناً مع الطرح البريطاني لبناء أبراج بين لبنان وإسرائيل. ولكن حتى الآن، لا يبدو أن هناك شيء جدي من البريطانيين، أو من أطراف أخرى في هذا الصدد ومن المبكر الحديث بهذا الموضوع ، وحتى الآن ما زال حزب الله يسيطر على الأمور ويرفض التراجع عن الحدود، وكل ما يجري عليها مرهون بما يقصده حزب الله بانتهاء الحرب في غزة.

أبو ناضر:الأبراج تطل فقط على التلال في سلسلة جبال لبنان الغربية

وقال العميد المتقاعد إميل أبوناضر: جاء توقيت الاحتجاج السوري على الأبراج، تزامناً مع طرح البريطانيين بناء أبراج على الحدود الجنوبية وتطبيق القرار 1701، ولكن من يحتج يجب أن يعلم أن هذه الأبراج لا تتمتع بأمن استراتيجي سوى لمواجهة التهريب، مع العلم أن الأبراج تطل فقط على التلال في سلسلة جبال لبنان الغربية وبحسب محور الممانعة، إذا تم بناء الأبراج في الجنوب فإن اختراق أجهزة المراقبة أمر وارد لكن ما هي المعلومات التي سيحصلون عليها؟ هم فقط مكلفين بإيقاف التهريب والتسلل وأمور أخرى والعذر بأن الأبراج تشكل تهديدًا على الأمن القومي السوري، هو عذر غير مقنع.

وأضاف: الهدف السياسي لدى الجهة السورية هو فقط التلويح بأنهم موجودون،وبأن هناك نظاماً موجوداً ولديه سيادته.

وقال: اعتبر السوريون أن هذه الأبراج تشكل خطرًا على الأمن القومي لسوريا، ولكن نسوا أن التهريب سارٍ و”على أفى مين يشيل”،فإذا كانوا يعتبرون أن الجيش البريطاني موجود إلى جانب الجيش اللبناني، فهذا ليس بشيء جديد، وهم يعلمون ببناء هذه الأبراج منذ 10 سنوات.

وأضاف: حزب الله هو المستفيد الأكبر من هذا الموضوع، باعتبار أن فكرة بناء الأبراج على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية كانت مطروحة، وهو يعارض بنائها متمثلاً بسوريا (أي اختراق الأمن القومي اللبناني) وهذا موضوع يأخذ منحى سياسيًا أكثر مما هو أمني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us