ختم التحقيق الأولي بجريمة خطف وقتل باسكال سليمان

خاص 17 نيسان, 2024

أمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، بختم التحقيق الأولي الذي أجرته مخابرات الجيش اللبناني، حول جريمة خطف وقتل منسّق حزب “القوات اللبنانية” في منطقة جبيل باسكال سليمان.

ومن المقرر أن يتسلم الحجار الملفّ صباح غدٍ الخميس، ويعكف على دراسته ومن ثمّ يحيله على النيابة العامة في جبل لبنان للادعاء على المتورطين ومحاكمتهم. وكشف مصدر قضائي مطلع لـ “هنا لبنان”، أنّ “قائمة التوقيفات رست على ستّة أشخاص متورطين في الجريمة، جميعهم من التابعية السورية”، مؤكداً أنّ “اثنين من الموقوفين شاركا في اعتراض باسكال سليمان على طريق بلدة الخاربة (قضاء جبيل) وضربه وخطفه”. وأشار المصدر إلى أنّ “الجانب السوري أبلغ الأجهزة اللبنانية أنه بصدد تسليم شخصين آخرين اشتركا في جريمة الخطف والقتل بعد توقيفهما”. وأوضح أنّ “المعطيات المتوفّرة حتى الآن تفيد بأنّ سرقة سيارة المغدور هي الدافع للجريمة”، لافتاً إلى أنه “عندما يضع قاضي التحقيق يده على الملفّ سيتوسّع بالإجراءات ويتّضح ما إذا كان ثمة خلفية سياسية للجريمة”.

وكان باسكال قد تعرّض للقتل والخطف على يد عصابة أفرادها من التابعية السورية،وأنذاك أعلنت قيادة الجيش في بيان، أنّه “متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا”.

وفي بيان ثانٍ، أعلن الجيش تسلّم جثة باسكال سليمان من السلطات السورية.

وكانت الجريمة قد أدت إلى حالة من الغضب والتوتر في جبيل، حيث لجأ عدد من المحتجين إلى تكسير السيارات التي تحمل لوحات سورية.

وحظي باسكال بوداع مهيب، حيث وصل جثمانه وسط التصفيق وإطلاق المفرقعات النارية إلى كنيسة مار جرجس حيث ترأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مراسم الدفن.

وألقى الراعي كلمة مؤثرة، بكى خلالها وهو يتحدث عن زوجة الشهيد وأبناءه، فانهمرت دموعه في جو من الخشوع والقداسة والإيمان والحزن على الفقيد.

وكان الراعي قد دعا إلى تفويت الفرصة على المصطادين بالمياه العكرة، والى التحلي بالصبر والحكمة وعدم الانجرار وراء الغرائز، على غرار ما فعلت زوجة المغدور.

وطالب بايجاد حل لضبط الوجود السوري في لبنان، الذي لم يعد قادرا على تحمل هذا العبء الثقيل. وسأل: لمصلحة من هذه الفوضى؟

وأكد الراعي في عظته قائلاً: “نحن أبناء اللاخوف لذلك “ما منخاف ولا رح نخاف”.

وقال: “زوجة باسكال غفرت بصمت تاركة قرار العدالة والقضاء يقينًا منها أنّ العدالة أساس الملك”.

وأضاف: “الحقيقة ستظهر لا محالة، ومن المؤسف أن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان بكل إنسانية وهم يرتكبون الجرائم بحق اللبنانيين وعلى ارض لبنان ويشكلون خطراً على اللبنانيين بعقر دارهم”.

وأشار الراعي إلى أن الشرّ على أرض لبنان كثر، مؤكداً أن “المهمّ معرفة أهداف جريمة اغتيال باسكال سليمان ومَن خلفها”.

وشدد الراعي على أنه “أصبح من الملحّ إيجاد حلّ نهائي لضبط وجود النازحين السوريين مع الجهات الدولية والمحلية بعيداً عن الصدامات والتعديات التي لا تحمد عقباها”.

وتابع قائلاً: “من واجب السلطات المعنيّة مواجهة مسألة النّزوح الخطيرة بالطرق القانونية والإجرائية فلبنان الرازح تحت أزماته لا يتحمّل إضافة أعباء نصف سكانه وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول”.

وكان من بين الذي شاركوا في وداع باسكال النائب رازي الحاج الذي قال لـ”هنا لبنان”: :”الحرب اللبنانية التي يصادف غداً تاريخها كانت بوجه مشروع قيام دولة بديلة في لبنان”، وأضاف: “الشباب استشهدوا لمواجهة تحويل لبنان إلى وطن بديل”.

وأوضح أنّ “المخطط لا يزال اليوم هو نفسه وسابقاً كانوا يريدون بقوة السلاح واليوم يحاولون إخراجنا ونحن لن نخاف ولن نحرج ولن نخرج”.

في حين قال النائب غسان حاصباني لـ”هنا لبنان” إنّ “الاغتيال هو نقطة مفصلية وجزء من مسار تراكمي من مواجهة الاعتداء على الدولة ولبنان، ومواجهة العصابات التي تريد خلق الفتن”.
وأضاف: “من يكمل بتدمير الوطن لن يصل إلى أيّ مكان فالوطن أكبر من المخرّبين”.
وأتابع: “اليوم نرى المسلمين والمسيحيين يقولون كفى للغدر وللفتن”.
وأكّد أنّ “هذا المسار مستمرّ بوجود شعب وحضارة ونحن حماة الحضارة والتسامح والديمقراطية”.

وفي ردّ على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي اتهمّ القوات بإعادة خطاب الحرب قال حاصباني :”البروباغندا بدأت قبل المعرفة باستشهاد باسكال سليمان ولكن من قام بالعمل يعلم به”.

من جهته قال النائب بيار بو عاصي لـ”هنا لبنان” “اليوم كل لبنان انضم إلى القوات لنقدّس الشهادة والبكاء على الشهداء والتأكيد أنّ لا تراجع ولا استسلام”.
وتابع: “اليوم المسؤولية على الوزراء المعنيين لتحريك الأجهزة الأمنية واليوم لن نقبل بتجهيل الفاعل ولا سلم أهلي دون عدالة”.

وعن اتهام نصرالله للقوات بإعادة الحرب أكّد : “نحن من قمنا بالسلم الأهلي والطائف ولا نحتاج لشهادة حسن سلوك لا من حسن نصرالله ولا من غيره”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar