اللجنة الخماسية “تلبننت” أم اقتربت من الانفراط؟


خاص 20 نيسان, 2024

يبدو أنّ جهود “الخماسية” تراوح مكانها رغم مرور أكثر من سنة على تشكيلها، ونشاطها لم يتعدَّ حتى الآن اللقاءات والاتصالات التي أجرتها أمس مع معظم القوى السياسية، والأهم أنها تقوم بتنسيق خطواتها مع بري الذي تعتبر أنه القادر على التوفيق بين رغبات كل أو معظم الكتل النيابية

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

يعيش لبنان للمرة الثانية بدون رئيس للجمهورية منذ نحو سنة ونصف السنة، والمرة الأولى عام ٢٠١٤ استمرّ الفراغ سنتين ونصف السنة تمهيداً لانتخاب ميشال عون الذي سعى إلى فرضه “حزب الله”. وكالعادة تتعاطى الطبقة السياسية مع المسألة بنوع من المماطلة والحسابات الفئوية الضيقة، التي ليست فقط داخلية. وهذه المرة بعكس الأولى يلتقي “حزب الله” وحركة أمل على محاولة إيصال سليمان فرنجيه الذي أعلن بعد لقائه أمس “اللجنة الخماسية” أنه مع المقاومة وأنّ “حزب الله حزب لبناني قوي وفاعل”. وكانت “الخماسية” المؤلفة من سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر قد زارت فرنجية وغاب عن اللقاء السفير السعودي “بداعي المرض”، علماً أنها زارته كما صرح السفير المصري كطرف سياسي وليس كمرشح رئاسي، وأشاد بمواقفه الوطنية. واللافت في أنّ هذه “اللجنة الخماسية” قد نشأت عملياً بعد انتهاء عهد عون الرئاسي بقليل وأخذت على عاتقها المساهمة في تسهيل وتسريع انتخاب رئيس جديد، وحتى الآن ما زالت المسألة تراوح مكانها. فقد بدأت أولاً ثلاثية، وكانت فرنسا تدعم فرنجيه الذي رشحه رسمياً في الأساس رئيس حركة أمل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان وما زال يصر على الحوار للتوافق على الرئيس قبل الانتخاب. وقد أعلن النائب محمد رعد أمس بعد استقباله “الخماسية” أنّ “حزب الله” يصر على الحوار وعلى أن يترأسه بالتحديد بري، علماً أنّ الأخير بات طرفاً بعد تبني المعارضة مرشحاً هو جهاد أزعور على إثر جلسة الانتخاب الوحيدة التي عقدت في حزيران الماضي. وقد تغيب عن اللقاء مع رعد السفيران الأميركي والسعودي. فهل تغيبهما هو مجرد مقاطعة سياسية أم أنه أيضاً مؤشر على رفضهما مرشح “حزب الله”؟ يبدو أنّ جهود “الخماسية” تراوح مكانها رغم مرور أكثر من سنة على تشكيلها، ونشاطها لم يتعدَّ حتى الآن اللقاءات والاتصالات التي أجرتها أمس مع معظم القوى السياسية، والأهم أنها تقوم بتنسيق خطواتها مع بري الذي تعتبر أنه القادر على التوفيق بين رغبات كل أو معظم الكتل النيابية. والمثير والغريب في مواقف وتصريحات بعض سفراء هذه اللجنة ما أعلنه السفير المصري علاء موسى بعد لقاء اللجنة أمس أيضاً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: “المشاورات ضرورية بين الكتل السياسية، تناولنا عناوين رئيسية مهمة جداً ألا وهي انتخاب رئيس سريعا”. كلام دبلوماسي لا يعني شيئاً، توقف عند البديهيات، ولم يتناول ولو بكلمة واحدة الموقف الحقيقي للتيار ولم يقدم أي طرح يفهم منه ما هو موقف “الخماسية” وعلى ماذا ركزت في اللقاء. علماً أن هذه اللجنة تشكلت أساساً من أجل تسريع عملية الانتخاب، وأخذت على عاتقها عملية إخراج رئيس إصلاحي يحظى بموافقة الجميع. فهل دخلت اللجنة اللعبة السياسية وتأقلمت مع الواقع اللبناني؟ أي أنها “تلبننت” في اتصالاتها وتصاريحها التي تعلن فيها ما يرضي كل طرف؟ أم أنها أساساً ليس لها موقف واحد من مواصفات الرئيس ودوره في هذه المرحلة، وبالأخص بعد نشوب الحرب في غزة؟ فهذه باريس تتحرك مجدداً بمفردها وتستقبل لأول مرة قائد الجيش حوزف عون بصفته هذه، وبصفته أيضاً مرشحاً رئاسياً جدياً يدخل قصر الإليزيه. وهذه واشنطن تعود بقوة إلى الساحة اللبنانية محاولة الإمساك بالوضع الأمني على الحدود مع إسرائيل، إلا أنها على ما يبدو تسعى لضبط الحركة التي تخص معركة الرئاسة، فهي تقاطع اللقاءات مع “حزب الله” ومع جبران باسيل. وهي، وهذا الأهم، تستقبل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان، غير أنها ترفض التنسيق مع فرنسا رئاسياً في بيروت !

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us