جنبلاط وباسيل يتأرجحان على الخط الممانع وفق المصالح… وبرّي كفيل بالتطمينات!


خاص 30 نيسان, 2024

تبدو أنظار الثنائي الشيعي شاخصة بقوة اليوم نحو المختارة، علّها تستدير نهائياً نحو فرنجية، الذي اعتبره جنبلاط في فترة معينة استفزازياً، لكنّ كلّ شيء قابلٌ للتغيير فجأة، خصوصاً حين يتدخل الرئيس برّي


كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

يبدو المشهد واضحاً في كواليس عين التينة، حيث يعمل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي على إستمالة الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، للتعاون مع حزب الله والإستدارة من جديد نحو الفريق الممانع، لتسجيل نقاط لصالحهما لأنّ ” الدق محشور”، والوضع الرئاسي يتطلّب أصوات كتلة اللقاء الديموقراطي، لصالح مرشح الثنائي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والوقت الراهن يساعد على تحقيق هذه الإستمالة، بعد ” تكويعة ” جنبلاط نحو حارة حريك، والتلاقي مع بعض مسؤوليها، لأنّ مصلحة الطرفين تقتضي ذلك.
فالحزب بحاجة إلى دعم جنبلاط وإخراجه من الخط المعارض، خصوصاً أنه بات خارجه منذ فترة، مستعيناً بالخط الوسطي كما يقوم عادة عندما “يدق الكوز بالجرّة”، لذا يعمل على حفظ خط الرجعة، ويساعده بذلك الصديق والحليف الدائم برّي، تحت عنوان “إنّ الظروف تتطلب ذلك”، فيما الواقع يؤكد أنّ مصلحة الطائفة الدرزية تتطلب ذلك.
هل يصوّت جنبلاط لفرنجية في الساعات الاخيرة؟
من منطلق اللعب على هذا الوتر، تبدو أنظار الثنائي الشيعي شاخصة بقوة اليوم نحو المختارة، علّها تستدير نهائياً نحو فرنجية، الذي اعتبره جنبلاط في فترة معينة استفزازياً، لكن كل شيء قابل للتغيير فجأة، خصوصاً حين يتدخل الرئيس برّي، الأمر الذي يثير الهواجس من انقلاب رئيس الحزب الاشتراكي في الساعات الاخيرة، وتصويت كتلته في الدورة الثانية لمصلحة فرنجية فينال 65 صوتاً، بالتزامن مع تسريب معلومات أنّ اجتماعات اللقاء الديموقراطي، تشهد تباينات في ما يخص الملف الرئاسي، لكن جنبلاط أو الرئيس الفخري للقاء قادر على مهادنة الخلافات، من خلال إستعادة شعاره الدائم” لحفظ الرؤوس عند صراع الأمم”، أي رسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة، مع تدوير الزوايا وتفادي الألغام السياسية، خصوصاً أنه قارئ جيد في السياسة اللبنانية والإقليمية والدولية.
إلى ذلك نفت مصادر الحزب الاشتراكي هذه المخاوف، وأشارت لموقع “هنا لبنان” إلى أن جنبلاط كرّر مراراً رفضه لوصول أي مرشح استفزازي إلى بعبدا، وحين تأكد من عدم إمكان وصول النائب ميشال معوض، ومن ثم الوزير السابق جهاد أزعور من قبل المعارضة، أعلن أسماءً رئاسية وسطية من الوارد قبولها من الفريق الممانع، لذا يعمل على تدوير الزوايا وإنقاذ البلد، وسط كل ما يدور حوله من انقسامات وخلافات سياسية.
ولفتت المصادر المذكورة إلى أنّ زعيم المختارة سيتخذ قريباً موقفاً لافتاً، تبعاً لتطورات المنطقة ومستجداتها، من دون أن تعطي تفسيراً اكثر.
لقاءات علنية وسرّية مع الخليل وصفا
في السياق تكثر لقاءات جنبلاط مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وأفيد وفق معلومات “هنا لبنان” بأنّ لقاءات جنبلاط بقياديين من حزب الله، تجري بعضها في العلن وبعضها الآخر في الخفاء، لأنّه بات على مسافة قريبة من الحزب، بعد تطمينات “حرزانة” من برّي الذي” تنقش” معه دائماً في السياسة ويخرج منتصراً.
في غضون ذلك تتخوف مصادر سياسية متابعة لما يجري في هذا الإطار، من أن تكون الطبخة الرئاسية تتحضّر على نار هادئة وخفية بين حارة حريك والمختارة، وتؤدي إلى وصول فرنجية إلى قصر بعبدا.
باسيل ينفتح على برّي و”يزكزك” الحزب
أما الشخصية الثانية التي يتابعها ويرصدها الثنائي، فهي بالتأكيد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي عاد وانفتح فجأة على الخصم القوي، أي الرئيس برّي من باب “زكزكة” حزب الله، بعد وصول العلاقة بينهما إلى ما يشبه القطيعة، لكن رئيس المجلس يعمل على تحويل هذه “الزكزكة” إلى شيء إيجابي مغاير، من باب تشجيع باسيل على الإستدارة نحو حارة حريك لأنها ضمانة كما يرى، فيما المعارضة لم تتقبّل باسيل ولم تصدقه، والأمر عينه ينطبق على رئيس التيار الذي لا يرتاح لأركان الفريق المعارض، لذا بدا باسيل خارج أسوار هذا الفريق، لأنّه لم “يهضم” أيّ طرف منهم، وهذا الأمر كان متوقعاً من قبل الفريقين بسبب غياب الثقة بينهما.
نصائح بالجملة إلى رئيس التيار
هذه الصورة السلبية ساعدت أنامل برّي لإعادة باسيل إلى الخط الممانع، ويجري ترقّب كبير من قبل الثنائي لما سيقوم به رئيس التيار في الإطار الرئاسي، ما يعني مراقبة التحركات والعمل على فتح صفحة جديدة، إرضاءَ للمصالح الخاصة المتبادلة، وباسيل يعمل بدوره على تلميع صورته السياسية، ليعود نجم الشاشة الرئاسية بالتزامن مع تلقيه نصائح بالجملة، كي يكون دبلوماسياً لأنّ الوحدة لا تجوز في السياسة، وفق ما كان يقول له دائماً وزير سابق تميّز بحنكته.
برّي يراهن على بيضة القبّان العونية
بالتزامن مع عودة باسيل تدريجياً إلى الخط الممانع، سيكون بيضة القبّان التي يراهن عليها برّي، إنطلاقاً من عدم تصويته لمرشح المعارضة، أو لأي مرشح وسطي، وبالتأكيد فهو يحتاج إلى ضمانات وتطمينات لا تعد ولا تحصى، إذا طلب منه التصويت لفرنجية ويبدو هذا صعباً، لكن مع جملة ضمانات يبدو الوضع أقل صعوبة، والأهم لدى برّي عدم الخروج من الدرب الممانع، أو على الأقل السماح لبعض نواب الكتلة العونية بحرّية الاختيار، أي سيناريو محضّر من رئيس المجلس، وحينها يصبح كل شيء قابلاً للتغيير والتجارب السابقة علمتنا ذلك، لذا لا شيء يبدو مستحيلاً في لبنان، خصوصاً إذا وُعد باسيل بما يطمح إليه ولو بعد حين…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us