كل شيء عن لقاء معراب


خاص 1 أيار, 2024

إذا كان للقوات اللبنانية مصلحة في رعاية ندوة من هذا النوع، فهذه لن تكون تهمة، فالتهمة الحقيقية هي الجلوس على رصيف النقد والتمريك، والامتناع حتى عن التفتيش عن بحصة يمكن أن تسند خابية

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

اتصل بي أحد الأصدقاء العرب في وقت متأخر قبل ندوة معراب، يريد التواصل مع اللواء أشرف ريفي، فتأمّن الاتصال، وكان شيء في نفسي يقول أنّ الاتصال للتمني بعدم المشاركة في الندوة، لكنّ العكس كان الصحيح. لقد هنأ هذا الصديق اللواء ريفي على قراره، وطرح معادلة واضحة: هل التمسك بالقرار 1701 يخدم لبنان، ويزعج الطرف الذي حوّله إلى ساحة لإيران أم لا؟ وأضاف: إذا كان الجواب نعم، فلم هذه المعارضة الشرسة للندوة، ولماذا تمّ خلط اعتبارات لا علاقة لها بمضمونها أو بسياقها، فقط لإفشالها؟

وبالفعل فإنّ من حضروا الندوة، التي أثير حولها الكثير من الغبار الاصطناعي، كانوا شجعاناً، لأنهم قاوموا موجة متعددة الأهداف، في سلوك أقل ما يقال فيه، أنه لا يمت إلى القضية الأساس بصلة.

صفة الشجاعة تنطبق بالأخصّ على النواب ريفي وفؤاد مخزومي ووضاح الصادق، الذين وضعوا نصب أعينهم أنهم يشاركون في تعزيز التمسك بالقرار 1701، سواء عقدت الندوة في معراب أو الصيفي أو بيت الأحرار أو مقر كتلة تجدد.

صفة الشجاعة تنطبق على الرأي العام السيادي، الذي استنكر هذا الانقسام غير المفهوم، في ظرف هو الأصعب. فإذا كان للقوات اللبنانية، من ضمن عملها السياسي، مصلحة في رعاية ندوة من هذا النوع، فهذه لن تكون تهمة، أما التهمة الحقيقية، فهي الجلوس على رصيف النقد والتمريك، والامتناع حتى عن التفتيش عن بحصة يمكن أن تسند خابية.

قال رئيس حزب القوات اللبنانية لبعض المشاركين على هامش الندوة: القوات مستعدة للمشاركة في أي تحرك تنظمه المعارضة، فلم كانت إذاً دعوات المقاطعة؟ هذا القول هو خطوة في الاتجاه السليم، وهو ملزم للجميع بمن فيهم القوات اللبنانية، التي تمتلك أكبر كتلة نيابية، لكن لا يفترض بها في توقيت تزداد فيه الحاجة إلى الجمع لا القسمة، أن تتفرد أو تتزعم. الخلاصة هنا أن المعارضة السيادية مجتمعة، المستندة إلى رأي عام تواق إلى الخروج من الأزمة، أقوى من الجميع. هذه المعارضة لا تحتمل الآن من أي طرف، أن يجرها إلى حسابات خاصة، أو إلى حقل ألغام، لن تخرج منه إلّا مهشمة.

أكدت ردة فعل الممانعة، صحة كلام الصديق العربي. من الشيخ أحمد قبلان الذي أراد من خلال عمامته توجيه رسائل التخوين، إلى الصفحات والشطحات والتخيلات وسائر أنواع المقبلات اللغوية، أكدت الممانعة أنّ ندوة معراب كانت خطوة إلى الأمام على طريق طويل، لا تريد الممانعة أن تشهد بدايته، فكيف بالنهايات.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us