“البروفيه اللبنانية”.. وحرب الأدمغة


خاص 4 أيار, 2024

في معمعة “حرب الأدمغة “، خطا لبنان خطوة إلى الوراء، فإذا كان الممر الإلزامي للتكنولوجيا هو المدارس والامتحانات ثم التعليم الجامعي ونيل الشهادات بجدارة، فإنّ لبنان يُعتبر من الراسبين، وقد خطا الخطوة الأولى على طريق الرسوب حين ألغى شهادة “البروفيه” وفتح الباب واسعًا أمام إعطاء الطلاب “إفادات” بدل “الشهادات”، والعذر لإعطاء الإفادات بدل الشهادات “الوضع في الجنوب”

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

دخل إلى “القواميس العالمية” مصطلح “الذكاء الإصطناعي”، لم يُدرِك العالم حتى الآن خطورة هذا التحول على مستوى الإنسان والدول والشركات والاختراعات. باتت تقدّم كلّ دولة يُقاس بمدى إفادتها من هذا التقدم الهائل، وليس من المبالغة القول: “نحن نعيش في عصر الذكاء الإصطناعي”، هذا الذكاء يتطلب نبوغًا وأدمغة وتفوقًا، ومناهج التعليم برمّتها باتت بحاجة إلى تعديل وتحديث، ومَن يتخلّف عن المواكبة التكنولوجية يسبقه قطار التقدم ويبقى جالسًا على قارعة الانتظار.

ما دفع هذه القضية إلى واجهة الاهتمام في لبنان، “حرب الأدمغة” التي تُشنّ بالتزامن مع بدء حرب “طوفان الأقصى” وجبهة المشاغلة من جنوب لبنان. لقد أثبتت هذه الحرب الدائرة منذ مئتين وتسعة أيام أنّ التفوّق فيها للعقول وليس للصراخ ، للأدمغة وليس للعواطف، للتكنولوجيا وليس للتقديرات، فمرة جديدة تثبت الحروب أنّ مَن يملك التكنولوجيا ويعرف كيف يستخدمها، يكون التفوق إلى جانبه.

في معمعة “حرب الأدمغة“، خطا لبنان خطوة إلى الوراء، فإذا كان الممر الإلزامي للتكنولوجيا هو المدارس والامتحانات ثم التعليم الجامعي ونيل الشهادات بجدارة، فإنّ لبنان يُعتبر من الراسبين، وقد خطا الخطوة الأولى على طريق الرسوب حين ألغى شهادة “البروفيه” وفتح الباب واسعًا أمام إعطاء الطلاب “إفادات” بدل “الشهادات”، والعذر لإعطاء الإفادات بدل الشهادات “الوضع في الجنوب”.

هل تعرف السلطة ما هي تداعيات هذا القرار غير المدروس؟ لا يقتصر الأمر على المستوى التعليمي في لبنان، بل على “سمعة لبنان”، تعليميًا:

الصورة الأكاديمية عن لبنان هي الآتية:

إلغاء شهادة “البروفيه”، ما يعني أنّ معظم طلاب هذه المرحلة المتوسطية سينتقلون إلى المرحلة الثانوية.

إلغاء الكثير من المواد للشهادة الثانوية، يعني أنّ هناك دفقًا من طلاب المرحلة الثانوية النهائية سينتقلون إلى المرحلة الجامعية، ولكن بأيّ مستوى؟

هناك جامعات كثيرة ستستقبلهم، لكنّ العبرة في الجامعات التي تعطي شهادات محترمة معترفاً بها في سوق العمل، فكم من جامعة تنطبق عليها هذه المواصفات والمعايير؟

هنا تقع الطامة الكبرى: شهادات من دون معايير علمية صارمة، على الطريقة اللبنانية القائمة على التسويات والمسايرات، ولكن في هذه الحال، كيف يدخل لبنان المنافسة مع “الجار العدو” في مجال “حرب الأدمغة”؟ هل من خلال شهادات جامعية هي أقرب إلى التنفيعات والتسويات؟ كما يقال في العامية “صيتنا سابقنا”، هل بلغ أحد من المسؤولين سمعة المستوى التعليمي في لبنان بعد الشهادات الجامعية المزورة التي أعطيت لأكثر من ثلاثين ألف طالب عراقي؟

التعليم في لبنان في أسوأ أيامه، وبالمناسبة، هل قرأ أحدٌ أنّ إسرائيل ألغت امتحانًا من امتحاناتها الرسمية؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us