المطران عودة يقصف جبهة “الحزب – بري – ميقاتي”: البطولة ليست في شنّ الحروب ولا في التشجيع على الهجرة


خاص 7 أيار, 2024

لم تخلُ “العظة – النداء” من قراءة عميقة لواقع تسلّط السلاح غير الشرعي على الدستور وتعطيل النظام الديمقراطي المتقهقر بسبب تداخل السلطات وتحكم السياسة في القضاء، وتعطيل الدستور وإخضاعه للمصالح، وتعطيل انتخاب رئيس وعرقلة تشكيل الحكومات بحجة الديمقراطية التوافقية التي هي نقيض الديمقراطية الحقيقية


كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
اختصر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة كل الكلام في عظة عيد الفصح، واضعًا الإصبع على جرح المشكلة، محددًا الأسباب التي أوصلت لبنان إلى هذا الدرك، وداعيًا كل القوى والغيارى على السيادة الوطنية إلى ضرورة التكاتف وإعلاء الصوت لحماية لبنان.. حماية تبدأ بتطبيق الدستور، ولا شيء غير الدستور.
وفي ردٍ واضح وموصوف على طرح “فتح باب الهجرة الموسمية” من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اعتبر المطران عودة أنّ لبنان يحتاج إلى من يؤمن به كملجأ آمن لأبنائه، كمظلة واقية وحضن يحمي، وهذا يحتاج إلى عمل دؤوب لإعادة الثقة إلى نفوس الذين هاجروا منه، لكي يعودوا وينهضوا به، عوض تشجيع الموجودين على الهجرة الموسمية أو الدائمة.
ولم يوفر المطران عودة النواب التعطيليين ورئيس مجلسهم نبيه بري من انتقاده المصيب عندما رأى أنّ “البعض” استساغ الفراغ واستغنى عن وجود الرئيس”، مؤكدًا ضرورة المشاركة في السلطة عبر انتخابات تجرى في مواعيدها، لأنّ الديمقراطية لا تستقيم دون احترام المهل الدستورية وتداول السلطة، ودون مراقبة جدية ومحاسبة عادلة”..
ولم تخلُ “العظة – النداء” من قراءة عميقة لواقع تسلّط السلاح غير الشرعي على الدستور وتعطيل النظام الديمقراطي المتقهقر بسبب تداخل السلطات وتحكم السياسة في القضاء، وتعطيل الدستور وإخضاعه للمصالح، وتعطيل انتخاب رئيس وعرقلة تشكيل الحكومات، كما شهدنا في السنوات الأخيرة، بحجة الديمقراطية التوافقية التي هي نقيض الديمقراطية الحقيقية التي تقوم على أكثرية برلمانية تنبثق منها حكومة تتولى السلطة، ومعارضة فاعلة تمارس الرقابة الحقيقية المنزهة عن كل مصلحة.
وعلى مسافة أمتار قليلة من مجلس النواب، كانت الدعوة صريحة للجميع، مسؤولين وأحزاباً ومواطنين، والمثقفين بشكل خاص، لضرورة العمل معاً من أجل قيامة وطننا. والطريق واضح: تطبيق الدستور. علينا جميعاً، كلّ في مجاله، تطبيق دستور لبنان، والتحرر من الأفكار الغريبة، والشروط التعجيزية، والأنانية، والتعصب، والتفرد، والحقد، والإنتقام، لأنّ الخارج ينبهنا أنّ لبنان لن يدعى إلى مفاوضات بدون رئيس وحكومة فاعلة.
وفي خلاصة سحرية لتشخيص الأزمة، اعتبر المطران عودة أنّ البطولة ليست في التراشق بالتهم، وإضعاف البلد وتعطيل مؤسساته واستغلال خيراته، أو وضع خطط لا تطبق، وليست في ترهيب القضاء وإخفاء الحقيقة بتعطيل التحقيق في تفجير بيروت، وليست في شن الحروب. البطولة تكون في الاعتراف بسبب الأزمة وفي تحديد مسببيها، وفي اتخاذ القرار الجريء.
لقد قال عودة ما يجب قوله في مناسبة جامعة وعلى مسامع العالم أجمع، فهل تتلقف القوى الفاعلة دعوته للاتحاد والوقوف صفًا متراصًا في مواجهة المشروع التدميري الخطير الذي يهدد الكيان ويُبشِّر بهجرة ظاهرها “موسمي” وباطنها توطين وتبديل ديموغرافي أخطر من خطير يطرق باب السكان الأصليين لأي مذهب انتموا؟.. عظة المطران عودة كانت عابرة للمناطق والمذاهب وهي بمثابة دستور علينا جميعًا مسلمين ومسيحيين حفظ كلماته وحسن تطبيقه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us