إجماع نيابي على قبول هبة المليار.. ولكن!
ما قبل أربعاء “المليار دولار” لن يكون كما بعده والمسؤولية التاريخية تقع على كاهل جميع القوى الفاعلة، والويل والثبور لمن يُفرِّط بالسيادة اللبنانية أو يقبل بالتلاعب السكاني الديموغرافي على حساب مستقبل الشعب اللبناني الغارق في أزماته الكثيرة
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
يوم الأربعاء يجتمع المجلس النيابي في جلسة مخصصة لمناقشة هبة المليار دولار الأوروبية المنشأ، التي أحدثت ضجة تفوق قيمتها، والتي حرّكت الرأي العام اللبناني وأعطت الأجهزة الأمنية زخمًا لبنانيًا صافيًا لتطبيق القانون، ولا شيء غير القانون.
وإذا كان الأمن العام اللبناني يعمل بصمت منذ وصول اللواء الياس البيسري إلى منصبه، فإنّ حركة الأمن العام صارت تحت الضوء، سيّما مع استشعار اللبنانيين أنّ الخطر الجدي داهمهم والحل الوحيد يأتي من خلال تشجيع البلديات والقائممقامين والمحافظين على تطبيق القانون والوقوف صفًّا متراصًّا خلف مؤسسة الأمن العام لتثمين خطواتها القانونية في ضبط وترحيل كل “نازح” يتبين أنه دخل الأراضي اللبنانية خلسةً.
من هنا كانت لافتة تحية رئيس تكتل “الجمهورية القوية” الدكتور سمير جعجع للأمن العام، فكانت الـ”برافو” نتيجة تعاون جديد بين القوات والأمن العام، بعد حادثة خطف وتصفية الشهيد باسكال سليمان والزيارات المتكررة من قبل نواب القوات إلى وزير الداخلية القاضي بسام المولوي في حضور مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ومدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري، ومن ثم زيارة القوات إلى مقر المديرية العامة ولقاء اللواء البيسري من جديد.
لكن كل هذا لا يكفي بحسب المصادر إن لم يترافق مع إجماع نيابي على رفض أي هبة مشروطة سواء كانت قيمتها مليار أو مئة مليار دولار، وعلى ضرورة قبول أي هبة غير مشروطة من الممكن أن تساعد المؤسسات الأمنية (الجيش، قوى الأمن، الأمن العام، أمن الدولة والجمارك) على الصمود لمواجهة المخاطر وهي كثيرة، ومكافحة الجريمة المتزايدة بشكلٍ تصاعدي يُنذر بالأخطر.
ولا بدّ من وقفة شجاعة لرفع الحرم اللبناني على أي لقاء “لبناني – سوري” للبحث في كيفية تسريع إعادة النازحين إلى ديارهم آمنين، ما يتطلب نفس الإجماع النيابي للمطالبة بضرورة فتح “سكّة” لبنانية-سورية، (وزارية أو أمنية) لتحضير الأرضية المشتركة الآمنة التي تعزز القناعة لدى الجميع بأنّ عودة النازح السوري إلى بلده باتت ضرورية ولا بد منها، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية إن فكر ولو للحظة بالمتاجرة أو المقايضة على حساب لبنان واستقراره.
تؤكد المصادر لـ”هنا لبنان” إنّ ما قبل أربعاء المليار دولار لن يكون كما بعده والمسؤولية التاريخية تقع على كاهل جميع القوى الفاعلة، والويل والثبور لمن يُفرِّط بالسيادة اللبنانية أو يقبل بالتلاعب السكاني الديموغرافي على حساب مستقبل الشعب اللبناني الغارق في أزماته الكثيرة.
ومع كلّ هذا الزخم المستجد لتقليص أعداد السوريين في لبنان، يبقى مطلب انتخاب رئيس الجمهورية أكثر إلحاحًا من كلّ ما عداه، وهذا ما يتطلب خطوة إلى الخلف من قبل “حزب الله” المتمسك بمرشح يستحيل وصوله، وأيضًا من قبل سليمان فرنجية شخصيًا.. لأن من واجب “الزعيم الحقيقي” رفض التلطي خلف اسمه لإبقاء البلاد في عتمة الفراغ، طمعًا بسراب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. | رجالات الحرب.. رجالات العام | الـ1701: قرار دولي أم جهاز أيفون؟ |