من قتل الرئيس الإيراني؟


خاص 20 أيار, 2024

ستتوزع الاتهامات بمقتل رئيسي بين “أميركا المتسببة” و”إسرائيل الشريرة” و”نجل المرشد المستفيد” من إزاحة منافس على خلافة والده بعد حين، في حين لم تسقط أي مروحية أخرى من المروحيات المواكبة


كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

تصدّر خبر تحطّم طائرة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومرافقيهما المشهد العالمي من أميركا إلى روسيا والصين مرورًا بتركيا ومصر ودول الخليج العربي وإسرائيل، وصولًا إلى لبنان “المُلتزم” الحداد الرسمي لثلاثة أيام بقرار حكومي بات محطّ انتقاد السواد الأعظم من اللبنانيين.
ومع مصرع الرئيس ومن معه في المروحية الأميركية الصنع Bell 212 “المتهالكة” بعد عمر ناهز الـ 55 عامًا، والمستوردة منذ ما قبل انتصار الثورة الاسلامية في إيران عام 1979، كثر الكلام عن حادث مدبّر، وبدأت مرحلة جديدة عنوانها “تقاذف المسؤوليات” لدرجة اتهام الولايات المتحدة الأميركية من قبل وزير الخارجية الإيرانية السابق محمد جواد ظريف بالتسبب بالحادثة لأنها ببساطة لم ترفع العقوبات عن إيران، وبالتالي لم تسمع لنظام الملالي تطوير طوافاته واستبدالها بطوافات جديدة تقي زعامات إيران شرّ السقوط.
ومن ناحية أخرى بدأ الحديث العلني عن صراع الأجنحة في إيران بالتزامن مع الاستعداد لخلافة المرشد الأعلى السيد علي خامنئي البالغ من العمر 85 عامًا، بين نجل المرشد مجتبى خامنئي (54 عامًا) المُتهم ضمنًا وهمسًا في إزاحة رئيسي، والرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي رسمت حادثة سقوط طوافته صورة فاقعة عن هشاشة النظام الإيراني الذي يتباهى بسيطرته على إيران والعراق وسوريا ولبنان وقطاع غزّة، ولا يملك القدرة على استيراد قطع غيار لطوافة خمسينية أو استبدالها بطوافات جديدة أكثر أمانًا، ولا حتى القدرة على تصنيع طوافات.. النظام نفسه الذي يُهدد أميركا وإسرائيل ويتوعدهما برميهما في البحر.
ومع مصرع رئيسي بالسقوط مع الطوافة ومنها، غصّت صفحات مراقِبة بالتعليقات حول وظيفة الرئيس الراحل أثناء الحرب الإيرانية العراقية يوم كان قاضيًا، وكان يُعاقب الجنود العراقيين الأسرى بالرمي من الطائرات.
ومع كل ذلك، ستتوزع الاتهامات بمقتل رئيسي بين “أميركا المتسببة” و”إسرائيل الشريرة” و”نجل المرشد المستفيد” من إزاحة منافس على خلافة والده بعد حين، في حين لم تسقط أي مروحية أخرى من المروحيات المواكبة.
ولا بد من سؤال يطرح نفسه: كيف يُمكن لإيران الإطلال على العالم والتباهي بفائض قوة يتبين يومًا بعد يوم وحادثة بعد حادثة أنه “هش” إن لم نقل غير موجود على أرض الواقع، منذ اغتيال أميركا الرجل الأول عند المرشد الأعلى الجنرال قاسم سليماني مرورًا بجحافل المسيرات الإيرانية التي هاجمت إسرائيل ولم تقتل أرنب، وصولًا إلى عجز “الإمبراطورية” عن حماية رئيسها والاستعانة بالأتراك لانتشال القتلى من أرض الكارثة..
من قتل رئيسي؟ التخلف قتل رئيسي، فائض القوة الوهمي قتل رئيسي، والنظام الموهوم والمعتدّ بقدراته الخارقة قتل رئيسه، فيما أتحفنا السيد حسن نصرالله مرّات ومرّات أنّ إيران مستعدة لتسليح الجيش اللبناني بكل ما يرغب لقتال إسرائيل، فيما الحقيقة الوحيدة أنّ إيران عرضت على الدولة اللبنانية بيع أسلحة للجيش، لكن العقوبات على إيران تمنع أيّ صفقة من هذا النوع. والحمد لله..

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us