باسيل يؤكّد باسيلية التيار بدعم الثنائي الشيعي


خاص 21 أيار, 2024

أثبت باسيل أنه سياسي بارع ومحنك وانتهازي، يعرف “من أين تؤكل الكتف”، إذ مقابل طرد كل نائب هناك بديل له إن كان على الصعيد الانتخابي أو السياسي

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

يوم الأحد الماضي كرس جبران باسيل بلدة دوما في قضاء البترون، التي أعلنتها منظمة السياحة العالمية كأحد أهم بلدات لبنان والعالم جمالاً وسياحة، بلدة باسيلية (عونية) بامتياز بحضور مؤسس التيار والرئيس السابق ميشال عون ورضاه، ومشاركة كل العونيين-الباسيليين بدءاً بباسيل نفسه مروراً بوزير السياحة وليد نصار ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار وأخيراً رئيس بلدية البلدة. فيما غاب أيّ حضور عوني، لا من الوزراء ولا من النواب القريبين جغرافياً من جبيل أو من الكورة أو من عكار. ناهيك عما جاء في كلمات الخطباء التي سيطرت عليها الإشادة بعون وخليفته الصهر باسيل.

أتى هذا التكريس الباسيلي تكملة لما بدأه على الصعيد اللبناني بدءاً بطرد نائب رئيس المجلس الياس بو صعب والتحضير لطرد آلان عون ابن شقيقة ميشال عون، وسيطال نواب آخرين مثل إبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، كل في الوقت والظرف المناسبين. وقد أثبت باسيل أنه سياسي بارع ومحنك وانتهازي، يعرف “من أين تؤكل الكتف”. إذ مقابل طرد كل نائب هناك بديل له إن كان على الصعيد الانتخابي أو السياسي، فمقابل أبو صعب هناك تجهيز لمرشح أرثوذكسي وانتخابياً هناك حليف جديد هو إلياس المر، ابن ميشال المر الذي انتهى والده خصماً لعون، والذي سلخ جلده ولاقى باسيل في منتصف الطريق عبر تقربه من “حزب الله” وحربه في الجنوب، وتبرئته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في عام 2005 عندما كان وزيراً للدفاع. وفي الوقت عينه يهدد باسيل أبي رميا في جبيل بعد أن ثبّت ندى البستاني على مقعد كسروان الذي أصبح الوحيد عونياً بعد أن كانت المقاعد النيابية الخمسة لعون. ولكن في الشوف وجزين لم يتمكن باسيل بعد من تحويل مراكز القوى العونية إلى باسيلية، فإذا به يخطو في جزين باتجاه الخصم إبراهيم عازار المقرب من نبيه بري ويزوره في دارته، محاولاً إعادة مقعد على الأقل بعد أن طرد النائب السابق زياد أسود، مؤكّداً تقربه مجدداً من رئيس حركة أمل ورئيس المجلس نبيه بري الذي لم ينتخب عون رئيساً عام 2016، والذي كان باسيل قد وصفه سابقاً بـ “البلطجي”. أما في الدامور (الشوف) فقد تحول الوزير والنائب السابق ماريو عون، الذي طرد هو الأخير، إلى خصم شرس، ومحاولة استبداله يسعى إليها باسيل مع جنبلاط إلا أنها ليست مسألة سهلة. ولكي تكتمل “البوسلة” يبقى ضمان مقاعد بيروت الثانية والبقاع الغربي والأوسط وحتى عكار في يد “حزب الله” كي يتمكن باسيل من إحكام سيطرته على كتلة باسيلية صافية ولو بالحد الأدنى، إذ أنّ محمد يحيى في عكار قد انتقل إلى الكتلة السنية الخالصة التي يرأسها فيصل كرامي، والنواب الأرمن الثلاثة بقاؤهم غير مضمون في الكتلة العونية. لذلك كي يحافظ باسيل على كتلة تتراوح بين عشرة وخمسة عشر مقعداً تضمن له دوراً أساسياً مسيحياً-مارونياً كما يطمح، حيث يكون بيضة قبان في الوقت نفسه بين الشيعة والموارنة، عليه أن يحافظ على علاقته مع “حزب الله”، وهذا ما يفعله عملياً بغض النظر عن اختلافه معه في بعض المواقف والخيارات التي عليه إبرازها كي يثبت للشارع المسيحي أنه ابتعد عن الحزب الذي زادت النقمة عليه مؤخراً حتى بين العونيين والمستقلين. وتركيز خلافه مع “حزب الله” حول مسألتين، الأولى هي سليمان فرنجية رئيسًا يكسبه مسيحياً، وكذلك مطالبته باللامركزية الإدارية والمالية وتكسبه رصيداً لدى الناقمين على الدولة وعلى سيطرة “حزب الله” على سياستها. وهكذا، فهو يتأكد أن لا بديل عن العودة إلى “الثنائي الشيعي”!

وهذه انتخابات نقابتي المهندسين والأطباء التي جرت في الأسابيع والايام الأخيرة تؤكد أن لا بديل عن تحالف التيار مع الثنائي الشيعي ما أمن فوزه في مقاعد الأكثرية في النقابتين، وما يؤكد أن “حزب الله” لا يمكنه في النهاية الاستغناء عن غطاء مسيحي مهما شعر من نكران جميل صدر برأيه من باسيل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us