من الإليزيه إلى الدوحة


خاص 22 أيار, 2024

بين باريس وقطر، كان قائد الجيش ممثلاً للاستقرار في لبنان، وممثلاً لوجود مؤسسة، ما زالت تحظى بالثقة، وما زال الرهان عليها بأنها القادرة على التأسيس لمرحلة ينتقل فيها البلد المعرض لشتى الأزمات إلى مرحلة يتم التأسيس فيها لمستقبل أفضل

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

رحلة تراكم وثقة، توّجها قائد الجيش العماد جوزيف عون، بزيارة الدوحة، لكن البارز أنّ مسار الرجل يتصاعد بتراكم لا يمكن إنكاره، باعتباره المختلف عن الطبقة السياسية، التي تستمر بقوة استمرار الواقع السيئ، الذي انفجر في العام 2019 ولا يزال ينحدر بانتظار السقوط الكبير.

قيل أنه طلب زيارة قطر، وقد يكون ذلك صحيحاً، لكن الطلب كان من أجل المؤسسة وليس الشخص، لكن قائد الجيش استقبل استقبالاً رئاسياً، وكانت أولى لقاءاته مع رئيس الوزراء القطري، ووزير الخارجية، وليس مع نظرائه في القوات المسلحة القطرية، وهذه ربما تكون إشارة كافية لمن يخشى من دوره، ومن يحاول الحفر تحته، لخروجه عن بيت الطاعة، وما أدراك ما هو بيت الطاعة.

سبق زيارة قطر، مؤتمر روما الذي أسس فيه جوزيف عون، لهيكلية دعم الجيش، من خلال التباحث مع رؤساء أركان الجيوش الأوروبية، في كيفية تقديم الدعم للمؤسسة العسكرية، وتلا مؤتمر روما زيارة لباريس، كان فيها استقبال لرئيس الحكومة وقائد الجيش، استقبال وصف بأنه استقبال لمؤسسة، يراهن عليها المجتمع الدولي في ثابتة حفظ الاستقرار، في البلد الذي تعصف فيه الرياح من الخارج والداخل.

بين باريس وقطر، كان قائد الجيش ممثلاً للاستقرار في لبنان، وممثلاً لوجود مؤسسة، ما زالت تحظى بالثقة، وما زال الرهان عليها بأنها القادرة على التأسيس لمرحلة، ينتقل فيها البلد المعرض لشتى الأزمات، إلى مرحلة يتم التأسيس فيها لمستقبل أفضل.

في باريس سمع اللبنانيون من الرئيس الفرنسي، أنّ الحرب قادمة، وسمعوا أيضاً، أنّ الرهان على تطبيق القرار 1701، سيجنّب لبنان من نزوع إسرائيل لشن الحرب، طلب الفرنسيون من الرئيس ميقاتي أن يتواصل مع حزب الله، كي يفصل ملف غزة عن ملف لبنان، بحيث يبدأ وقف لإطلاق النار، وبحث في الترتيبات الأمنية التي سيتم الاتفاق عليها عبر الحدود.

الجيش في كلّ هذه اللقاءات، صامت لكنه يعرف أنّ عبء التنفيذ سيتحمله وحده، لكن ليس بدون غطاء سياسي، فالأولوية تبقى بالنسبة له، تأمين استمرارية المؤسسة وقدرتها على ضبط الاستقرار، الذي من دونه يصبح كل كلام آخر من باب العبث.

على هامش كل هذه الأحداث، يجلس أحدهم على تلة غير مرتفعة، يسعى ليلاً نهاراً لتفادي كابوس انتقال جوزيف عون من اليرزة إلى بعبدا، يرى في هذا الكابوس، حقيقة مزعجة يجب تفاديها بأي ثمن، يصطدم بالواقع العربي والدولي الذي لا يأبه للأحقاد والأنانيات، يستكتب من يحترف التشويه، لكن خوفه من الآتي يتعاظم، فالحدس ينبئ بما لا يسر القلب. إنه القدر المزعج.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us