الخماسية تحدد المعطلين ولا تعلن عنهم


خاص 29 أيار, 2024

يُسجَّل لمجموعة الخمس توقفها عن ممارسة الضغوط على فريق المعارضة، وتركيزها على تحميل “الحزب” مسؤولية التعطيل عبر إقفال مجلس النواب، وهذا بات يحصل في الأروقة المغلقة، دون أن يخرج إلى العلن، وهو ما سبّب خروج رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتصريحات انتقد فيها مجموعة الخمس، ذلك للمرة الأولى منذ أن بدأت مهمتها

كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

من جديد يعود موفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، حاملاً حقيبة الضغط الدبلوماسي، الخالية من الأدوات التي يمكن أن تؤثر في الثنائي المعطل. فمن دون التهديد بالعقوبات، ستصبح هذه المهمة الجديدة القديمة، عرضة للاستنزاف، لا بل عرضة لأن تتحول إلى مجرد سياحة دبلوماسية، لا طائل منها، طالما أنّ المعطل الأساسي، لا يأبه لما يمارس من ضغوط دبلوماسية، ويعتبرها مجرد ملهاة غير قابلة للصرف.

تدرج الموقف الفرنسي، من تبني المرشح سليمان فرنجية، إلى اللجوء إلى الخيار الثالث، ومهمة لودريان في بيروت هي مهمة التسويق للخيار الثالث المرفوض من حزب الله، وبهذا يكون الموقف الفرنسي قد تقدم كثيراً إلى الأمام، لكن من دون القدرة على تسجيل أي خرق في جدار حزب الله المقفل.

في موازاة المبادرة الفرنسية، تسير قطر على وقع ترتيب مبادرتها الخاصة، لكن ليس بسقف يخرق ثوابت مجموعة الخمس. الدعوات تتوالى إلى الدوحة، ويعتزم عدد من القوى السياسية، تحديد التوقيت المناسب لتلبية الدعوة، لكن أصداء المبادرة القطرية هي الأخرى، لا تحمل أي طرح عملي، بل تقتصر على مجرد تنظيم حركة اتصالات من بيروت إلى الدوحة وبالعكس، لعل ذلك يسهم في حلحلة ما، لا تبدو ممكنة، على الأقل في الأفق القريب الموازي لاستمرار الحرب في غزة.

لكن في مقابل ذلك، يسجل لمجموعة الخمس توقفها عن ممارسة الضغوط على فريق المعارضة، وتركيزها على تحميل حزب الله، مسؤولية التعطيل عبر إقفال مجلس النواب، وهذا بات يحصل في الأروقة المغلقة، دون أن يخرج إلى العلن، وهو ما سبب خروج رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتصريحات انتقد فيها مجموعة الخمس، ذلك للمرة الأولى منذ أن بدأت مهمتها.

تجد الممانعة نفسها في موقع تبرير التعطيل، وهذا التبرير لن يكون مفعوله طويل الأمد، فالإصرار على ترشيح فرنجية كمرشح وحيد، سيقابله رفض معارض للسير بخيار رئيس حليف لحزب الله، فضلاً عن أن هذا الخيار، لا يمكن أن يحظى بأي دعم دولي أو عربي، وبموازاة ذلك ترفض المعارضة وسترفض حتى يوم الدين، إعطاء الرئيس بري ورقة ترؤس الحوار، الذي بات بمثابة الغطاء لمحاولة فرض الرئيس بقوة التعطيل.

في المحصلة يأتي لودريان وسيذهب، لكن أزمة التعطيل الرئاسي باقية، وهي مرشحة لأن تستمر لفترة طويلة، طالما أنّ حزب الله يعتبر امتلاك قرار بعبدا أساسياً، للاستمرار بالإمساك بمفاصل السلطة، وكسب الغطاء الشرعي والمؤسساتي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us