باسيل صفر اليدين.. ويحاول التشويش على جنبلاط


خاص 13 حزيران, 2024

باسيل الذي اعتاد على المناورة واقتناص الفرص والانقلاب على المواقف، بدأ جولته محاولاً الحصول على بركة بكركي، ومنها توجه إلى عين التينة حيث مقر نبيه بري الذي كان وصفه بـ “البلطجي”، والذي لم ينتخب عون للرئاسة عام 2016، والذي برأي باسيل متحكم بمجلس النواب، قافزاً فوق المسافات السياسية والتموضعات ومتبنياً بشكل شبه كامل موقف بري من الكباش حول الرئاسة، من الحوار إلى التوافق الذي اعتبره أهم من الانتخاب وقدمه عليه رغم أنه مخالف للدستور

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

يبدو أنّ رئيس “التيار العوني” جبران باسيل في صدد البحث عن دور في خضم التحولات والانقسامات العمودية في الساحة السياسية اللبنانية التي أدت إلى خلط الأوراق وسدّت إلى حد كبير منافذ المناورات التي عهدها ومارسها باسيل طيلة السنوات الماضية، بالأخص عندما كان ميشال عون رئيساً. وقد زاد الصورة تعقيداً انتهاء عهد عون، وبدأ باسيل بسط نفوذه الكامل على التيار وتحويله إلى تيار باسيلي. فكانت الخطوة الأولى فك الارتباط مع “حزب الله” الذي صدم باسيل بتبني ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة فيما يعتبر باسيل أنه الأحق بالمنصب كخليفة لعون ولأنه ما يزال يعتبر أنّ تياره الأكثر شعبية على الصعيد المسيحي. وحاول باسيل “تنظيف” التيار من العونيين فجاء فصل الياس بو صعب الذي يشغل حالياً منصب رئيس البرلمان، بعد أن قضت الانتخابات الأخيرة بتطيير “المتمردين” أمثال زياد أسود وماريو عون فيما لم يقرر باسيل طرد النائب آلان عون ابن شقيقة رئيس الجمهورية السابق علماً أنّ رئيس لجنة التحكيم التي أقرّت فصل عون يرأسها ميشال عون نفسه. ولكن إلى متى؟ غير أنّ لغماً انفجر في طريق باسيل هو استقالة مايا معلوف كنعان مسؤولة الإعلام والعلاقات احتجاجاً على تفشي ظاهرة الفساد في التيار كما أعلنت.

وقد جاء الرد على باسيل في مسألة الترشيح من فرنجية نفسه الذي قال إنه إذا كان المعيار الذي فرضه عون والتيار في الانتخابات الرئاسية الماضية ما زال معتمداً فعلى باسيل أن يدعم ترشيح سمير جعجع للرئاسة كونه اليوم الأكثر شعبية على المستوى المسيحي.

وبغض النظر عن ضربة “العصفورين بحجر” التي صوبها فرنجية، فإنّ باسيل قام خلال جولته التي فاجأت الجميع، والتي لا تحمل أي مبادرة باعتراف باسيل نفسه، بزيارة لكتلة فرنجية لم يحضرها فرنجية الأب والمرشح للرئاسة. وحتى الآن لم يلبِّ جعجع محاولة باسيل الذي طلب موعداً على ما يبدو للقاء به. غير أنّ باسيل الذي اعتاد على المناورة واقتناص الفرص والانقلاب على المواقف، بدأ جولته محاولاً الحصول على بركة بكركي، ومنها توجه إلى عين التينة حيث مقر نبيه بري الذي كان وصفه بـ”البلطجي”، والذي لم ينتخب عون للرئاسة عام 2016، والذي برأي باسيل يتحكّم بمجلس النواب، قافزاً فوق المسافات السياسية والتموضعات ومتبنياً بشكل شبه كامل موقف بري من الكباش حول الرئاسة، من الحوار إلى التوافق الذي اعتبره أهم من الانتخاب وقدّمه عليه رغم أنه مخالف للدستور، ومتناسياً أنه “تقاطع” مع  المعارضة التي دعمت ترشيح جهاد أزعور وترفض الحوار والتفاهم كبديل عن الانتخاب، ولم يلفظ ولو أقله كلمة واحدة حول المرشح الثالث غير فرنجية وأزعور. ما دفع بري إلى التعبير عن ارتياحه (أو شماتته؟) بما أعلنه باسيل الذي يبدو أنه أراد “توحيد الساحات” على الصعيد الداخلي فيما “حزب الله” منشغل بالردّ على اغتيال أحد أهم قادته “أبو طالب” الذي اغتالته إسرائيل أمس. بالمقابل، أفاد أحد نواب الاشتراكي أنّ هناك تفاهماً بين المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين وبري حول تطبيق القرار 1701 على الحدود بين لبنان وإسرائيل ينتظر فقط قرار وقف إطلاق النار ليدخل حيز التنفيذ. فإذا كان هذا هو واقع الحال فلماذا تهافت باسيل وسارع للتشويش على جنبلاط، وعلى ماذا يراهن طالما أنّ هناك اتفاقاً برعاية أميركية على الحدود وليس هناك من اتفاق حول الرئاسة طالما أنّ توازن القوى الداخلي لا يسمح لأيّ طرف بفرض مرشحه. أم أنها مجرد محاولة من قبل رئيس التيار للعودة إلى كنف “الثنائي الشيعي” الذي اعتاد على رعايته؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us