معادلة “نون- نون”.. مَن يسبق من؟ نتنياهو أم نصر الله؟


خاص 15 حزيران, 2024

حتى إشعار آخر، لا تسويات أو صفقات في الأفق، والمعادلة واضحة: مَن يرفض التسوية في غزة، لماذا يقبلها في لبنان؟ وبالنسبة إلى نصرالله، بعد كل الخسائر في البشر والحجر، فإنّ أي تسوية أو صفقة لن تكون بحجم التضحيات. إذًا نحن أمام شخصين لا يتراجعان: نتنياهو من الجانب الاسرائيلي، ونصرالله من الجانب اللبناني، فنكون في هذه الحال أمام صفقة شبه مستحيلة وحرب لن تكون نزهة

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

آخر مناورة عسكرية قام بها حزب الله لقوات النخبة لديه، أي ما يعرف ” قوة الرضوان” جرت تحت عنوان “سنعبر” ، وكان المقصود بعنوان المناورة أن حزب الله سيعبر الحدود الجنوبية في اتجاه شمال إسرائيل.

بالتأكيد كانت اسرائيل تراقب المناورة وحجم الجهوزية لدى حزب الله خصوصًا أنه في الفترة الأخيرة ، ما قبل عملية طوفان الأقصى ، أي ما قبل السابع من تشرين الأول الفائت ، كان حزب الله يصل إلى الشريط الشائك ، وكان عناصره يتسلقون الجدار الذي بناه الاسرائيليون ، وكان المسافة أحيانًا بين عناصر حزب الله والجنود الاسرائيليين لا تتجاوز عشرات الأمتار.

اندلعت حرب ” طوفان الأقصى ” ، وفي اليوم التالي دخل حزب الله في هذه الحرب تحت عنوان ” إسناد جبهة غزة ” ، في محاولة لتبطيئ عمليات الجيش الاسرائيلي في غزة ، فماذا كانت النتيجة؟ يكاد الجيش الاسرائيلي أن ينتهي من غزة ، ويضع آخر هذا الشهر كمهلةٍ ، ويتطلع إلى جنوب لبنان ، فهل ما يجري هو سباق بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، لجهة مَن يسبق مَن في ” العبور” ؟ نتنياهو وعد سكان المستوطنات شمال إسرائيل بانهم لن يكونوا خارج منازلهم حين تبدأ السنة الدراسية ، فكيف سيكون ذلك وحزب الله على مرمى حجر من المستوطنات؟ كل المحاولات التي جرت لأبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني باءت بالفشل ، ولأنعاش الذاكرة ، في إحدى المرات قال الأمين العام لحزب الله بتهكم : ” من الأسهل نقل الليطاني على أن يتراجع حزب الله إلى شمال الليطاني” ، يعني ذلك أنه أسهل نقل النهر من تراجع حزب الله إلى شمال النهر. وإذا لم يتراجع حزب الله فإن المستوطنين لن يعودوا إلى شمال إسرائيل ، في هذه الحال ، الوضع بين جنوب لبنان وشمال اسرائيل هو على الشكل التالي : إسرائيل لن تتراجع عن مطلب تراجع حزب الله إلى ما وراء شمال الليطاني ، حزب الله يرفض حتى بحث هذا المطلب، إذًا الوضع أمام معضلة ، فمَن يكسرها؟ هل يتم ذلك بواسطة الحرب ؟ أم يعتَمَد أسلوب ” إشتدي أزمة تنفرجي” ؟ كل المحاولات التي جرت للتهدئة أو لأيجاد تسوية ، لم تبصر النور ، وهناك محاولة جديدة يقوم الموفد الأميركي آموس هوكستاين الذي يصل إلى تل أبيب الإثنين ، فهل في جعبته أي مقترح عملي؟ حتى إشعار آخر ، لا تسويات أو صفقات في الأفق ، والمعادلة واضحة : مَن يرفض التسوية في غزة ، لماذا يقبلها في لبنان ؟ وبالنسبة إلى السيد نصرالله ، بعد كل الخسائر في البشر والحجر ، فإن اي تسوية أو صفقة ، لن تكون بحجم التضحيات . إذًا نحن أمام شخصين لا يتراجعان : نتنياهو من الجانب الاسرائيلي ، ونصرالله من الجانب اللبناني ، فنكون في هذه الحال أمام صفقة شبه مستحيلة وحرب لن تكون نزهة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us