علاقة بكركي – حارة حريك: ضبط الوضع ووقف السجالات ليس أكثر…


خاص 10 تموز, 2024

انفجر الوضع بين حارة حريك وبكركي بعد العظة الشهيرة التي أطلقها البطريرك الراعي في 23 حزيران الماضي، حيث قال: “إنّ رئيس الجمهورية المنشود هو الذي يُعنى بألّا يعود لبنان منطلقاً لأعمال إرهابية تزعزع أمن المنطقة واستقرارها”، ما أثار اعتراضاً كبيراً لدى الحزب، ظهر بوضوح من خلال مقاطعة المكوّن الشيعي لقاء بكركي، الذي شارك فيه الرجل الثاني في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

لطالما أزعجت عظات البطريرك الماروني بشارة الراعي، التي يطلق من خلالها مسار لبنان السيّد الحر المستقل، كل مَن يعمل لمنع تحقيق هذا الشعار، لذا شكّل سيّد بكركي خطاً وطنياً مستقيماً من خلال مناداته بالدولة القوية الشرعية، وباتباع سياسة الحياد ورفض الدويلة والسلاح غير الشرعي، الذي يتحكّم بقرار الحرب ويضعف الدولة حتى يكاد يمحو وجودها، ويمنع نجاح مؤسساتها وسيطرتها على كامل أراضيها. هذه المواقف والدعوات أزعجت حزب الله ومؤيديه، ما أدى الى تعرّض البطريرك الراعي مراراً لحملات تخوين من قبل مناصري الحزب، على مواقع التواصل الاجتماعي ومن قبل بعض الإعلاميين المحسوبين عليه من خلال مقالاتهم وتصريحاتهم، فيما بقيت قيادة الحزب صامتة، من دون أن تغيب بعض” اللطشات” الخفية من حين إلى آخر، إلى أن انفجر الوضع بعد العظة الشهيرة التي أطلقها الراعي في 23 حزيران الماضي، حيث قال: “إنّ رئيس الجمهورية المنشود هو الذي يُعنى بألّا يعود لبنان منطلقاً لأعمال إرهابية تزعزع أمن المنطقة واستقرارها”، هذه الجملة أثارت اعتراضاً كبيراً لدى الحزب، ظهر بوضوح من خلال مقاطعة المكوّن الشيعي لقاء بكركي، الذي شارك فيه الرجل الثاني في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ورؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، وحينها قامت الدنيا ولم تقعد، ولم يحضر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب اللقاء، كما كان للشيخ أحمد قبلان موقف شنّ خلاله هجوماً غير مسبوق على البطريرك الماروني، وكانت ردود عليه من قبل رؤساء الأحزاب المسيحية وبعض المستقلين من طوائف أخرى طالبت بتهدئة الوضع، فيما طالب الخطيب وقبلان بكركي توضيح ما قصده البطريرك في عظته.

جلسة مصارحة وليس مصالحة

إلى ذلك لعب الوسطاء دوراً كبيراً لضبط الأمور، فأرسل الراعي رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، لتمثيله في ندوة عن كتاب الغدير لمناسبة عيد الغدير نظّمت في المجلس الشيعي، فتحدث حينها أبو كسم عن جلسة مصارحة وليس جلسة مصالحة كما أوضح لموقع “هنا لبنان”، كما زار رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، ضمن إطار التواصل الدوري الذي يحصل بين الراعي وبرّي، إضافة إلى وساطة النائب فريد الخازن التي لم تصل إلى مبتغاها، مع الإشارة إلى أنّ الخازن نقل عن الراعي قوله: “صحيح هنالك مشكلة مع حزب الله وهي امتلاكه للسلاح، وهو موضوع نقاش كبير، لكن هذا لا يعني أنّنا نتهم الحزب بالإرهاب”. فضلاً عن زيارة المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ولقائهما بالشيخ الخطيب، ودخول مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله محمد سعيد الخنسا على الخط، موضحاً أنهم يدرسون توقيت اللقاءات المرتقبة ومكانها بهدف إزالة الخلاف.

الطريق غير معبّدة والمسافات متباعدة

في السياق ووفق معلومات “هنا لبنان” من مصادر موثوقة، فالوضع القائم بين الطرفين ليس كما يحاول البعض إظهاره في وسائل الإعلام، لأنّ الطريق غير معبّدة لغاية اليوم وتحتاج للكثير من التقارب، في محاولة لإبعاد التباين والخلاف وإيقاف السجالات التي ما زالت ناشطة على مواقع التواصل، وإلا ستبقى المسافات متباعدة والتشنج قائماً، لأنّ الوضع الراهن يتطلّب حواراً جديّاً وفعلياً، لم يعد له وجود في ظل كل ما يجري من اللا منطق.

مصدر كنسي: سنضع النقاط على الحروف

في السياق أوضح مصدر كنسي لموقعنا أنه سيعقد قريباً جداً جلسة مع البطريرك الراعي لوضع النقاط على الحروف ومتابعة المهمة، ونفى ما أوردته بعض المواقع الإلكترونية عن إعلان حزب الله مقاطعة أي اتصال مع بكركي سواء بالمباشر أو غير المباشر، بما في ذلك التواصل بينه وبين الوسطاء، من دون أن ينفي أنّ الوضع لم يضبط بعد كما يجب، وأشار إلى أنّ اللجنة المشتركة ستتابع الموضوع من دون أن يحدّد موعد اجتماعها.

في غضون ذلك تشير كواليس العلاقة الحالية بين بكركي وحارة حريك، إلى أنّ السعي قائم لوقف السجالات ليس أكثر… كما أنّ لجنة الحوار القائمة منذ التسعينات بين البطريركية المارونية والحزب، لم تجتمع بما فيه الكفاية نظراً للظروف التي رافقت لبنان، وتوقفت فعلياً منذ سنوات عن اللقاء والحوار، وساهم في ذلك تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية عموماً في لبنان، وتحتاج هذه المرحلة إلى المزيد من الوقت والانفتاح السياسي على بعض المحاور والبنود التي تطرحها بكركي، قبل أي اجتماع بهدف الوصول إلى نتائج إيجابية، أي يجب البحث أولاً في بعض الملفات العالقة قبل فتح باب التحاور، وإلا ستبقى اللقاءات من دون إنتاج يذكر، مع التشديد بأن لا مصلحة لحارة حريك بعداء بكركي، التي تستعين دائماً بلغة العقل وتبتعد عن لغة الانقسام.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us