قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟
كان القطاع يحاول إعادة النهوض بعد أزمات متتالية من الثورة، وكورونا، وصولًا إلى إنفجار المرفأ لتأتي الحرب وتقضي على ما تبقى من سياحة ومطاعم. المشهد إنقلب من نشاط وازدهار وتوسّع واستثمار إلى تدهور وخوف وإقفالات
كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:
منذ قرار الإسناد حركة المطاعم من سيئ إلى أسوأ، ففي وسط بيروت وعند موعد الغداء، المطاعم شبه فارغة. كان القطاع يحاول إعادة النهوض بعد أزمات متتالية من الثورة، وكورونا، وصولًا إلى إنفجار المرفأ لتأتي الحرب وتقضي على ما تبقى من سياحة ومطاعم. المشهد إنقلب من نشاط وإزدهار وتوسُع وإستثمار الى تدهور وخوف وإقفالات.
وفي هذا الإطار روى صاحب سلسلة مطاعم في لبنان سمير يعقوب لـ”هنا لبنان” أنّ الحركة تختلف من منطقة لأخرى، فيما أصبح هدف المطاعم الصمود لضمان الإستمرار في ظل الخسائر التي يتكبدها القطاع نتيجة الحرب. وأضاف يعقوب أن الفرع الذي يسجل خسائرة يسددها من الفرع الذي سجل ربحاً ليضمن إستمراره. وختم يعقوب بالقول “إذا طالت الحرب سأقفل أبوابي”.
بلغ عدد العاملين في المطاعم المسجلين في الضمان الاجتماعي ما قبل العام 2019 نحو 160 ألف لبناني، بالإضافة إلى 45 ألف موظف في مواسم الأعياد وغالبيتهم طلاب جامعات.
وفي هذا السياق كشف رئيس نقابة المطاعم طوني الرامي بالأرقام عن إنخفاض معدل حركة القطاع بنسبة 90%، ومع 100% في المناطق المستهدفة، أما المناطق الأخرى فبلغت نسبة الإنخفاض حوالي 70%. وأعلن الرامي عن إقفال مئات المطاعم بشكل كلي أو مؤقت خصوصاً في وسط بيروت، وحذر من أن لهذا الواقع مخاطر كبيرة تهدد بإستمرار الكثير من المطاعم وبشكل خاص الإستثمارات الجديدة. وكما حذر الرامي من هجرة جديدة للعاملين في المطاعم إلى دول الخارج، معتبراً أنها ستكون الضربة القاضية على القطاع.
ويعد قطاع المطاعم من أكبر المستثمرين في البلاد وهو من أكثر القطاعات التي تؤمن إيرادات للدولة اللبنانية.
وفي حديث مع نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري خالد نزهة أوضح أنّ حركة المطاعم في كسروان وجبيل والبترون أو حتى في الجبال الآمنة نسبياً، تشهد حركة ملحوظة بفعل النزوح إلى هذه المناطق، إنما تبقى الحركة خجولة وغير كافية. ووفق نزهة، فإنّ الحركة في مطاعم الحمرا والروشة والصيفي ووسط بيروت معدومة فقد باتت شبه فارغة، وتحولت أهدافها من تحقيق الربح إلى الصمود والإستمرار قدر المستطاع بإنتظار وقف إطلاق النار وبالتالي حفظ الامن والإستقرار. وأكد نزهة أنّ النقابة حريصة على القطاع من أجل إبعاد فكرة الإقفال، والدفع نحو الإصرار على مواجهة هذه الأوضاع، إنما في حال طالت الحرب فقدرة الصمود وتحمل الخسائر لها حدود في نهاية المطاف.
لطالما كانت المطاعم تبدأ مسيرتها في لبنان ، وتنتقل إلى الدول العربية ومن ثم إلى العالم ، وهي وجه لبنان الإيجابي بعيداً من الحرب ومآسيها …هي الكرم وتذوق المأكولات الطيبة والخدمة الفريدة والمميزة… التي لا تكاد تصمد وتتعرض للانهيار الكامل ، والدولة لا تهتم بهذه الثروة ، بل يبدو أنها تفضل التسول على أبواب دول المانحة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
اقتصاد “ما بعد الحرب”.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟ | الحكومة تبدأ بخطة أولية لإعادة الإعمار … فما هي تفاصيلها ؟ | في حال أنفقت الدولة كل “السيولة”.. هل تتجه إلى إحتياطي مصرف لبنان؟ |