أما وقد انتهت الحرب.. لمن ستعتذرون؟!
أما وقد انتهت الحرب، فأنتم مدينون باعتذار لنا، لأطفالنا، لنسائنا، لأرضنا، لبيروتنا، لاقتصادنا، لجنوبنا، لكل مبنى تدمّر، ولكل مواطن تهجّر! عليكم أن تخرجوا وتعترفوا بما اقترفت أيديكم.. فـ “لو كنت أعلم”، لن تشفع لكم اليوم ولن تمحو آثار الدمار في نفوسنا قبل مناطقنا، أنتم اليوم جناة، مرتكبون، ودماؤنا خطيئتكم!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
صمتنا، ساعات، وأياماً، وشهوراً. وتحملنا الدمار، والتهجير، ورؤية وطننا يقتل، يغتال، وتحملنا عنجهية بعضكم، وخطابات الانتصارات الواهية، وتحملنا تفاخركم حتى بقتلنا، وتضحيتكم ببيئتكم وأمنها، ومتاجرتكم بأرواح الأطفال والنساء.
أما وقد انتهت الحرب، آن لكم أن تسمعوا، وأن تعتذروا، وأن تتناسوا خطابات العنجيهة، فما قبل أيلول الأسود ليس كما بعده!
بل وما قبل 8 تشرين، وجبهة إسنادكم “الواهية”، ليس كما بعده!
أما وقد انتهت الحرب..
فأنتم اليوم، مدينون باعتذار! لنا، لأطفالنا، لنسائنا، لأرضنا، لبيروتنا، لاقتصادنا، لجنوبنا، لكل مبنى تدمّر، ولكل مواطن تهجّر!
عليكم اليوم أن تخرجوا وتعلنوا أنكم أخطأتم..
واليوم “لو كنت أعلم”، لن تشفع لكم، ولن تمحو آثار الدمار في نفوسنا قبل مناطقنا، أنتم اليوم جناة، مرتكبون، ودماؤنا خطيئتكم!
أنتم، من كذبتم، خدعتم، قلتم بإسنادكم ستنقذون غزة، فأين هي غزة؟ تباد؟ تجوّع؟ تغتال؟ بماذا أفدتم غزة!
أنتم ألحقتم الضرر بغزة، تحوّلتم لعائق في سياق مفاوضاتها، أنتم خدعتموها كما خدعتمونا!
أنتم، من ادعيتم أنّ اسرائيل، أوهن من بيت العنكبوت، فلم يبقَ بيت لا لنا ولا لكم، ولم يبقَ إلّا بقايا وطن خردقته آلاف الصواريخ والقذائف، حتى أصبحنا نرجو وقف إطلاق النار ونقدم لـ”العدو” كل ما يريده كي يوقف استنزافنا!
أنتم، من رفعتم شعار “نحمي ونبني”، فلا حميتم ولا بنيتم، بل فقط دمرتم وساهمتم في أن تتحول يومياتنا إلى أشلاء وتعداد للشهداء!
أنتم “أكذوبة”، وسلاحكم “لعنة”، ومقاومتكم انتهت صلاحيتها!
أنتم، وجه الموت لهذا الوطن، ونحن مللنا “الموت”، ومللنا تبعيتكم لإيران، إيران التي سخرت منكم، وباعتكم، وتاجرت بمقاومتكم!
لم تسقط نقطة دم واحدة في إيران، أما نحن فقد سُفِكت دماؤنا بسببكم!
أما وقد انتهت الحرب، اعتذروا واعتذروا واعتذروا.. ربما نعفو يوماً عن جريمتكم بحقّنا، بحق لبنان والجنوب الذي هو لنا أكثر مما هو لكم!
اعتذروا، واصمتوا.. ولا تتبجحوا بخطاباتكم السخيفة ولا توزعوا شهادات الأخلاق التي لا تمت لصنائعكم بصلة!
ولا تصنفونا بين مقاومين وعملاء! ومن غيركم العملاء؟؟!
انظروا لضاحيتكم، وقد دمرت على يد عملاء منكم وبينكم…
انظروا لاغتيال قادتكم، ولمن أفشى أسرار مربعاتكم، وأوصل العدو إلى عقر داركم!
اصمتوا. أنتم من أتقنتم العمالة! وقتلتم الوطن، ورفعتم المقاومة شعاراً لا فعلاً !
اصمتوا.. واعتذروا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
“27 تشرين الثاني”.. يوم مجيد: ثلاثية سقطت وثنائية “جيش وشعب” ترسخت! | ونحن أيضاً أشلاء.. | أين لبنان؟.. يا فيروز! |