ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة” الخشبية انتهت.. ومحاولات إحيائها عبثية
لم يكد الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يغادر لبنان في زيارته الأخيرة حتى خرج الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليعلن تمسك الحزب بمعادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، ليتبعه بعد يومين رئيس كتلة الوفاء والمقاومة من مخبئه، وبعد غياب طويل، ليعلن في مقالة طويلة نشرها في صحيفة الأخبار أنّ الضمانة الحقيقية لالتزام إسرائيل بموجبات القرار الدولي هي في “المعادلة الذهبية” التي أرغمت إسرائيل على وقف عدوانها في السابق، وهي معادلة “الشعب والجيش والمقاومة”.
هي محاولة واضحة من اعلى قياديَّين في الحزب لاستباق الحلول السياسية في لبنان، وتحديد اليوم التالي بالنسبة لحزب الله، بإحياء معادلة ميتة دفنها اللبنانيون بإعلانهم رفض الحرب وأن يكون لبنان ساحة لإيران لتصفية حساباتها، والتذكير بالمعادلة التي جرى تبنيها للمرة الأولى في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008 بعدما استباح حزب الله بسلاحه بيروت والجبل في السابع من أيار، فتوصّلت الحكومة حينها إلى صيغة جديدة معتمدة على عبارة “حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة، والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء والتمسّك بحقّه في مياهه، وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحة”.
أسقطت حرب 2024 هذه المعادلة التي وصفها حزب الله بالمعادلة الذهبية ودرع لبنان الحصين، وأثبتت جبهة الإسناد أنّ هذا السلاح لم يكن يوماً للدفاع عن لبنان بل لتحقيق مصالح إيران في المنطقة عبر ذراعها العسكرية في لبنان، وهذا السلاح لم يحرِّر القدس ولا حرَّر فلسطين ولم يحمِ أهل الجنوب ولم يحمِ لبنان.
هذه المعادلة عفا عليها الزمن، وسبق أن نعاها رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان عندما وصفها بالمعادلة الخشبية بعد انقلاب حزب الله على إعلان بعبدا الذي ينص على حياد لبنان وإبقائه بعيداً عن الصراعات، وقول محمد رعد أنّ إعلان بعبدا ولد ميتاً ولم يبق منه إلا الحبر على الورق.
يعيش قاسم ورعد ومعهما مسؤولو الحزب حالة إنكار، ويحاولون إيهام جمهورهم بنصر مدجج بالدماء والدمار والانهيار، ويحاولون تقليل خسائرهم باستباق البحث بأي استراتيجية دفاعية لحماية لبنان يجري الحديث عنها، بالتذكير بمعادلة ميتة وبمقاومة نصبت نفسها للدفاع عن لبنان وجلبت الدمار والحروب بدل الدفاع عنه كما كانت تزعم قياداتها.
هي مقاومة لا تحظى بتأييد اللبنانيين الذين شبعوا من الحروب العبثية ولا يريدون سلاحاً إلا سلاح الشرعية اللبنانية المتمثلة بالجيش اللبناني للدفاع عنهم وعن أرضهم، ولا ثلاثية تحميهم إلا ثلاثية “الشعب والجيش والدولة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
خسائر فادحة في قطاع الاتصالات | هل ستعمد المعارضة إلى عرقلة جلسة 9 كانون الثاني؟ | اجراءات مشددة للجيش على طول المناطق الحدودية في عكار |