ليس “عون الثاني” بل جوزاف الأول
لا يصحّ القول إنّ “عون الأول” أنهى عهده ليبدأ عهد “عون الثاني”، فالعونيان مختلفان سواء في الظروف وفي النهج، فالجميع يذكر أنّ اتفاق مار مخايل شكَّل جسر عبور للعماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، فيما العماد جوزاف عون جاء من خلفية معادلة جديدة لعل ما لفت المراقبين فيها أنّ خطاب القسم لم ترِد فيه كلمة “مقاومة”
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
حدث انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، ليس مجرد تطور عادي بملء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، بل هو خطوة في مسار جديد ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة، بهذا المعنى لا يصح القول إنّ “عون الأول” أنهى عهده ليبدأ عهد “عون الثاني”، فالعونيان مختلفان سواء في الظروف وفي النهج ، فالرئيس العماد ميشال عون جاء من خلفية تحالفه مع حزب الله والذي رسَّخه تفاهم مار مخايل بين عون والسيد حسن نصرالله، ويذكر الجميع أنّ اتفاق مار مخايل شكَّل جسر عبور للعماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، فيما العماد جوزاف عون جاء من خلفية معادلة جديدة لعل ما لفت المراقبين فيها أنّ خطاب القسم لم ترِد فيه كلمة “مقاومة”.
والعماد جوزاف عون أوجز المشكلة في لبنان بثلاث كلمات هي “أزمة حُكم وحكَّام”.
هذه التباينات الجذرية بين الرجلين لا تتيح الحديث عن “عون الأول” و”عون الثاني” بل يكون التوصيف الدقيق الحديث عن “جوزاف الأول” الذي بدا من خلال أدائه ومن خلال خطاب القسَم أنه صاحب نهج جديد ظهَّره في أدائه على مدى سنوات وجوده على رأس المؤسسة العسكرية، وفي مضمون خطاب القسَم الذي يشكِّل خارطة طريق للعهد الذي يمتد لست سنوات .
بأسلوبه العسكري، رَصَفَ، العماد جوزاف عون، من بنود خطاب القسم”متراسًا سياسيًا” يصعب اختراقه، وكأنه يقول للجميع: هذا سقفي الذي لا أسمح بخفضه، وهذا متراسي الذي يصعب اختراقه.
النهج الذي اعتمده على رأس المؤسسة العسكرية، لم يأخذه من أحد بل خطَّه بنفسِه، وهو نهج اتسم بالشفافية، وكانت بصمته واضحة سواء في أمانته للمساعدات التي كانت تأتي للجيش اللبناني، وفي إدارته النزيهة لكل ما يتعلَّق بالمؤسسة العسكرية ولا سيما منها الكلية الحربية، ويعرف الجميع في هذا السياق صرامته ورفضه أي مراجعة في هذا المجال.
في مطلق الأحوال، من السابق لأوانه، إصدار أي حكم ، أو حتى أي انطباع عن بدء عهد الرئيس العماد جوزاف عون، فكما يقول المثل العامي:” ما إلو بالقصر أكتر من مبارح العصر “، لكن إذا كان “المكتوب يُقرأ من عنوانه” فإنّ “مكتوب العهد” قُرئ من عنوان خطاب القسم الذي تقول المعلومات إنه من بنات أفكار الرئيس جوزاف عون حتى قبل أن ينتخب، وصياغة الخطاب كانت عبارة عن تجميع تلك الأفكار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
العهد بين ” الهيبة ” و “الرهجة” | “نظام الأسد” ومعضلة “النظام اللبناني” | من هنري حلو2 إلى ميشال عون 2 |