“غزة”.. يا ليته كان انتصاراً!

ماذا كسبت غزة، منذ 7 تشرين الأوّل 2023 وحتى اليوم؟ ألا يحق لنا نسأل؟ ما الذي أودت إليه الحرب؟ ما النتائج؟ ما المكاسب التي حصّلها الأهالي؟ ما المستقبل الذي ناله أبناؤها…الإجابة “صفر”.
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
نريد أن نقتنع بسردية الانتصار. نريد أن نصدقها، أن نتبنّاها! أن نؤمن بها.
ولكن ما يحاول البعض إشاعته شيء، والواقع شيء آخر. فغزة هي الحقيقة والمعاناة، والدمار، والشهداء، والجرحى… وكل هذا لا يوحي بانتصار!
ماذا كسبت غزة، منذ 7 تشرين الأوّل 2023 وحتى اليوم؟ ألا يحقّ لنا نسأل؟
ما الذي أودت إليه الحرب؟ ما النتائج؟ ما المكاسب التي حصّلها الأهالي؟ ما المستقبل الذي ناله أبناؤها…
الإجابة “صفر”.
لم تجنِ غزة من كل هذه الحرب المريرة إلّا الموت، لم تنل أيّ مكاسب تذكر، ولم ينل شعبها إلّا الجوع وخسارة البشر والحجر والمرارة!
أكثر من 60% من قطاع غزة تحوّل إلى رماد، أكثر من 47 ألف شهيد في هذه الحرب وعدد الجرحى أكثر من 110 آلاف.
غزة كي تعود لوضعها المأساوي قبل الحرب تحتاج لـ350 عاماً، وفق ما كشف تقرير أممي.
الفقر في غزة اليوم 100%، والبطالة 80%، وتكلفة إعمارها اليوم تتخطى 80 مليار دولار!
فكيف انتصرت!
وما هو مفهوم الانتصار؟
الانتصار هو لو تحررت غزة، لو تحررت فلسطين، لو تحررت المناطق المتنازع عليها في جنوب لبنان.
الانتصار، لو أتى الجيش الإسرائيلي إلى لبنان وفلسطين، واستجدى السلطات في البلدين لوقف إطلاق النار.
الانتصار، لو كانت إسرائيل اليوم فقط هي التي تلملم دمارها، وكنا نحن في أحسن أحوالنا، نبني أوطاناً حرة.
ولكن هذا لم يحدث.
وبالتالي لا انتصار.
فمن قدّم الـ1701 مع بنود إضافية ووقع عليه دون أيّ اعتراض، ليس منتصراً.
ومن سافر إلى الدوحة عشرات المرات، وبحث عن الوساطات العربية والغربية لوقف إطلاق النار، ليس منتصراً.
ومن لا يملك الحق بتقرير مصير الغد، وليس بيده سوى تطبيق الاتفاقيات دون إخلال تحت طائلة اندلاع جحيم الحرب مجدداً، ليس منتصراً.
لذا لنعترف، لقد هزمنا في لبنان وفي غزة، لقد هزم طوفان الأقصى وهزمت جبهة الإسناد، وحركة حماس وحزب الله دفعا ثمن العنجهية الإيرانية.
أجل، هُزمنا. وما زلنا حتى اليوم نبحث عن أشلاء الشهداء بين الأبنية المدمرة، وما زالت المباني في الضاحية تتهاوى نتيجة ما تركته الحرب من أثر، وما زالت غزة منكوبة إلى أجل غير مسمى، أما إيران فهي آمنة، منعّمة، تبحث عن دعم اقتصادها!
أجل، هزمنا، لأننا كنا أدوات، ودخلنا في معارك خاسرة، معارك لم نعدّ لها عدّتها ولم نفكر بنتائجها، فكانت بمثابة رصاصة الرحمة التي أنهت كل ما يعرف بالمقاومة!
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() مواجهة “العنف” بـ”العنف”… “كفى” تستخدم الدعاية الإسرائيلية للتّرويج! | ![]() لا أسف على جبران باسيل! | ![]() “الحزب” أضاع طريق القدس مجدداً.. بيروت لن تكون أبداً طهران! |