مواقف رئيس الجمهورية: واقعيّة وتناغم مع تطلعات اللبنانيين

ما عبّر عنه رئيس الجمهورية لاقى أصداء إيجابية في الداخل والخارج، فهو صوَّب الأداء الخاطئ ودعا المعنيين إلى بناء الدولة الجديدة امّا الإقصاء والتهميش فغير وارديْن لديه. وفي تقدير المراقبين فإنّ رئيس الجمهورية ماضٍ في تفصيل توجهاته الديبلوماسية والسياسية والإصلاحية، وقد ترجم موقفه من موضوع الاحتلال الإسرائيلي من خلال تعاطٍ مسؤول في اجتماع رئاسي ثلاثي ضمّه ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام. وعندما تحدّث عن أنّ الأمن خط أحمر لم يستهدف فريقًا ما.
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
تختصر مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام زواره رؤيته لوطن مؤتمن عليه أمام الشعب، فأي كلام يصدر عنه سواء في السياسة أو الاقتصاد أو التربية أو القانون هو كلام متقدم غير منفصل عن تطلّعات اللبنانيين في هذه المرحلة الجديدة في البلاد.
اختار رئيس الجمهورية لغةً شفافةً من دون إطلاق الوعود الرنّانة ولذلك اتسمت عباراته بواقعية، ومع توصيفه للواقع الراهن، أدخل مفردات تنسجم مع مطالب غالبية الشعب في السيادة وعودة الثقة بين لبنان والخارج. والأهمّ من كل ذلك تقوية الدولة ومؤسَّساتها ونقلها إلى ضفة الأمان بعيدًا عن منطق “فائض القوة” و”الدويلة”.
في سلسلة مواقف له، كرر رئيس الجمهورية القول أنّ لبنان تعِب من حروب الآخرين على أرضه. عبَّر عن ذلك أمام الوفد الإيراني واضعًا الأمور في نصابها الصحيح. لم يعهد البعض كلامًا صريحًا إلى هذا الحدّ ولم يعهد البعض أنّ الزمن تبدّل وانّ الأوان قد حان ليأخذ لبنان فترة نقاهة سياسية واقتصادية وأمنية.
وفي المعلومات المتوافرة لموقع “هنا لبنان” أنّ رئيس الجمهورية أبدى ارتياحًا لنيْل حكومة الإصلاح والإنقاذ الثقة كي تترتّب الملفات وإمكانيّة السير بها وفق ما أعلن بُعيد انتخابه سواء في ما خص الإصلاحات أو الانتخابات البلدية أو التعيينات، إلّا أنّ إشادة رئيس الجمهورية بالمواقف التي ظهرت في جلستَيْ الثقة للحكومة سواء لجهة الإنفتاح على مبدأ الحوار أو على التسليم بسقف الدولة وإعلانه انّها تشكِّل اساسًا يبنى عليه في ورشة الإنقاذ الوطني المطلوب، ما يعني بوضوح أن هذه الورشة حاصلة بالتعاون مع السلطة التنفيذية وبالتنسيق مع البرلمان في ما خص الشقّ المتعلق به.
ما عبّر عنه رئيس الجمهورية لاقى أصداء إيجابية في الداخل والخارج، فهو صوَّب الأداء الخاطئ ودعا المعنيين إلى بناء الدولة الجديدة امّا الإقصاء والتهميش فغير وارديْن لديه. وفي تقدير المراقبين فإنّ رئيس الجمهورية ماضٍ في تفصيل توجهاته الديبلوماسية والسياسية والإصلاحية، وقد ترجم موقفه من موضوع الاحتلال الإسرائيلي من خلال تعاطٍ مسؤول في اجتماع رئاسي ثلاثي ضمّه ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نوّاف سلام. وعندما تحدّث عن أنّ الأمن خط أحمر لم يستهدف فريقًا ما.
ويقول المراقبون أنّ الكلام الذي أطلقه في الأسابيع الماضية أمام الوفود والزوار قدم مثالًا عن الحكمة، مكرِّرًا عبارة الدولة في كل محطة، وبالإضافة إلى مواقف رئيس البلاد فإن هناك استراتيجية يعمل عليها وتقوم على جعل الأولويات منفّذة ومن هنا كان قرار تأليفه لجنة استشارية قانونية من أجل السعي لإمكانية تحقيق ما ورد في خطاب القسَم، وهذه خطوة نوعية في مسيرة العهد، كما أنّ محطّاته الخارجية تساهم في تعزيز علاقات لبنان بأشقائه وأصدقائه.
يومًا بعد يوم تحدَّد أهداف الرئيس في المواقف التي يدلي بها كما في أسلوب ادارته للأوضاع وتفاؤله المعلن، فلم يمرّ شهران على انتخابه حتى أصبح قطار الدولة على السكّة و”الخير لقدّام” شرط عدم وضع العصي في الدواليب والاتفاق على أن إدارة البلد تخضع للعدالة والمصلحة الكبرى والشفافيّة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() تعديل قانون السرية المصرفية… من يضمن شفافية الرّقابة على الحسابات المصرفية؟ | ![]() دفاتر السوق أمام آلية شفافة قريباً.. والحجز يطاول المخالفين | ![]() خمسون عاماً على ذكرى الحرب.. هل تزال المصالحة الوطنية حاجة؟ |