فاروق الشرع شاهدٌ جديد: سوريا اغتالت الحريري

في مذكرات فاروق الشرع ملحق يتضمن نصّ محضر اللقاء الأخير بين الرئيس السوري بشّار الأسد والرئيس رفيق الحريري حيث دار النقاش حول رغبة الأسد في التمديد للرئيس إميل لحود ومعارضة الرئيس الحريري لذلك، وفاروق الشرع هو ابن عم الرئيس السوري أحمد الشرع، فهل تسهِّل صلة القربى هذه إماطة اللثام عن أسرار اغتيال الحريري في وثائق المخابرات السورية في عهد بشار الأسد؟
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
“مذكَّرات فاروق الشرع – الجزء الثاني 2000- 2015″، ويمكن تغيير عنوان الكتاب ليصبح “مذكَّرات العلاقة بين رفيق الحريري والأسدَيْن الأب والإبن، حافظ وبشار”، ويأتي الكتاب كأنه الجزء الثاني أيضًا من كتاب باسم السبع “لبنان في ظلال جهنم: من اتفاق الطائف إلى اغتيال الحريري”. وكتابا الشرع والسبع يأتيان مكمِّلين لِما صدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وبهذه العناوين الثلاثة يمكن وضع كتاب جديد عنوانه: “سوريا اغتالت رفيق الحريري والأداة التنفيذية حزب الله”.
في كتاب فاروق الشرع ملحق يتضمن نصّ محضر اللقاء الأخير بين الرئيس السوري بشّار الأسد والرئيس رفيق الحريري في 26 آب من العام 2004 في دمشق، ودار النقاش بشكل رئيس حول رغبة الأسد في التمديد للرئيس إميل لحود رئيساً للجمهورية، ومعارضة الرئيس الحريري لهذا الأمر.
وواضح من خلال المحضر أنّ الرئيس الحريري ارتفع منسوب توتره في اللقاء بعدما لمس القرار الجامح للرئيس بشار الأسد بالتمديد للحود. كما يستشفّ من المحضر أنّ الرئيس بشار الأسد كان يتعمّد “إهانة” الرئيس الحريري الذي لم يستطع إخفاء توتّره.
ومن المحضر الذي يحمل التشكيك بالرئيس الحريري، ورد على لسان الرئيس بشار الأسد: “الوضع الفرنسي وأحكي معك بصراحة، ما راح حمّلك إياه. الوضع الفرنسي ما بدّي حملك إياه لأن علاقتك بشيراك عميقة. وبلا شك أداء شيراك كان سيئًا. وهو الذي حكى مع الأميركيين بشأن القرار بإخراج سوريا من لبنان. وشيراك يسعى إلى تفجير الوضع في لبنان. وسوريا لا تخرج بهذه البساطة. وإذا كان واضعًا في باله هذا الموضوع، فَفَهّمه إياه! ما لازم ينحكى في هذا الموضوع! فسوريا ضمنت الأمن في لبنان وما زالت تضمنه. ونحن ما بدنا نوصل إلى هذه المرحلة. فلا السفير الفرنسي يضيع وقته، ولا البطرك يضيع وقته. وهذه التصريحات التي طلعت وردّ الفعل على الاستشارات صارت مواجهة مع بشار. وبشار يعرف كيف يردّ. وأنا لحد الآن ما فتّ في مواجهة في لبنان. وعندما أدخل أنا في مواجهة كل سوريا تدخل في المواجهة. ما في عندنا حل وسط. كل السوريين يدخلون وحتى دروز البلد، أعني دروز سوريا، وفعليا فيها. فهذا الموضوع أتمنى وأنا لاحظت أن الجو ما رايح هيك، نحن ماشون وفعلًا مانّا آخدين القرار، لكن شفنا أن المطلوب في موضوع هذا الاستحقاق هو معركة مع سوريا! ولم تعد القضية قضية لحود أو شيء آخر. ما عاد فيه فرصة ما عاد فيه رجعه إلى الخلف. وستكون الأمور صعبة كثيرًا. أتمنى أن نمشي بالموضوع بشكل واضح. أن يمشي بموضوع التعديل الدستوري. وهذا هو ما حبيت أن أنطلق منه. وبدي أسمع منك أنت”.
ويبلغ الضعف بالرئيس الحريري، في هذا الجزء من المحضر الذي يقول فيه: “سيادة الرئيس، أنا، يعني، ما بدّي أقعد أشكي ضعفي، أنا صار لي فترة عايش على الأدوية، وبحياتي ما أخذت أدوية!
الرئيس: طيب، هلّق…
الحريري (مقاطعًا): أنا صار لي فترة عايش على الأدوية.
الرئيس: يا ترى هل بدك إياني أبني قراري على هذه الكلمة؟!
الحريري: لا، لا، لا. ما بدي إياك تبني قرارك على الأدوية. أنا ما فيّي، ما فيّي! هذا الموضوع، ذلّني! لا، لا، لا، آخذ الموضوع، يعني، معليش، ما بعرف شو بدّي قول. هذا الرجل ذلّني.
الرئيس: هلّق أنت بدك تناقشني حول لحود، وأنا أناقشك حول القرار السوري في موضوع أكبر، في موضوع آخر! فهل سوريا أم لحود؟!”
إنتهى الإقتباس.
كان واضحاً أنّ بشار الأسد كان يريد التمديد للرئيس لحود بأي ثمن، والرئيس الحريري يرفض التمديد بأيّ ثمن. وهكذا يمكن اعتبار أنّ تاريخ 26 آب 2004 (تاريخ اللقاء) هو تاريخ إعطاء سوريا الضوء الأخضر للبدء بإعداد خطة اغتيال الحريري، وقد استغرق الأمر قرابة الستة أشهر، من آب إلى شباط 2005، وهذه المهلة تخللتها محاولة اغتيال النائب والوزير مروان حماده الذي اعتبرها الرئيس الحريري رسالة دموية له.
فاروق الشرع هو ابن عم الرئيس السوري أحمد الشرع، فهل تسهِّل صلة القربى هذه إماطة اللثام عن أسرار اغتيال الحريري في وثائق المخابرات السورية في عهد الرئيس بشار الأسد؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() التعافي المنتظر بين ربيع واشنطن و”ربيع بيروت” | ![]() حزب الله والهروب إلى الأمام | ![]() نصف قرنٍ على حربٍ لم تنتهِ بعد |