تعهّدوا للبيطار بإنجاز الشقّ الأوروبي من تحقيق المرفأ… القضاة الفرنسيون عائدون بعد شهرين مع تقريرهم الفنّي

حقق الوفد الفرنسي أهداف زيارته بعد الاجتماع الثاني مع القاضي طارق البيطار وسط شديد من الجانب الفرنسي على التعاون المطلق مع التحقيق اللبناني، ولم يتهرّب الفرنسيون من مسؤوليتهم في تقديم التقرير المفصّل للمحقق العدلي، لكنهم غير قادرين على إنجازه قبل معرفتهم بالخطوات التي قطعها البيطار إذ لم يطلعوا عليها على مدى أكثر من عامين ونصف بسبب توقّف المحقق اللبناني عن عمله بفعل الدعاوى التي أقيمت ضدّه، واضطراره إلى تجميد كافة إجراءاته
كتب يوسف دياب لـ”هنا لبنان”:
بدّد الوفد القضائي الفرنسي الأجواء السلبية التي رافقت زيارته إلى بيروت الأسبوع الماضي، قبل أن يغادر إلى باريس منهياً مهمّته في بيروت التي استغرقت ثلاثة أيام، عقد خلالها اجتماعات مطوّلة مع المحقق العدلي في ملفّ انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، كما التقى كبار المسؤولين القضائيين في لبنان، ومن المقرر أن يعود إلى بيروت في غضون شهرين، يكون خلالها أنجز تحقيقاته الخاصّة، وزوّد لبنان بخلاصتها مع التقرير الفني الذي تأخر في إصداره لأسباب متعددة.
وتفيد المعلومات بأنّ الوفد الفرنسي حقق أهداف زيارته، خصوصاً بعد الاجتماع الثاني الذي عقده البيطار، واستغرق سبع ساعات ونصف الساعة، تخلله تبادل للمعلومات والمستندات، وتشديد من الجانب الفرنسي على التعاون المطلق مع التحقيق اللبناني، وأكد مصدر قضائي لبناني لـ “هنا لبنان”، أنّ الفرنسيين “لم يتهرّبوا من مسؤوليتهم في تقديم التقرير المفصّل للمحقق العدلي، لكنهم غير قادرين على إنجازه قبل معرفتهم بالخطوات التي قطعها البيطار، ولم يطلعوا عليها على مدى أكثر من عامين ونصف بسبب توقّف المحقق اللبناني عن عمله بفعل الدعاوى التي أقيمت ضدّه، واضطراره إلى تجميد كافة إجراءاته”، مشيراً إلى أنّ القضاة الفرنسيين “أجروا مع المحقق العدلي في ملفّ مرفأ بيروت تقييماً شاملاً للتحقيقات الأخيرة التي شملت عدداً كبيراً من المدعى عليهم، كما اطلعوا على المستندات التي يتيح القانون اللبناني اطلاعهم عليها وبما لا يؤدي إلى كشف سرّية التحقيق”.
وتخلل الاجتماع الثاني بين الفريق الفرنسي والمحقق العدلي اللبناني، إعداد خطة عمل للمساعدة الخارجية، وشدد المصدر القضائي على أنّ الفرنسيين “تعهّدوا للبيطار بمساعدته في الاستحصال على كلّ المعلومات التي يحتاجها من دول الاتحاد الأوروبي بشكل سريع”، مشيراً إلى أنّ القضاة الفرنسيين “سيتولون تنفيذ الاستنابات التي وجهها قاضي التحقيق العدلي إلى دولٍ أوروبية، منها ما يتعلّق بصور الأقمار الاصطناعية للدول التي لم تزوّد لبنان بها حتى الآن، وبعضها الآخر مرتبط بشحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت، بدءاً بمصدرها والشركات والأشخاص المسؤولين عن شرائها وشحنها إلى لبنان، بالإضافة إلى مسؤولية أصحاب الباخرة روسوس التي نقلت النترات من جورجيا إلى بيروت”.
وسعى الفرنسيون خلال الاجتماع الثاني مع البيطار، تغيير الانطباع الذي ساد في بيروت، جراء خلوّ حقيبتهم من التقرير الفنّي النهائي، وأوضح المصدر القضائي أنّ “الجانب الفرنسي استفاض في الشرح الذي قدّمه للقاضي البيطار، وأبلغه بأنّ القضاء الفرنسي يتولّى الشقّ الخارجي من التحقيق بانفجار المرفأ، وهو تحقيق مساعد للتحقيق اللبناني في التوصل إلى كلّ مستند أو دليل خارجي يصعب على لبنان الوصول إليه”. وقال “إن ما يفعله الفرنسيون ليس بديلاً عن التحقيق اللبناني، بل مساعداً له لأن الملفّ الأساسي في بيروت وهم يتطلعون إلى صدور القرار الاتهامي وما سيتضمّنه، لكنهم كانوا متأهبين للمضي في تحقيقاتهم إلى النهاية لو استمرّ تجميد التحقيق اللبناني وأريد له أن يتوقّف بشكل نهائي”، لافتاً إلى أنّ “استئناف البيطار لتحقيقاته عكس أجواء إيجابية لدى الفرنسيين ودفعهم إلى زيارة بيروت على عجل بطلب من المحقق العدلي لمعرفة ما هي المعطيات التي تكوّنت لدى الفرنسيين بعد تعليق عمله منذ 24 كانون الأول 2022، وأيضاً اطلاعهم على ما أنجزه بعد استئناف تحقيقاته منذ مطلع شهر كانون الثاني 2025”. ولم يخف المصدر أنّ الفرنسيين “اطّلعوا على كمية كبيرة من المعلومات التي ستخضع للتحليل في فرنسا، وتتم مطابقتها على المعلومات الموجودة لديهم، والتي ستساعد في إنجاز التقرير الفني النهائي الذي سيكون في عهدة البيطار قبل ختم التحقيقات، وعلى أبعد تقدير في نهاية شهر حزيران المقبل”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() انفراجة قضائية بملفّ رياض سلامة: هل تطلق الهيئة الاتهامية سراحه؟ | ![]() هل يبدأ تحقيق لبناني ــ أردني مشترك بشأن الخلية الإرهابية؟ | ![]() جديد التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت… استجواب إبراهيم وصليبا! |