بعد فشل شعار وحدة الساحات… “حماس” ترضخ لتحذيرات لبنان


خاص 13 أيار, 2025

فشل شعار وحدة الساحات الذي أطلقه “الحزب” مع شركائه، أي الأذرع الموالية لإيران، أدّى الى فرصة وعيٍ متأخرٍ لدى تلك الاذرع، ففهمت بعد طول انتظار معاني ذلك السقوط المدوّي، بعد تعاونٍ مشتركٍ وواسعٍ أطلق كلّ أنواع الهيمنة على الدولة اللبنانية لكنّ زمنه ولّى اليوم، ولا حلّ إلا بتسليم السلاح لأن الدولة عازمة ولن تتراجع عن قرارها والدلائل كثيرة.

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

لم يبرز عهدٌ كعهد الرئيس جوزاف عون من ناحية الحزم على إنهاء ملف السلاح، واحتكار الدولة له فقط، وعودة الوطن إلى عرش السيادة وسحب السلاح غير الشرعي على كامل الاراضي اللبنانية، والبدء بتنفيذ هذه المهمة منذ أشهر قليلة، من خلال نزعه من المراكز الفلسطينية خارج المخيمات، واليوم بدأت مرحلة جديدة لسحبه من داخلها على غرار ما جرى في مخيم البداوي، وصولًا إلى تسليم “حزب الله” لسلاحه إلى الدولة اللبنانية، على الرَّغم من الردود السلبيّة التي يُطلقها نوّاب ومسؤولو الحزب كلّ فترة، ويشيرون الى بقاء سلاحهم إلى حين ظهور المهدي.

هذا المطلب المدعوم من المجتمع الدولي ومن القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، يستدعي التنفيذ في أقرب وقتٍ ممكنٍ بالتزامن مع موافقة لبنان عليه وتوقيعه على اتفاقية وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في ظلّ مساعٍ دبلوماسية يقوم بها مع الدول الصديقة، للوصول إلى حلٍ ينقذ لبنان من تداعيات حربٍ لم يقرّرها، بل لطالما كان ضدّها وضدّ شعاراتها التي لم تحقّق شيئًا، بل كادت تقضي عليه بعدما جعلت منه بلدًا مشلّعًا وقّع على بياض، من اجل أجنداتٍ خارجيةٍ هدفت إلى تحقيق مصالحها الخاصة بأيدي المُوالين لها في لبنان.

إلى ذلك، برز ملف السلاح الشائك بقوة في انتظار تنفيذه كي يتحقّق الإصلاح، على أن يتابع بعد محادثاتٍ سيُجريها المسؤولون اللبنانيون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته المرتقبة في 21 أيار الجاري، بعدما اُرجئت الشهر الماضي، والمُتوقع ان ُترجأ مرةً أخرى إلى نهاية الشهر. لكن وقبل تلك الزيارة، برز التحذير الذي وجهته الحكومة اللبنانية لحركة “حماس”، بناءً على التوصية التي صدرت عن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع قبل عشرة أيام، والذي أطلق تحذيرًا غير مسبوقٍ للحركة، من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي عمل يمسّ الأمن القومي، وإلّا سيتم اتخاذ أقصى التدابير والإجراءات لوضع حدٍّ نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية، مع ضرورة التقيّد بشروط الإقامة للّاجئين، واحترام القوانين اللبنانية وتسليم المتّهمين الأربعة بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وعلى الاثر سارعت “حماس” إلى تسليم المطلوبين الاربعة الذين أطلقوا الصواريخ على شمال إسرائيل في آذار الماضي، نتيجة اتصالاتٍ أجرتها مديرية المخابرات والمديرية العامة للأمن العام مع الحركة.

في غضون ذلك، ستبحث زيارة عباس كيفية التعاطي مع هذا الملف، لما فيه خير لبنان واستقراره، مع الإشارة الى أنّه سبق ودعا لبنان الى تنفيذ القانون داخل المخيّمات الفلسطينية الواقعة على الاراضي اللبنانية والتي هي حكمًا تابعة لقوانينها، وتردّدت معلومات عن تفاهمٍ مرتقبٍ بين الرئيسيْن عون وعباس لإنهاء هذا الملف بأسرع وقت، بعد وضعه على السكة ضمن “أجندة” المنطقة كحلّ للبنان، كما جاء قبول “حماس” الالتزام بقرارات لبنان من الآن فصاعدًا، لعدم تهديد أمن لبنان وعدم تدفيعه كالعادة الأثمان الباهظة عن القضية الفلسطينية، لذا جاءت موافقة الحركة على تسليم المطلوبين الاربعة على مراحل قريبة جدًا، كخطوةٍ إيجابيةٍ أنتجت ثقةً بعدم التلاعب منعًا لوضع لبنان في أتون النيران.

في هذا السياق، أشار عمداء متقاعدون لـ “هنا لبنان” إلى انّ فشل شعار وحدة الساحات الذي أطلقه حزب الله مع شركائه، أي الأذرع الموالية لإيران، أدّى الى فرصة وعيٍ متأخرٍ لدى تلك الاذرع، ففهمت بعد طول انتظار معاني ذلك السقوط المدوّي، بعد تعاون مشترك وواسع أطلق كل أنواع الهيمنة على الدولة اللبنانية لكنّ زمنه ولّى اليوم، ولا حلّ إلا بتسليم السلاح لأن الدولة عازمة ولن تتراجع عن قرارها والدلائل كثيرة، لذا كفى مراوغةً و”مراجلَ” وهميةً لن تؤدّي إلى اي مكان، لانّ سقفها فقط تمرير الوقت ليس اكثر، لكن بعد فترة ووفق معطيات مؤكّدة لن يدوم ذلك الوقت بل ستحدّد مواعيد نهائية لتسليم السلاح غير الشرعي مهما كانت النتائج، لانّ ترف الوقت لم يعد موجودًا، وخرق سيادة لبنان لم يعد مقبولًا، والعهد جازم في خطواته المدعومة عربيًا ودوليًا، لذا عليهم ان يودّعوا تلك المغامرات الأمنية، التي لم تؤدِّ بلبنان سوى إلى الخراب، على ان تصدر قريبًا جدًا تحذيرات جديدة لا تراجع عنها، بعدم قيام أي جهة بأعمال تمسّ الأمن، والالتزام بالقوانين اللبنانية وبتوصيات المجلس الأعلى للدفاع.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us