الرياض عاصمة الحداثة العربية

لا تزال جبهة “الممانعة” التي تقودها إيران متمسكةً بـ”الغباء الطبيعي”، رافضةً الانخراط في مسيرة التطور، ومنغمسةً في الماضي وخطاباته الخشبية، تسير عكس الزمن، وتجرّ من حولها إلى العزلة والتخلّف.
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
في مشهدٍ سيبقى محفورًا في الذاكرة السياسية للمنطقة، حلّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اليوم ضيفًا على الرياض، في زيارةٍ تعيد رسم ملامح المشهد العربي والدولي. لم تكن مجرّد زيارة بروتوكولية، بل لحظة مفصلية تُنبئ بأنّ ما قبلها ليس كما بعدها. من الرّياض، انطلقت إشارة التغيير، وإرادة إعادة صياغة العلاقات والتحالفات في المنطقة على أسسٍ جديدة.
في كلمته من قلب العاصمة السعودية، وجّه ترامب انتقاداتٍ لاذعةٍ للإدارات الأميركية السابقة، متهمًا إياها بقصر النظر وبالرّهان الخاطئ على طهران. وضعَ إصبعه على جرح المنطقة المفتوح، مُشيرًا بوضوح إلى أنّ السبب الأساسي لعدم الاستقرار هو المشروع الإيراني الذي يغذّي الميليشيات ويقوّض سيادة الدول ويقف عائقًا أمام أي مشروع حداثي.
الرياض، التي تتحوّل بسرعة إلى مركزٍ عالميّ للتحديث والتغيير، تقود مسيرة الحداثة العربية التي تمرّ اليوم بأبو ظبي والقاهرة والكويت والدوحة، حيث تتسابق العواصم العربية لحجز موقعها في عالمٍ يتحرك بسرعة صواريخ إيلون ماسك. لم تعد المنطقة تنتظر أحدًا، بل باتت تصنع مستقبلها بإرادةٍ سياسيةٍ واضحةٍ واستثمارٍ ضخمٍ في الذّكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والتعليم، والاقتصاد الرقمي.
في المقابل، لا تزال جبهة “الممانعة” التي تقودها إيران متمسكةً بـ”الغباء الطبيعي”، رافضةً الانخراط في مسيرة التطور، ومنغمسةً في الماضي وخطاباته الخشبية، تسير عكس الزمن، وتجرّ من حولها إلى العزلة والتخلّف.
أمّا بيروت، فمطلوب منها أكثر من أي وقت مضى أن تتحرّر ممّا تبقّى من قيود السجن الإيراني الكبير. بيروت التي كانت مرآةً للحداثة والثقافة، أمامها فرصة تاريخية لاستعادة دورها، إذا اختارت اللّحاق بركب التغيير والانفتاح العربي.
نعم، ما قبل زيارة ترامب اليوم ليس كما بعدها. المنطقة على أعتاب مرحلةٍ مذهلةٍ من التحول. المستقبل بدأ الآن، ومن الرياض.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() العرب عائدون | ![]() عبد الناصر ينسف سرديّة الممانعة من ضريحه | ![]() تحريض إيراني على لبنان |