الشريف لـ”هنا لبنان”: معركة طرابلس البلدية بلا عنوان سياسي أو إنمائي… ونسبة الاقتراع عكست فقدان الأمل!

خاص 14 أيار, 2025

في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، علّق السياسي والناشط الاجتماعي والصيدلي الدكتور خلدون الشريف على مجريات الانتخابات البلدية في طرابلس.
وقال: “بغضّ النظر عن الأرقام التي ستصدر خلال ساعات النهار، فإنّ الأمور باتت واضحةً، وقد جاءت النتائج على الشكل التالي: لائحة “رؤية طرابلس” نالت نصف الأعضاء زائدًا واحدًا، أي 13 عضوًا، في حين حصلت لائحة “نبض طرابلس” على 10 أعضاء، ولائحة “حرّاس المدينة” على عضو واحد فقط”.

وأضاف: “بهذه الصورة، أتت النتائج تمامًا كما كانت تأتي سابقًا، ولم نتمكّن من تقديم مشهدٍ مختلفٍ لمدينة طرابلس، ولا من خوض انتخاباتٍ مغايرةٍ عن تلك التقليدية التي كانت تُفضي دائمًا إلى تعطيل عمل المجلس البلدي. كذلك، لم ننجح في إظهار صورةٍ تتيح وصول امرأة إلى المجلس البلدي، على الرغم من وجود كفاءات كبيرة بين المرشّحات، إضافةً إلى غيابٍ واضحٍ للأقليات. النتيجة تكرّرت كما في كل دورة انتخابية، وهذا ما توقّعته منذ اليوم الأول وقلت إنّه لا بد من حصول توافق واسع لتقديم صورةٍ مختلفةٍ، لكننا لم ننجح بذلك، ونأمل أن تكون المخرجات مختلفةً مستقبلًا”.
واعتبر الشريف أنّ “الفوضى التنظيمية، والغياب السياسي والإنمائي عن المشهد، كلها عوامل ساهمت في تأخير النتائج وفي رسم صورة قاتمة لمستقبل العمل البلدي في المدينة”.
وقال: “أولًا، عدد المرشحين كان كبيرًا جدًا، إذ تراوح ما بين 180 و186 مرشحًا. وثانيًا، لم تكن هناك ماكينات انتخابية فاعلة قادرة على تأمين أصوات مجمّعة (بلوكات)، ما أدّى إلى تشكيل لوائح فردية استغرق فرزها وقتًا طويلًا”. وأضاف: “بلغ عدد أقلام الاقتراع 296 قلمًا، ومع غياب المندوبين نتيجة غياب الماكينات، شهدنا تقصيرًا إداريًا واضحًا، لا سيما في غرفة العمليات في سراي طرابلس، حيث تقع المسؤولية المباشرة على المحافظ، ما ساهم في التأخير الحاصل بإعلان النتائج”.

وحول الخلفية السياسية للانتخابات، قال الشريف: “لا أحد يُنكر أهمية العملية الديموقراطية، لكنّها أحيانًا قد تؤدي إلى نتائج عكسية. والدليل أن جميع قوى السلطة في بيروت تحالفت لضمان المناصفة، بينما في طرابلس كنّا نأمل أن نعكس صورةً مختلفةً عن المدينة من خلال مجلس بلدي يُمثّل النسيج الاجتماعي بأكمله، بمن فيهم السيدات، والعلويون، والمسيحيون، كما جرت العادة؛ ليس فقط من باب التمثيل الشكلي، بل لإعادة فتح أبواب المدينة أمام مَن غاب عنها”.

وتابع: “هذه الصورة لم تتحقّق لأننا لم نصل إلى توافق كبير كما حصل في بيروت، فخسرنا فرصةً حقيقيةً لإعادة تشكيل طرابلس بلديًا. للأسف، المعركة البلدية الحالية بلا عنوان سياسي ولا إنمائي، بل اتخذت طابعًا شخصيًا وتجريحيًا في الكثير من الأحيان، ما يُنذر بانعكاساتٍ سلبيةٍ على عمل المجلس البلدي المقبل”.

وعن واقع البلدية، رأى الشريف أنّ “بلدية طرابلس اليوم تفتقر إلى الإمكانات والمشاريع التي يمكن تقديمها للجهات المانحة. وآمل أن ينجح المجلس البلدي الجديد في إعادة طرابلس إلى الخريطة اللبنانية وخريطة الدول المانحة”.

أمّا عن نسبة الاقتراع المنخفضة التي لم تتجاوز 27%، على الرَّغم من أنّ أكثر من 60% من أبناء المدينة يقيمون فيها، فاعتبر الشريف أنّ “ابن طرابلس لم يعد يؤمن بالعمل البلدي، لأنّ المدينة مهمّشة ومحرومة بدرجة كبيرة، ما يدفعه إلى الشعور بعدم جدوى الاقتراع”. وذكّر بأنّ “انتخابات 1998 و2004 كانت جيدة نسبيًا، لكن بعد عام 2010 بدأ التراجع، وازدادت الأزمة في 2016، حيث ترسّخ الانطباع بأن العمل البلدي قد ضُرب بالكامل، مما أدى إلى فقدان الأمل لدى الناس”.

وختم الشريف: “ما يحدث اليوم في طرابلس لا يعكس الصورة التي نريدها عن مدينتنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us