ترامب يطوي مرحلة الحروب في جولاته ويسوق للحلول وما سبب تغييب تفاصيل الملف اللبناني؟


خاص 15 أيار, 2025

في الوقت الذي كانت ملفات المنطقة حاضرة في مباحثات ترامب مع المسؤولين الذين التقاهم، لم يكن الملف اللبناني ضمن أولوية البحث الموسع، على الرغم من قوله سابقاً أنّ هناك فرصة في لبنان للتخلص من سطوة الحزب وأنّ فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه. فماذا يعني ذلك؟ وهل من رسالة يراد إيصالها في خضم المفاوضات الأميركية – الإيرانية؟

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

خرجت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج بأكثر من نتيجة، وأظهرت رغبته الشديدة في تحقيق المبدأ الذي يعمل عليه منذ وصوله إلى سدة الرئاسة ألا وهو السلام ،وفي الوقت الذي كانت ملفات المنطقة حاضرة في مباحثاته مع المسؤولين الذين التقاهم ، لم يكن الملف اللبناني ضمن أولوية البحث الموسع، على الرغم من قول الرئيس ترامب في وقت سابق أن هناك فرصة في لبنان للتخلص من سطوة حزب الله وأنّ فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه. فماذا يعني ذلك؟ وهل من رسالة يراد إيصالها في خضم المفاوضات الأميركية – الإيرانية؟ هي أسئلة تتضح في المرحلة المقبلة مع مواصلة الرئيس الأميركي الحديث عن أهمية إبرام اتفاقات بين إسرائيل ولبنان وسوريا .

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ الياس الزغبي لموقع ” هنا لبنان” : رسمت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى إلى حضوره قمة مجلس التعاون الخليجي، أفق المرحلة الطالعة في منطقة الشرق الأوسط. وقد اتضح أن هذه المرحلة ستقوم على ركيزتين: طي مرحلة الحروب بين دول المنطقة وداخلها وفتح مرحلة الاستقرار والازدهار والاستثمار، ثم عقد اتفاقات تفاهم وسلام استكمالاً للاتفاقات الإبراهيمية السابقة، بشرط إنصاف الفلسطينيين بالصيغة المناسبة والممكنة. وكانت لافتة ضخامة العقود التجارية والاستثمارية التي تم توقيعها أو الوعد بها، بما يشي بأن المنطقة ذاهبة نحو استقرار مستدام.

كما كانت لافتة محاور الخطابين اللذين قدمهما ترامب خصوصاً في ما يتصل بلبنان وسوريا. وكان واضحاً أنه يدفع في اتجاه إبرام اتفاقات بين إسرائيل وجارَتيها لبنان وسوريا، سواء في إشارته إلى السلام بين لبنان وجيرانه أو خلال لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع.

ويضيف الزغبي: لم يتردد ترامب في اتهام إيران بتخريب المنطقة وإدانة ما ارتكبه “حزب الله” في تدمير لبنان ونهبه. وهذا مؤشر كافٍ إلى أن المفاوضات الأميركية الإيرانية لا تقتصر على الملف النووي كما يروّج وكلاء طهران بل تتناول النفوذ الإيراني السلبي في بعض الدول العربية وضرورة إنهاء هذا النفوذ المؤذي.

ويؤكد أنه لا يمكن بعد هذا الاتجاه الحاسم نحو السلام بين واشنطن وعواصم الخليج ودول عربية أخرى بما فيها سوريا ولبنان إضافة إلى تركيا، إنكار الوضع الضيق الذي تعانيه إيران بحيث لا تستطيع الإفلات من الطوق العربي الدولي، فترضخ لشروط التفاوض مع واشنطن كي تنقذ نظامها ولو على حساب أذرعها في لبنان واليمن بعد العراق وسوريا.
ويختم قائلاً: هنا يجد “حزب الله” نفسه أمام خيار واحد هو الاصطفاف وراء الدولة اللبنانية عبر تسليمها سلاحه والاكتفاء بـ”مشاركة” العهد بشروطه الشرعية السيادية خصوصاً لجهة “حصر السلاح” وليس بشرط ثنائية السلاح التي يحاول تكريسها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us