لبنان في القمّة العربية… ترحيب بـ”السيادة” ولكن متى ينفّذ القرار المحلي بشجاعة؟


خاص 19 أيار, 2025

المسؤولون العرب سمعوا من رئيس الحكومة نوّاف سلام كلامًا عن سيادة الدولة وهو كلامٌ يقال في مؤتمرٍ عربي رفيع المستوى، ولكن هناك ممَّن سيستفسر عن آلية التطبيق وعن الدور الذي يلعبه مستقبلًا وعن أدوار أخرى وعن مساره بعدما سلك طريق العودة إلى التنسيق العربي، وهذا يتطلّب عدم فصله عن القرارات الكبرى، ودخوله بقوّة في عالم الازدهار والاستقرار والسلام.

كتبت كارول سلّوم لـ”هنا لبنان”:

في المواقف والكلمات المكتوبة للقادة العرب المشاركين في القمّة العربية في بغداد، كانت للبنان حصة لا بأس بها، انّما هذه المرة تحت عنوان “الصفحة الجديدة من خلال فرض سيادة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية”. لهذه العبارة رنّتها ووقعها في الداخل والخارج وتصبح أفضل عند الترجمة الفعلية.

عكست الخطابات التي أُلقيت ترحيبًا بالتزام المسؤولين اللبنانيين بحصر السلاح بيد الدولة وتفعيل مؤسّساتها. ومُنح لبنان جرعات دعمٍ معنويةٍ في هذه القمّة، وخصّص العراق مبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان.

أمّا “إعلان بغداد” فركّز على دعم لبنان في مواجهة التحدّيات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وحماية الحدود المُعترف بها دوليًا بوجه أي استهدافات. وبرز في المؤتمر تشجيع الكِيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الإقصاء وكانت إشارة ترحيبٍ بالانتخابات البلدية ودعوة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. كلّ العناوين التي طُرحت في القمّة تنسجم مع المقاربة اللبنانية التي وُضعت، ويبقى القسم المتعلّق بالسلاح فذاك من مسؤولية السلطة السياسية التي تقع على عاتقها عدم التهاون في تنفيذ تعهدٍ نادى به الفصل الجديد في البلاد، لا بل كان ركيزةً اساسيةً فيه.

وتعتبر أوساطٌ مراقبةٌ عبر “هنا لبنان” أنّ هذا الترحيب العربي بترسيخ منطق المؤسّسات والقانون في الدولة لا بدّ أن يقابله خطوات تنفيذية من الداخل سريعًا، فلا تتكرّر المواقف من دون التطبيق، والشجاعة في المبادرة ليست انتقاصًا او محاولة فرض قرار، مشيرةً الى أنّ الحاجة تزداد لأن تقترن الأقوال بالأفعال من دون مضيعةٍ للوقت، فإمّا ان يتّسم العمل بالجدّية أو يخسر لبنان حضوره في المعادلات المطروحة، فهل يقبل أن يكون في موقعٍ بعيدٍ عنها أم أنّه سيُعيد بعض الحسابات مدعومًا بعودته الى الحضن العربي والفرصة الأميركية والدولية؟

وتُضيف هذه الأوساط: “ما جرى في مؤتمر القمّة هو نقطة تحوّل لجهة دعم خيار اللبنانيين في بناء الدولة وهناك إشارة عربية وردت في المؤتمر حول التحدّيات الماثلة امام لبنان في حصريّة السلاح، وهذا لا يحول دون التحرّك لحسم الملف من دون مراوحة، إذ إن الطريق الى الدولة يمرّ بالخطوات الشرعية وأي نقصان في هذه الخطوات تردّ لبنان الى الوراء، فالمسؤولون العرب سمعوا من رئيس الحكومة نوّاف سلام كلامًا عن سيادة الدولة وهو كلامٌ يقال في مؤتمرٍ عربي رفيع المستوى، ولكن هناك ممَّن سيستفسر عن آلية التطبيق وعن الدور الذي يلعبه مستقبلًا وعن أدوار أخرى وعن مساره بعدما سلك طريق العودة إلى التنسيق العربي، وهذا يتطلّب عدم فصله عن القرارات الكبرى، ودخوله بقوّة في عالم الازدهار والاستقرار والسلام”.

قال القادة العرب كلمتهم وقال لبنان كلمته، وهو اليوم أمام خيار حقيقي يقوم أولًا وأخيرًا على عدم العودة إلى الوراء ووضع نفسه في موقع “المُهمّش”… ألم يطوي لبنان هذه الصفحة بعد؟!.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us