حدا عارف عنّن شي؟

السؤال في سبيل البحث عمّن سمّوا أنفسهم يوماً “الثوّار”، ثمّ تحوّلوا إلى “تغييريّين”، في مجلس النواب والنقابات، ففشلوا في الإثنين.. فالتغيير الحقيقي اليوم ينطلق من بعبدا، حيث الرئاسة استعادت هيبةً كانت مفقودة، وحيث يُصنع وطنٌ طال انتظاره، بلا سلاحٍ غير شرعي، لبناني وفلسطيني، وبلا اقتصاد غير شرعي، وبلا هيمنة فريق على آخر.. وبلا مدّعي تغيير
كتب زياد مكاوي لـ”هنا لبنان”:
تقول أغنية مروان خوري لآدم “حدا عارف عنّا شي”. يصحّ استخدام عنوان الأغنية، بالجمع، لنسأل “حدا عارف عنّن شي”؟ السؤال في سبيل البحث عمّن سمّوا أنفسهم يوماً “الثوّار”، ثمّ تحوّلوا الى تغييريّين، في مجلس النواب والنقابات، ففشلوا في الإثنين.
بإمكان بولا يعقوبيان ورفاقها أن يتحدّثوا مطوّلاً عن الحملات ضدّهم، المدفوعة طبعاً، وعن مافيا المصارف و”البنكرجيّة”، وغيرها من العبارات التي راجت في السنوات الأخيرة على لسان منظومة بدأت تتغلغل في السلطة بذريعة التغيير، فثبُت أنّها ضمن مخطّط متكامل، سياسي واقتصادي، مع أدواتٍ نيابيّة ونقابيّة وإعلاميّة باتت معروفة بالأسماء ومصادر التمويل.
كانت بداية “التغييريّين” مع “بيروت مدينتي” التي انطلقت في العام ٢٠١٦ وضمّت حينها الكثير من أصحاب النيّات الحسنة، والراغبين فعلاً بتغيير منهج العمل البلدي في بيروت، والطامحين لأن يعيشوا في مدينةٍ أفضل، على أكثر من صعيد.
لكنّ “بيروت مدينتي” اليوم تختلف عن النسخة السابقة. اختارت بولا يعقوبيان وابراهيم منيمنة احتكار وجع الناس وعدم رضاهم عن واقع مدينتهم. استخدما أصوات الناس في “بروفا” لانتخاباتٍ نيابيّة بعد عام. يطمح منيمنة لرئاسة الحكومة أيضاً. كلّها أوهام أسقطها أبناء بيروت يوم الأحد، وأسقطها إعلاميّون وناشطون قبلهم، كي تكون انتخابات العام ٢٠٢٦ سنة وداع هذه الظاهرة.
فالتغيير الحقيقي اليوم ينطلق من بعبدا، حيث الرئاسة استعادت هيبةً كانت مفقودة، وحيث يُصنع وطنٌ طال انتظاره، بلا سلاحٍ غير شرعي، لبناني وفلسطيني، وبلا اقتصاد غير شرعي، وبلا هيمنة فريق على آخر… وبلا مدّعي تغيير.
للاستماع إلى المقال إضغط هنا
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() أوهام الشيخ نعيم! | ![]() “درج” تضع المواصفات “السوروسية” لحاكمية مصرف لبنان.. واجتماعات سرية تعقد مع “كلنا إرادة”! | ![]() نصائح إلى “حزب الله” |