علي حمادة لـ”هنا لبنان”: الناس انفضّوا عمّن يُسمّون أنفسهم “تغييريين”

لم تعد الشعارات تكفي، ولا الألقاب البرّاقة تنطلي على الناس. فبعد سنوات من الخطابات “التغييرية” والوعود الكبرى، جاءت الانتخابات البلدية والإختيارية لتُظهِر الأرقام والنّتائج بوضوح، وتُقصي التغييريين بالكامل عن بلدية بيروت، إذ لم ينجح أيّ مرشح من صفوفهم، فيما جاءت أرقامهم متدنّية جدًا.
إنّها صفعة انتخابية قاسية، تُعدّ بمثابة جرس إنذار مبكّر قبل الاستحقاق النيابي المقبل، وتؤكّد أن المزاج الشعبي بات في مكانٍ آخر، بعيدٍ عن الوعود الرنّانة والخطابات الفضفاضة التي لم تُنتج عملًا، ولا إنجازًا، ولا أي أثر فعلي على أرض الواقع.
في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، اعتبر الإعلامي علي حمادة أن خسارة “بيروت مدينتي” شكّلت ضربةً قاسيةً وهزيمةً كبرى لكلّ المجموعات التي تُصنّف نفسها ضمن إطار “التغيير”، لا سيما تلك التي تنضوي تحت رايات النوادي والجمعيات. وقال: “يمكن القول إنّ الناس انفضّوا عمّن يُسمّون أنفسهم تغييريين”.
خسارة شعبية لا إعلامية
يرى حمادة أنّ هذه الخسارة هي شعبية بالدرجة الأولى، موضحًا أنّ الشارع لم يتجاوب مع الشعارات التي رُفعت، ولا مع الحملات الإعلامية الكبيرة التي رافقتها، على الرَّغم من الإمكانات الهائلة التي تمتلكها تلك المجموعات، والتي يتجاوز عددها الـ60 مجموعة في لبنان.
وأضاف: “بدا واضحًا أنّ الشارع في مكان، وهذه الجمعيات والنوادي في مكان آخر تمامًا”، ما يدلّ على فجوةٍ حقيقيةٍ بين الناس وهذه المجموعات التي لم تنجح في تجسيد تطلعات اللبنانيين.
وحمّل حمادة مسؤولية هذا الفشل إلى الأداء السيئ والوعود التي لم يُنفّذ منها شيء، مشيرًا إلى أنّ المسألة لا تقتصر فقط على من يُسمَون تغييريين، بل تطال أيضًا خطابهم المليء بالشعارات الفضفاضة، وتعاملهم الفوقي مع المجتمع اللبناني بشرائحه الشعبية.
من الزخم إلى الانحسار
وتابع حمادة: “ما بين الأعوام 2019 و2022، وصلت هذه الحالة إلى ذروتها من حيث القوة، والإمكانات، والتمدّد. أما اليوم، فقد انحسرت إلى حدّ كبير، ولهذا فشلت في أول اختبار حقيقي”.
وفي حديثه عن أداء النواب التغييريين، قال حمادة: “الكتلة النيابية المؤلفة من 13 نائبًا تشتّتت وتفرّقت، وبعض أعضائها اختفوا عن السمع لسنوات، مكتفين بمناصبهم من دون أن يؤدّوا أي دور نيابي فعلي. صحيح أن بعضهم عمل بجدّية، لكنّ القسم الأكبر اكتفى بالموقع ولم ينجز شيئًا يُذكر”.
الاعتراف بالهزيمة… خطوة إيجابية
واعتبر حمادة أنّ من اعترفوا بالهزيمة قاموا بخطوةٍ إيجابيةٍ، لأن الوقائع والأرقام لا تكذب، بحسب تعبيره. وأضاف: “من المستحيل إنكار هزيمة بهذا الحجم. ومن هنا، على هذه المجموعات أن تُعيد قراءة المشهد، وأن تُجريَ مراجعةً داخليةً حقيقيةً”.
وختم حمادة: “المراجعة الداخلية هي من شأنهم. أما نحن، كمراقبين، فسنبقى نراقب ونحكم على الأفعال”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() زيارة أورتاغوس إلى بيروت: لا تسوية من دون نزع سلاح “حزب الله” | ![]() زيارة عباس إلى لبنان: هل تحسم الجدل حول السلاح الفلسطيني؟ | ![]() اعتداء جديد على اليونيفيل جنوبًا… رسائل حزب الله مستمرّة! |