السلاح الفلسطيني أولاً… هل صدر القرار الدولي بتسليمه؟


خاص 26 أيار, 2025

اليوم لم يعد هناك من خطوطٍ حمرٍ، والسلاح الفلسطيني لدى جميع الفصائل لم تعد لديه وظيفة، حتّى الدول التي كانت تستخدمه، سوريا سابقًا، وإيران اليوم، لم يعدْ هذا السلاح يفيدها بشيء. بهذا المعنى فإنّ القرار اتخذ، والغطاء رُفِع، وما على السلطات اللبنانية سوى التنفيذ.

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

مَن كان يُصدِّق أن السلاح الفلسطيني يمكن ان يُسلّم الى السلطات اللبنانية؟

منذ أن بدأ تأسيس “جيش التحرير الفلسطيني” اعتبارًا من منتصف ستينيّات القرن الماضي، كان أي مطلب لنزع هذا السلاح يُعتبر خيانةً ومحاولةً لتصفية او ذبح القضية الفلسطينية.

الانتشار الجغرافي للسلاح الفلسطيني في لبنان، كان دائمًا يثير الريبة والمخاوف. فماذا يفعل السلاح الفلسطيني في مخيم نهر البارد البعيد مئتي كيلومترٍ عن الحدود مع اسرائيل؟ تمامًا كما كان يُطرح السؤال عن السلاح الفلسطيني في مخيّم تلّ الزعتر منتصف سبعينيّات القرن الماضي، من مثل: ماذا يفعل السلاح الفلسطيني عند المدخل الشرقي لمدينة بيروت؟ لقد بات القاصي والداني يعرف أن السلاح الفلسطيني بات عبئًا عليه، فكان القرار بالإفادة من الزّخم الدولي للشروع بالحديث عن وجوب نزع السلاح الفلسطيني خصوصًا في لبنان، حيث المخيّمات الفلسطينيّة كانت ولا تزال بؤرًا مسلحةً لا سلطة للسلطة اللبنانية عليها.

عدا احتمال العراقيل والألغام، هل تتحقّق المعجزة بالتوصّل في المرحلة الأولى إلى بيروت منزوعة السلاح؟

المخيّمات الفلسطينية التي يفترض ان يباشَر بنزع سلاحها اعتبارًا من منتصف الشهر المقبل، هي مخيّمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، وإذا تحقّق ذلك، فإنّ لبنان يكون أمام معجزةٍ حقيقيةٍ لم يتحقّق مثيل لها.

القرار بتسليم السلاح الفلسطيني لا يقتصر على لبنان: في غزّة الامر ذاته، المجتمع الغربي يقبل بحركة “حماس”، لكن من دون سلاحها، العرب ولا سيما دول الخليج لديهم الموقف ذاته، فهم يعترفون بالسلطة الفلسطينية. وما يقبله المجتمع الغربي والدول العربية، لماذا لا يطبّقه لبنان؟

بهذا المعنى فإنّ القرار اتخذ، والغطاء رُفِع، وما على السلطات اللبنانية سوى التنفيذ، والأهم من كلّ ذلك أنّه لم يعد هناك طرف داخلي لبناني يعترض على قرار نزع السلاح الفلسطيني، كما كان يحدث في السابق. ولإنعاش الذاكرة، فإنه حين اعتُدي على الجيش اللبناني في الشمال، وانكفأ المسلحون الى مخيم نهر البارد، وتبين انهم من ” فتح الاسلام” بقيادة شاكر العبسي، اتخذ الجيش اللبناني قرارًا بدخول المخيم، فأعلن الامين العام لحزب الله آنذاك السيد حسن نصر الله أنّ “دخول المخيم خط أحمر”.

اليوم لم يعد هناك من خطوطٍ حمرٍ، والسلاح الفلسطيني لدى جميع الفصائل لم تعد لديه وظيفة، حتّى الدول التي كانت تستخدمه، سوريا سابقًا، وإيران اليوم، لم يعدْ هذا السلاح يفيدها بشيء. فهل يقول الفلسطيني: ولّى زمن السلاح؟.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us