جبران… السكران!
أقلّ من 600 صوت جزّيني رفعت معنويات فتى البترون الأغرّ إلى حدّها الأقصى، طار وحلّق خارقًا طبقة الأوزون. وعد بشكّ علم التيار “الأورنجي” على أسوار جزين، لكنه عدل عن رأيِه في آخر لحظة وشكّه إلى جانب علم نيل أرمسترونغ المغروس في تموز 1969 على سطح القمر.
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
الفوز في أي انتخابات جميل. مهما كان الفارق بين الرّابح والخاسر. والمنافسة كما نعرفها هي إحدى تجلّيات العمل الديمقراطي، لكن مفهوم الديمقراطية تطور كثيرًا مع الفقيه الدستوري النائب الأسطورة علي خريس، فالتزكية برأي سعادته “أرقى أنواع الديمقراطية” مستندًا إلى ما حصل في قضاء صور قبيل آخر جولات الانتخابات البلدية حيث “فازت 68% من بلديات مدن وقرى قضاء صور بالتزكية”، أمّا أسوأ أنواع الديمقراطية فتظهّرت في البلدات والمدن والقرى التي شهدت منافسةً حاميةً كما حصل في جونية وبيروت وصيدا وفي عروس الشلّال.
أقلّ من 600 صوت بين آخر الرّابحين في اللّائحة الفائزة وأوّل الخاسرين في اللّائحة المنافسة، جدّدت أمل أمل أبو زيد (72 سنة) باستعادة مقعده النيابي في دائرة الجنوب الأولى (جزين وصيدا) الذي خسره عام 2022 جازمًا بأنّ المشهد لن يتكرر.
أقلّ من 600 صوت جزّيني رفعت معنويات فتى البترون الأغرّ إلى حدّها الأقصى، طار وحلّق خارقًا طبقة الأوزون. وعد بشكّ علم التيار “الأورنجي” على أسوار جزين، لكنه عدل عن رأيِه في آخر لحظة وشكّه إلى جانب علم نيل أرمسترونغ المغروس في تموز 1969 على سطح القمر.
سكر جبران من زبيبة، رابطًا بين الانتخابات النيابية السنة المقبلة وانتخابات على مستوى بلدي، مشيرًا إلى أنّ “ما حصل في انتخابات عام 2022 كان خطأً لن يتكرّر” وما حصل أنّ مرشحيه أمل أبو زيد وزياد أسود نالا مجتمعَين أكثر ممّا نالته غادة أيوب بقليل (نالت حوالي 8000 صوت).
في عزّ سكرته، نسي ولي العهد “الأورنجي” مَن جمعتهم اللائحة المناهضة للائحة “القوات اللبنانية”، المدعومة من ابراهيم عازار و”الثنائي الشيعي الوطني ليمتد” و”صوت النشاز” زياد أسود وهم شركاء في الفوز، لا بل هم صانعوه.
وفي عزّ سكرته لم ينتبه جبران إلى أنّ نتائج الانتخابات النيابية على مستوى دائرة الجنوب الأولى المقبلة ليست انعكاسًا لانتخابات بلدة جزين.
وفي سكرته وفي كل لحظات التجلّي لا ينسى الصهر الجبل المُلهِم “جزين هواها تيار، وحبيبها الأول هو الجنرال ميشال عون. هذه هي القاعدة، أمّا الاستثناء فكان في الانتخابات الماضية”. الإنسان مطبوع على الحلم. ويبدو أنّ هَذْيَ التيّار… عازار.
وفي عزّ سكرته، فات رئيس التيّار أنّ عدد بلديات قرى قضاء جزين 28 بلديةً لم يُحصِ فيها هزائم تيّاره بعد. أخذته نشوة النّصر ويحتاج لبعض الوقت كي يرجع من القمر إلى فقرا.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 ما تسمّعني صوتك |  الضريح والعريضة |  100 دولار للصوت الواحد! |
