الفوز المخطوف


خاص 26 أيار, 2025

ربح التيار ٧ مقاعد في المجلس البلدي في جزين بالتحالف مع النائب السابق إبراهيم عازار وصحيح أنّ القوات اللبنانية خسرت المجلس البلدي ولكنها حققت في مدينة جزين تقدماً لافتاً في أرقام مؤيديها، ووفق الوقائع الفوز هو للنائب السابق إبراهيم عازار ويفترض أن يلتحق به التيار الوطني الحر، ولكن ما حدث أنّ التيار وجد في ما حصل فرصة للإستغلال السياسي في محاولة لإيهام اللبنانيين أنه استعاد جزين من القوات اللبنانية

كتبت إليونور إسطفان لـ”هنا لبنان”:

في لبنان كل شيء معرض للخطف والمصادرة، البشر والحجر والأرض والدولة وقرارها وسيادتها حتى وصل الأمر إلى حد خطف الفوز في البلديات وهذا ما حصل في بلدية جزين عندما خطف التيار الوطني الحر الفوز من النائب السابق إبراهيم عازار.
صحيح أنّ تحالفًا بين عازار والتيار قد حصل وأدى إلى الفوز بمقاعد المجلس البلدي الـ ١٨ ولكنه تحالف بشروط النائب السابق إبراهيم عازار لأنه الناخب الأقوى في هذا التحالف ولذلك سلم التيار الوطني الحر بأن تكون الأكثرية والكلمة الفصل في المجلس البلدي لحليف رئيس مجلس النواب نبيه بري فحصل عازار على ١٠ مقاعد في مقابل ٧ مقاعد للتيار الوطني الحر وتوافق الطرفان على رئيس المجلس البلدي دافيد الحلو وهو لا ينتمي إلى التيار.
وفق هذه الوقائع الفوز إذاً هو للنائب السابق إبراهيم عازار ويفترض أن يلتحق به التيار الوطني الحر، ولكن ما حدث أنّ التيار وجد في ما حصل فرصة للإستغلال السياسي في محاولة لإيهام اللبنانيين أنه استعاد جزين من القوات اللبنانية علماً أنّ القوات ليست محصورة في مدينة جزين فقط بل هي ممتدة على مستوى القضاء ككل والأرقام التي أفرزتها الإنتخابات في مدينة جزين وقضائها يفترض أن يكون التيار الوطني الحر قد قرأها جيداً وعلم رئيسه النائب جبران باسيل في قرارة نفسه أنّ الفوز صنع عند إبراهيم عازار ولذلك قرّر ألّا يستكمل فولكلور الإنتصار وأرجأ “شك العلم” سنة كاملة بانتظار ما ستسفر عنه الإنتخابات النيابية وهو يمنّي النفس بأن يعود ولو بنائب واحد إلى هذه المنطقة.
ربح التيار ٧ مقاعد في المجلس البلدي في جزين بالتحالف مع النائب السابق إبراهيم عازار وصحيح أنّ القوات اللبنانية خسرت المجلس البلدي ولكنها حققت في مدينة جزين تقدماً لافتاً في أرقام مؤيديها.
ففي الإنتخابات النيابية التي جرت في العام 2018 نال التيار العوني في مدينة جزين 2147 صوتاً، بينما لم تحصل القوات سوى على 420 صوتاً، أما إبراهيم عازار فقد حصل على 1528 صوتاً.
وفي الإنتخابات النيابية في العام 2022 تراجع التصويت للعونيين إلى 1528 صوتاً وتقدمت القوات اللبنانية لتنال 1185 صوتاً ولكنها لم تتفوق على التياريين وتراجع التصويت لعازار إلى 782 صوتاً.

أما في الإنتخابات البلدية 2025 فقد حصد تحالف التيار عوني مع النائب السابق عازار إضافة إلى مجموعات تدور في فلك الممانعة 2628 صوتاً بينما استطاعت القوات اللبنانية منفردة مع عدد من العائلات حصد 1855صوتاً أي أنها سجلت تقدماً وصل إلى نحو ٧٠٠ صوت، في حين أنّ أرقام أصوات التحالف البلدي مجتمعة لم تسجل تقدماً سوى بـ ٣٠٠ صوت عما كان عليه مجموع الأصوات للتيار وعازار في العام ٢٠٢٢.

إنها لغة الأرقام وليست لغة المنابر، ولكن لا عجب في أن يعلن باسيل الإنتصار بالطريقة التي أعلنه فيها فهو ورث الانتصارات الوهمية من طرفين الأول هو العماد ميشال عون والثاني هو حليفه الرافض للدولة وقرارها وسيادتها حزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us