ربع قرن على انسحاب إسرائيل… نعيم قاسم يستدرج الحرب


خاص 27 أيار, 2025

الاتصالات الحثيثة على أعلى المستويات والضمانات الرئاسية على الخط الأميركي الساخن، حالت دون استغلال إسرائيل اليوم الانتخابي في الجنوب، لاستكمال عملياتها العسكرية على القادة الميدانيين، وهم في الوقت عينه مفاتيح انتخابية كانت تعمل لصالح الماكينات الانتخابية التابعة للشيخ نعيم.

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

على كل مواطن لبناني ان يتحضّر نفسيًا لعودة الحرب، لكن يبقى السؤال بأي وتيرة؟ “حزب الشيخ نعيم” يستدرجها من جديد، وكأنّه لم يعتبر من كلّ ما أنتجته حروبه العبثية التي أعادت لبنان إلى ما قبل العام 2000، يوم كانت إسرائيل مكروهةً من غالبية الشعب اللبناني، وليس فقط من أبناء الجنوب.

من يسمع خطاب الأمين العام الجديد لـ”حزب الولي الفقيه” (الله ما عندو حزب)، يُدرك تمامًا أنّ هذا الفريق لم يعتبرْ من تجربته التي أوصلتنا إلى الهلاك، وقتلت من قتلت، بعضهم تمنّى “الشهادة على طريق القدس” وبعضهم الآخر دفع حياته وليس له أي ذنب، فيما الشعب اللبناني بأكمله، دفع ولا يزال، فاتورة المغامرات غير المدروسة… كان آخرها مغامرة السنوار التي تبعتها حرب الإسناد الخنفشارية.

وما كان ينقص هذا الفريق، غير الانتخابات البلدية والاختيارية في البلدات والقرى التي يُهيمن عليها، ليخطف أنفاس أهلها وناسها، ثم يخرج ليقول: انتصرت… انتصار على من؟

رويدًا رويدًا، يحاول هذا الفريق استعادة لغة الاستعلاء، لغة ما قبل الحرب، يوم كان الأمين العام السابق يهدّد إسرائيل في الجزء الأول من خطابه، ويرتدّ في القسم الثاني ليهدّد اللبنانيين الأحرار…

يستعيد هذا الحزب خطاب التهديد والوعيد، خطاب تخوين الآخر المختلف في وجهة نظره، حتى لو كان رئيس حكومة… “صهيوني… صهيوني” كل من ينطق لغة الحقّ، لغة القانون والدستور.

يومًا بعد يوم تزداد وقاحة نوّاب المحور المُطالبين الدولة بتحمّل أعباء الحرب والإسراع في إعادة الإعمار، وكأنّ الدولة أطلقت حرب الإسناد، وقبلها 7 أيار المشؤوم، وقبله حرب “لو كنت أعلم” في ذاك التمّوز من العام 2006.

غبيٌ من يعتقد أن الإسرائيلي حقّق ما حقّق من أهداف، ليجلس في نهاية المطاف متفرّجًا على فريقٍ يحاول إعادة إنتاج ترسانته… فالإسرائيلي الذي أثبت تفوّقه العسكري والتقني والاستخباري بما لا يقاس مع فريق المحور، لا يمكن ان يتراجع عن استكمال ما حقّقه، قبل توقيع الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية، في انتظار “حصر السلاح بيد الدولة”…

أيام قليلة تفصلنا عن مهلةٍ أعطتها أميركا للبنان، فصار عندنا رئيس جمهورية ورئيس مجلس وزراء وحكومة ومؤسسات أمنية مكتملة النصاب، أيام قليلة تفصلنا عن خطابٍ أميركيّ عالي النّبرة، يطالب الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها تجاه السلاح غير الشرعي، المكدّس في المستودعات…

أيام قليلة ويأتينا فرمان أميركي يقول: “انتهت فترة السماح وليس لنا أي دخل بما قد تفعله إسرائيل”… هل لدينا أي جواب بمعزل عن أجوبة الشيخ نعيم قاسم المستفزّة؟

تؤكد المعلومات أنّ الاتصالات الحثيثة على أعلى المستويات والضمانات الرئاسية على الخط الأميركي الساخن، حالت دون استغلال إسرائيل اليوم الانتخابي في الجنوب، لاستكمال عملياتها العسكرية على القادة الميدانيين، وهم في الوقت عينه مفاتيح انتخابية كانت تعمل لصالح الماكينات الانتخابية التابعة للشيخ نعيم.

فلولا افتتاح اليوم الانتخابي في الجنوب بزيارة رئيس الجمهورية إلى مسقط رأسه العيشية، لما رأيت الناس تنتخب بهدوء وأمان…

الوضع خطير للغاية، والشيخ نعيم لا يزال يكابر.

للاستماع إلى المقال إضغط هنا

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us