خالد حمادة لـ”هنا لبنان”: سلاح المخيمات تحت سلطة طهران.. وما يجري محاولة لكسب الوقت لا أكثر

خاص 27 أيار, 2025

بعد أكثر من خمسة عقود من التسويات الهشة والتفاهمات غير الرسمية، فُتح أخيرًا ملف سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان. في لحظةٍ إقليمية مفصلية، حيث يخوض لبنان معركة تثبيت السيادة وتفكيك منصات الصواريخ جنوب الليطاني، قررت الدولة بالتوافق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشروع بخطة تنفيذية تبدأ منتصف حزيران، تقضي بسحب السلاح من مخيمات اللاجئين، بدءًا من بيروت.
لكن هل يُمكن فعلاً تجريد المخيمات من السلاح في ظل خريطة النفوذ الإيراني ومراكز القوى المسلحة الخارجة عن سيطرة فتح؟

في حديث خاص لـ”هنا لبنان”، يعبّر العميد الركن خالد حمادة عن تشاؤمه من جدّية مسار نزع السلاح الفلسطيني في المخيمات، معتبرًا أن “مسار تسليم السلاح لا يبدو جديًا لأسباب عدّة”.

يشرح حمادة أن “رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قادر على اتخاذ قرار بشأن السلاح التابع لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية”، لكنه “غير قادر على اتخاذ قرار في ما يتعلّق بسلاح الفصائل الأخرى التي تخضع لسلطة طهران وحزب الله مثل حماس، جند الشام، فتح الإسلام، وغيرها من الفصائل المعروفة بانتمائها لمحور الممانعة”.

خطة شكلية تشمل مخيمات غير مسلّحة

ويضيف حمادة أن “الخطة الموضوعة، والتي يُقال إنها ستبدأ منتصف حزيران، تشمل فقط مخيمات بيروت الخاضعة لسلطة أبو عمار، وهي في الواقع ليست مخيمات مسلّحة بالمعنى الحقيقي للكلمة”. فمخيم صبرا وشاتيلا ليس سوى ساحة للتسوّق يدخلها اللبنانيون متى شاؤوا، ليلًا أو نهارًا، كما أن هناك لبنانيين يسكنون في مخيم مار الياس ومخيم برج البراجنة.

وعليه، يرى أن “كل هذا الحديث هو نوع من ذرّ الرماد في العيون”.

المخيمات الخطرة خارج الخطة

ويشدّد حمادة على أن “المخيمات التي يجب فعليًا أن تكون مشمولة بالخطة، وهي ليست كذلك، هي مخيمات الجنوب: الرشيدية، عين الحلوة، والبص”، مضيفًا أن “هذه المخيمات خاضعة لسلطة حزب الله بحكم التمركز الجغرافي، وخاضعة لسلطة طهران بحكم نوعية المسلحين الموجودين داخلها”.

فصائل السلاح الإيراني… والعقدة الأمنية

في مقاربته للواقع الأمني المعقّد، يوضح حمادة أنه “لا يمكن تجريد فصيل فلسطيني من سلاحه دون تجريد فصيل آخر”. وحتى عندما يتعلّق الأمر بحركة “فتح”، فهي “لا تمانع تسليم سلاحها للدولة اللبنانية، شرط أن يتم توفير الحماية لها”.

وهنا يطرح حمادة السؤال الجوهري: “هل ستدخل الدولة اللبنانية إلى المخيمات حيث توجد الفصائل الإيرانية لحماية الفلسطينيين التابعين لأبو عمار؟”

ويجيب: “أنا أعتقد أن السلاح الذي يتبع لطهران داخل بعض المخيمات سيتم التعامل معه بنفس الطريقة كسلاح حزب الله. وبالتالي، لن يكون هناك استلام فعلي للسلاح الفلسطيني، ولن تنجح هذه الخطة”.

ويختم حمادة حديثه قائلًا: “كل ما قيل حتى الآن هو محاولة لكسب الوقت لا أكثر، ولن يفضي الأمر إلى أي نتيجة. يمكن القول إن سلاح المخيمات قد أُضيف إلى سلّة الممنوعات الإيرانية، وهذه الإجراءات لا تعدو كونها إجراءات شكلية لا أكثر”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us