“الحزب من دون سلاح يفقد ماهيته”

لا دور للحزب من دون سلاح ومن دون حرب وقد أصبح المسؤولون اللبنانيون على علم بهذا التوجه بعدما أبلغهم الحزب صراحة أنّ البحث بمصير سلاحه ليس وارداً وأنّ جلّ ما يقبل به هو ما يسمى استراتيجية دفاعية تحفظ للحزب حرية العمل العسكري والأمني واحتكار قرار الحرب والسلم
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
لا يريد حزب الله أي بحث في موضوع نزع سلاحه أو حتى في إمكان وضعه بتصرف وإمرة الجيش والدولة ويقول المسؤولون في حزب الله هذا الكلام بوضوح تام وأبرز ما ورد في هذا السياق هو ما قاله الحاج محمود قماطي في مقابلة مصورة نشرت عبر أحد المواقع الإخبارية فقد سأله المحاور: “ماذا يعني الحزب من دون سلاح؟” فردّ قماطي: “يفقد ماهيته الأساسية.”
هذا الرد يعني أن لا دور لحزب الله من دون سلاح ومن دون حرب وقد أصبح المسؤولون اللبنانيون على علم بهذا التوجه بعدما أبلغهم الحزب صراحة أنّ البحث بمصير سلاحه ليس وارداً وأنّ جلّ ما يقبل به هو ما يسمى استراتيجية دفاعية تحفظ للحزب حرية العمل العسكري والأمني واحتكار قرار الحرب والسلم.
هذا التوجه وضع المسؤولين اللبنانيين والأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني في حال من اليأس إذ أنّ هؤلاء يرون التغيرات الإيجابية الحاصلة في المنطقة وكيف أنّ سوريا بدأت بمسار التعافي والاستقرار في حين أنّ الفرصة السانحة للبنان كي يكون في هذا السياق يبدّدها حزب الله عمداً ملوّحاً بالحرب الأهلية في حال محاولة المس بسلاحه.
موقف حزب الله هذا شلّ إمكان اتخاذ أي قرار حكومي يتعلق بالسلاح، ولا يجد المسؤولون اللبنانيون أمامهم سوى الإكثار من التصريحات التي تؤكد على حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة ولكن هذه التصريحات أصبحت أيضاً غير مقبولة من قبل الحزب الذي بدأ المرحلة الثانية من استعادة سطوته على الداخل اللبناني ولا سيما الدولة وقد اندرجت في هذا الإطار حملات التخوين التي انطلقت ضد المسؤولين اللبنانيين وكانت أولاً ضدّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لتطال لاحقاً رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي وقد كانت الهتافات التي أطلقها جمهور حزب الله في المدينة الرياضية ضد الرئيس سلام ووصفه بالصهيوني جزءاً أساسياً من هذه الحملة التي أكد عليها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عندما كان يتحدث بعد زيارة لوفد من الحزب لرئيس الجمهورية فاغتنم مناسبة الرد على سؤال يتعلق بإيران ليوجه رسالة إلى الرئيس سلام بأنّ الودّ معه أصبح شبه مفقود والسؤال كيف سيترجم حزب الله فقدان هذا الود مع رئيس الحكومة؟
وزير الخارجية المستهدف الثاني من قبل حزب الله، كان وما زال عرضة للهجوم مع كل موقف أو تصريح يتحدث فيه عن السلاح، وقد استعان الوزير رجي بتعبير “المعادلة الخشبية” الذي كان قد أطلقه الرئيس ميشال سليمان في وصف ما يسمى معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” ولفت رجي إلى أنّ الشعب يرفض هذه المعادلة، فعاجله حزب الله برشق من المواقف الهجومية كان أبرزها للنائب إبراهيم الموسوي الذي سأل باسم أي شعب يتحدث رجي؟ علماً أنّ مواقف وتصريحات المسؤولين في حزب الله تقول في المقابل أيضاً أنّ الشعب متمسّك بالمقاومة ويحق لأي كان أن يسأل عن أي شعب يتحدث الحزب؟ هل عن بيئته؟ هل عن عموم الشعب اللبناني؟وهل سأل الحزب هذا الشعب عما إذا كان يرغب بحرب الإسناد أم لا؟ أم يحق لحزب الله ما لا يحق لغيره؟
إنّ أكبر جريمة يمكن أن تُرتكب بحق اللبنانيين جميعاً وحتى بحق بيئة حزب الله هي إهدار الفرصة الماثلة أمامنا لتحقيق قيام الدولة وترسيخ الإستقرار والازدهار لأنّ البديل لن يكون سوى الفوضى والحرب، ولن يغفر اللبنانيون عاجلاً أم آجلاً لمن أبقاهم في دوامة جهنم.
للاستماع إلى المقال إضغط هنا
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() الضحية والسلام | ![]() بين الرّهينة والتحرّر | ![]() الانتخابات النيابية بيْن مشروعيْن |