النظام البوليسي ينتفض من تحت الرماد… والقاضي عقيقي أبرز رموزه!


خاص 3 حزيران, 2025

ماذا يستفيد القاضي عقيقي من استدعاء ناشطين لساعاتٍ معدوداتٍ، يأتون برؤوسٍ مرفوعةٍ ويخرجون من التحقيق بجباهٍ شامخةٍ يتحلّق حولها الرأي العام، و”بيطلع العقيقي بسواد الوجه”، مكروهًا من أشرف الناس الحقيقيين، الذين يتمنون إزاحته من منصبه اليوم قبل الغد.

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

يحاول النظام البوليسي بين الحين والآخر، تذكير اللبنانيين بأنّه لا يزال على قيد الحياة، وآخر ابتكاراته كان استدعاء الناشط والمفكّر وسام سعادة للتحقيق، وكأنه ارتكب جرمًا أو خيانةً عظمى.

صحيح أن سعادة ذهب إلى مكتب التحقيق في “المديرية العامة للأمن العام” وعاد ليؤكد مناقبية فريق التحقيق، لكنّ الصحيح أيضًا أنّ هناك قاضٍ تتسبّب قراراته بتوريط الأجهزة، ما يستجلب لها مَلامَة الرّأي العام، غير المطّلع على تفاصيل الأمور.

وما حصل مع وسام سعادة بالأمس، يتّصل إلى حدٍَ ما بما حصل مع الدكتور مكرم رباح قبل سنة، عندما طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي من الأمن العام التحقيق مع رباح ثم قرر العقيقي إخلاء سبيله.

ولمن لا يعلم، الأمن العام ضابطة عدلية ومن واجبها تنفيذ القوانين بناءً لإشارة القضاء اعتبارًا من تلقّيها قرار التحقيق حتّى تلقيها قرار إخلاء السبيل أو التوقيف. وهذا مسار عدلي مُعتمَد تلتزم المديرية بتطبيقه.

وعليه تقع الملامَة حصرًا على من أوعز للضابطة العدلية بالتحقيق مع وسام سعادة، أي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الذي يذكِّر اللبنانيين بين الحين والحين بالنظام البوليسي، غير آبهٍ لا بخطاب القسَم، ولا بالبيان الوزاري، ولا باعتقاد اللبنانيين أنّ زمن الأوّل تحوّل.

والسؤال الذي يطرح نفسه، “ماذا يستفيد القاضي عقيقي من استدعاء ناشطين لساعاتٍ معدوداتٍ”، يأتون برؤوسٍ مرفوعةٍ ويخرجون من التحقيق بجباهٍ شامخةٍ يتحلّق حولها الرأي العام، و”بيطلع العقيقي بسواد الوجه”، مكروهًا من أشرف الناس الحقيقيين، الذين يتمنون إزاحته من منصبه اليوم قبل الغد.

أمّا المحكمة العسكرية المتخصّصة أصلًا بالعسكريين فقط، فتأكل نصيبها من الملامَة بالتزامن مع إرهاصات العقيقي، ويعود حديث تفكيكها إلى الواجهة، وفي أقلّ تقدير، يعود الحديث القوي عن ضرورة حصر عملها بالعسكريين بدلًا من استعمالها “عصًا” لتخويف الناشطين الشجعان ومحاولة ترهيبهم، لأن مواقفهم السياسية لا تخدم سياسات القاضي عقيقي.

وفي قضية سعادة، لم يعترض أحد على ضرورة التحقيق لمعرفة حقيقة اتصال عاملة المنزل عند سعادة بشقيقتها الموجودة في إسرائيل، لكن الاعتراض الحقيقي يا عقيقي، كان ولا يزال على محاولة إحياء “نظامٍ بوليسيّ” لطالما ناضل الشعب اللبناني للتخلّص منه… كلّنا تحت سقف القانون، لكنّ الشكل أهم من المضمون… والمشكلة معكم هذه المرة كانت الشكل، بمعزلٍ عن المضمون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us