طرابلس تخطف الأضواء الانتخابية مجدداً… استقالات بالجملة والحوار ضرورة بعيداً عن السياسة

خاص 4 حزيران, 2025

شهدت بلدية طرابلس سلسلة استقالات جماعية أدت إلى تفكك المجلس البلدي الجديد، ما أثار حالة من البلبلة في المشهد الطرابلسي، وأعاد ترتيب الأوراق استعداداً لجولة انتخابية جديدة تبدو ملامحها غير واضحة في ظل غياب أي مسعى للتوافق أو فتح باب الحوار بين الأطراف المتنازعة

خاص “هنا لبنان”

بعد أقل من شهر على الانتخابات البلدية والاختيارية، شهدت بلدية طرابلس سلسلة استقالات جماعية أدت إلى تفكك المجلس البلدي الجديد، ما أثار حالة من البلبلة في المشهد الطرابلسي، وأعاد ترتيب الأوراق استعداداً لجولة انتخابية جديدة تبدو ملامحها غير واضحة في ظل غياب أي مسعى للتوافق أو فتح باب الحوار بين الأطراف المتنازعة.

المشهد الطرابلسي جاء مغايراً لما شهدته بعض البلديات الأخرى التي تفككت عقب انتخاب رئيسها ونائبه، إذ إنّ المنافسة الحادة في المدينة، إلى جانب الحاجات الإنمائية الكبيرة التي تعاني منها هذه المنطقة “المحرومة”، زادت من تعقيد المشهد السياسي.

النائب اللواء أشرف ريفي أكد عبر “هنا لبنان” أنه لم يتدخل في الاستحقاق البلدي من منطلق سياسي أو وفق أي اعتبارات ذات صلة، بل انطلاقاً من الحرص على الإنماء والتنمية، وكل ما يصب في مصلحة طرابلس وأهلها، مشدداً على أنّ تشكيل اللوائح كان وفق رؤية إنمائية بحتة بعيداً عن الحسابات السياسية.

وبعد استقالة أعضاء البلدية، دعا ريفي إلى معالجة الأمور بحكمة وروية، متوقعاً التوجه نحو انتخابات فرعية بعد الانتخابات النيابية، نظراً لانشغال وزارة الداخلية حالياً بالتحضير للاستحقاق النيابي المرتقب. كما أشار إلى احتمال أن تتولى المحافظة أو القائمقامية إدارة شؤون البلدية عبر تعيين بعض الأعضاء الحاليين، معتبراً أنّ التواصل والتفاهم الموسع ضروريان لضمان استمرار عجلة الإنماء والتنمية وعدم تأثر طرابلس بالأحداث السياسية المتلاحقة.

السياسي الطرابلسي خلدون الشريف، وفي حديثه لـ”هنا لبنان”، شدد على أنّ الانتخابات هي جزء من اللعبة الديمقراطية، حيث يتوقع المرشحون الفوز ويبنون برامجهم وفقاً لذلك، لكن الوقائع قد تفرض نتائج مغايرة. وأضاف أن هذا المشهد لم يقتصر على طرابلس وحدها، بل انسحب على العديد من المدن والمناطق اللبنانية، حيث شهدت الانتخابات تغييرات في المواقف والتحالفات، ما أدى إلى زيادة التوتر السياسي وتصليب المواقف.

ودعا الشريف إلى العمل المشترك لرأب الصدع السياسي، مشيراً إلى أن الانقسام في طرابلس يعكس حالة من التشرذم السياسي، ما يعني أنّ جميع السيناريوهات تبقى واردة في حال إجراء انتخابات جديدة. ورغم أهمية التوافق والحوار، أكد أنّ تحقيقه ليس أمراً سهلاً، داعياً إلى التركيز على إعادة ترتيب الأولويات.

وفي سياق الحديث عن إمكانية قيادته لمساعي التوافق، قال الشريف: “كل المجالس البلدية بدأت التحضير لاستقبال الموسم السياحي، بينما لا تزال بلدية طرابلس غارقة في الخلافات حول توزيع المهام والمواقع”. وكشف أنه تواصل مع الأطراف البلدية والسياسية للوصول إلى حلول عملية، معرباً عن استعداده لبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى ضرورة تحسين الواقع الخدماتي في المدينة، بدءاً من تنظيم السير ورفع النفايات، وصولاً إلى إعادة إطلاق النشاطات الثقافية والفنية.

في المحصلة، تعود طرابلس إلى واجهة المشهد السياسي، وسط ترقب لما ستفرزه الأيام والأسابيع المقبلة من حلول لأزمة الشغور البلدي، وكيفية تجاوز هذا التحدي بأسرع وقت ممكن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us