وزير الإرشاد والأمن القومي

إن وصلت إلى صاحب المعالي رسالة من المدعو أفيخاي أدرعي رسالة مباشِرة طلب فيها إخلاء الوزارة، كما يفعل في العادة عندما ينوي جيشه قصف مواقع ومبانٍ، كيف يتفاعل معها؟ أيضع الطلب في سلّة المهملات؟ هل يردّ عليه بواسطة “الأميركان” بما معناه: “اللي بيطلع بإيدو يطلع بإجرو”؟ أو يلاحق من يعلّق بسخرية على تدخل أدرعي بالشؤون اللبنانية؟
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يكفي أن يشيد ويرحّب ويُثني الدكتور ابراهيم الموسوي على مواقف وزير “تلفزيون لبنان”، فذلك معناه أنَّ بولس لامس وجدان “الحزب الخميني” فرع لبنان، ومن الواجب قراءة ما صدر عن معاليه بصفته القيِّم على السلوك الإعلامي والمرجع القانوني والأخ الناصح والحريص على النّقاء الوطني الذي يشوّهه العدو الصهيوني بدسّ أنفه في شؤوننا كشعبٍ ممانعٍ أبًا عن جدّ.
بدا الوزير الخلوق في بيانه، سواء صدر عنه بمبادرةٍ شخصيةٍ منه، أو بطلبٍ من سواه، أقرب إلى “كوميسير” يلوّح بكرباج.
توجّه المرقص إلى جميع المواطنين، من دون استثناء أيّ فرد منهم، والمؤثّرين ومن ضمنهم الـ”فاشينيستا”، والفنّانين من النّحاتين العباقرة إلى أسفل الدرك الفني والإعلاميين “قشّة ولفّة”، بتحذيرٍ “من أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أو الجهات الإعلامية التابعة له، تحت أي ذريعة كانت”.
وقالت الوزارة من خلال وزير الإرشاد والأمن القومي: “يُعدّ هذا النوع من التفاعل خرقًا واضحًا للقوانين اللبنانية المتعلّقة بمقاطعة العدو الإسرائيلي والامتناع عن التواصل معه، ويعرّض صاحبه للمساءلة القانونية وفقًا للنصوص المعمول بها”.
حسنًا، إن وصلت إلى صاحب المعالي رسالة من المدعو أفيخاي أدرعي رسالة مباشرة طلب فيها إخلاء الوزارة، كما يفعل في العادة عندما ينوي جيشه قصف مواقع ومبانٍ، كيف يتفاعل معها؟ أيضع الطلب في سلّة المهملات؟ هل يردّ عليه بواسطة “الأميركان” بما معناه: “اللي بيطلع بإيدو يطلع بإجرو”؟ أو يلاحق من يعلّق بسخرية على تدخل أدرعي بالشؤون اللبنانية؟
أمّا بخصوص تنبيه المواطنين الكرام (واللئام) من “الأخبار الكاذبة في هذا التوقيت المشبوه” و”الرسائل الصوتية التي تؤجّج خطاب الكراهية والتحريض بين اللبنانيين”، فهل من “غرفة أوضاع” يمكن سؤالها عن أي رسالة مشبوهة تصل إلى “موبايلاتنا” بـ”نصاص الليالي”؟ وكيف بربّك يمكن التمييز بين الخبر الكاذب أو الصّادق؟ على سبيل المثال إنْ ورد خبر أن المجلس الجهادي في الحزب قرر تسليم سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان إلى الجيش اللبناني خلال 20 يومًا، أيمكن فورًا وضع هذا الخبر في خانة الدسائس التي تنال من الوحدة؟
يكفي اللبنانيين مواعظ وتوجيهات أخلاقية وتذكيرًا بقوانين لا يُراد منها إعلاء شأن القانون وحماية لبنان من الاختراقات، بل ترهيب من يرفعون الصوت، فإن تتواجه فنّانة تهوى جذب الانتباه مع أدرعي فذلك لن يهدّد الأمن القومي المستباح، وإن صدر عن لبنانيين رعناء مواقف مُخجلة يعاقب عليها القانون، فليأخذ القانون مجراه من دون التذكير بقانون استعمله المُمانعون لترهيب مسرحيين وفنانين وإعلاميين.
بالمناسبة، هل طُبِّق القانون بحقّ من هَتَكَ برئيس الحكومة في المدينة الرياضية وبرئيس الجمهورية عبر إعلام الممانعة؟.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() جبران… السكران! | ![]() ما تسمّعني صوتك | ![]() الضريح والعريضة |