الحملة على الرئيس عون: من المستفيد؟

الرئيس عون ليس بعيدًا عن سماع اعتراض النّاس البنّاء، ويمتلك كامل القدرة على التمييز بين الإحباط الفردي أم الجماعي وبين الحملات المُبرمجة للنيل من صورة العهد، أو وضع العصي أمام انطلاق عجلة الإصلاح.
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
يتعرّض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى حملةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت تطاله بعد مرور نصف سنة على انتخابه، وهي فترة قصيرة جدًا مقارنةً بالحملات التي طالت أسلافه الرؤساء، حتى لو تعدّدت الأسباب أو الأهداف.
فالرئيس عون أطلّ على الرأي العام بخطاب قَسَم استثنائي، في ظرفٍ استثنائي، أعطى اللبنانيين جرعةً كبيرةً من الأمل، قبل ان تأتي صدمة تعيينه وزير الأشغال السابق علي حميّة مستشارًا رئاسيًا لشؤون إعادة الإعمار، ما أعاد بعض الحالمين إلى نقطة الصفر…
وبمعزلٍ عن اعتبارات الرئيس في هذا التعيين، وعن محدوديّة تأثير أي “مستشار” في مسار الأحداث، وعن الخطّة (الدراسة) التي قدّمها حميّة إلى رئيس الجمهورية، نزل الخبر كالصاعقة على صدور اللبنانيين الشرفاء، الذين لطالما انتظروا هذه الفرصة الاستثنائية منذ عقود، ليستطيع من خلالها رئيس الجمهورية بالتعاون مع مجلس الوزراء انتشال الدولة من براثن دويلة علي حميّة التي لم تترك “للصلح مطرح”.
وهنا تؤكّد المصادر الرئاسية لـ”هنا لبنان” على حقّ الشعب في التعبير عن رأيه سلبًا أم إيجابًا، مع وجوب الحفاظ على الموضوعية سواء في تأييد المواقف أم في الاعتراض على التدابير، والرئيس عون ليس بعيدًا عن سماع اعتراض النّاس البنّاء، ويمتلك كامل القدرة على التمييز بين الإحباط الفردي أم الجماعي وبين الحملات المُبرمجة للنيل من صورة العهد، أو وضع العصي أمام انطلاق عجلة الإصلاح.
من جهةٍ أخرى، تجزم المصادر بعدم وجود أي مشكلة مع الدول الصديقة (في الشرق والغرب)، وخطة رئيس الجمهورية لحصر السلاح تنسجم حدّ التطابق مع تطلّعات المجتمعَيْن العربي والدولي، وتؤكّد أن زيارات الموفدين الأجانب في القادم من الأيام، ستُحبط أصحاب الآمال المعقودة والمخيّلات الواسعة في تفسير أصغر الأشياء وأكبرها، ونسبها إلى الفرمانات العليا.
وتؤكد المصادر عدم ضلوع أي جهة رسمية خارجية في مشاريع إضعاف انطلاقة العهد، ليبقى السؤال الكبير: مَن المستفيد من حملة التشكيك؟ وهل يحتاج رئيس الجمهورية إلى فحص دمٍ بالوطنية قبل قيامه بخطوات أم اتخاذه قرارات، يراها من وجهة نظره مناسبة، وفقًا لمعطياتٍ لا يملكها سواه، وليس ملزمًا بكشفها عند كل انتقاد؟.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() النظام البوليسي ينتفض من تحت الرماد… والقاضي عقيقي أبرز رموزه! | ![]() ربع قرن على انسحاب إسرائيل… نعيم قاسم يستدرج الحرب | ![]() سقطت الأقنعة… وانتصرت بيروت |