“هنا لبنان” يكشف تداعيات التصعيد الإقليمي.. لا شحّ في الغذاء ولا شلل في المرافئ!

في ظل التصعيد الإقليمي المتسارع بين إسرائيل وإيران، تزداد المخاوف من انعكاسات هذا التوتر على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في لبنان، خصوصًا في ما يتعلق بقطاعي الغذاء والملاحة. وبينما يتابع اللبنانيون بحذر تطورات المشهد الإقليمي، تتوالى المواقف المطمئنة من الجهات المعنية في الداخل، مشددة على أنّ الوضع لا يزال تحت السيطرة، ولا مؤشرات فورية على تأثر مباشر للواقع المحلي بالأحداث الجارية. وفي هذا الإطار، تتحدث شخصيات معنية عن استقرار في الأسواق، وحركة طبيعية في مرفأ بيروت، رغم بعض الإجراءات الوقائية المحدودة في قطاع الطيران.
وقال نقيب مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، إنّ ما يجري اليوم إقليميًا بين إسرائيل وإيران يُعدّ تطورًا كبيرًا وخطيرًا، ويستدعي الانتباه والمراقبة، لأنّ الأمور ليست بسيطة، رغم أن بعض السيناريوهات قد تتكرر أحيانًا. ما حصل بالأمس، من اغتيالات طالت قادة الصف الأول في إيران وهجمات متفرقة، يُعدّ حدثًا خطيرًا بالفعل.
أما على الصعيد المحلي، فحتى الآن لا يوجد ما يدعو للقلق الشديد. ولا يمكن القول إن لبنان يعيش حالة كارثية، بل من الأفضل ترقّب الأمور ومتابعة تطوراتها، خاصة أنّ ما يحدث حاليًا هو على المستوى الإقليمي وليس المحلي.
ومن ناحية حركة الملاحة البحرية، فالوضع طبيعي ولا حاجة لاتخاذ إجراءات احترازية في الوقت الراهن. أما في ما يخص الملاحة الجوية، فتم تسجيل بعض الإلغاءات، وهو أمر طبيعي ضمن تدابير الحفاظ على أمن الطيران.
وفي ما يتعلق بأسعار المواد الغذائية، فهي لا تزال مستقرة، ولم تُسجل أي زيادات حتى اللحظة. لكن إذا حصل أي تطور جديد قد يؤثر على سلاسل التوريد، خصوصًا عبر البحر الأحمر، فقد نشهد عودة إلى التحديات التي واجهناها خلال الحرب السابقة، إلا أنّ هذا السيناريو لم يتحقق حتى الآن.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمرفأ بيروت، عمر عيتاني، أنّ حركة المرفأ تسير بشكل طبيعي، ومن غير المتوقع في الوقت الراهن إلغاء رحلات السفن. وقال: “حتى هذه اللحظة، لم نتبلغ بأي إلغاء، والأمور تسير بسلاسة، والمرفأ يعمل على مدار الساعة، سبعة أيام في الأسبوع”. وأضاف: “نأمل أن تمر التطورات الجارية بأقل قدر ممكن من الأضرار على لبنان”.
إذًا رغم حراجة المرحلة والتصعيد الإقليمي الذي يثير المخاوف، يبدو أن لبنان ما زال بمنأى عن التأثيرات المباشرة حتى اللحظة، سواء على صعيد الأمن الغذائي أو حركة المرافئ والملاحة. وتُظهر المعطيات الراهنة أنّ الجهات المعنية تتابع التطورات بدقة، مع الحفاظ على وتيرة العمل المعتادة والاستعداد لأي طارئ محتمل. وبين الحذر المشروع والطمأنة الرسمية، يبقى الأمل أن تتجاوز البلاد هذه المرحلة بأقل الأضرار، من دون الدخول في دوامة جديدة من الأزمات التي لم تكد تنتهي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “توسيع العمليات في إيران”.. هذا ما كشفه مكتب نتنياهو | ![]() زحمة في مطار بيروت مع استئناف تدريجي لحركة الطيران | ![]() بيان جديد صادر عن شركة طيران الشرق الأوسط! |