خبير عسكري لـ”هنا لبنان”: عدم ردّ إيران هزيمة… والولايات المتحدة قد تدخل على الخط!

خاص 13 حزيران, 2025

 

أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه “أنجز المرحلة الأولى” من هجومه ضدّ إيران، حيث استهدف مواقع عسكرية ونووية في أنحاء مختلفة من إيران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ ضربات إسرائيل على إيران تهدف إلى إلحاق الضرر ببنيتها التحتية النووية ومصانع الصواريخ الباليستية وجانب كبير من قدراتها العسكرية. وأضاف في رسالةٍ مصورةٍ أن العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل ضدّ إيران فجر الجمعة استهدفت “قلب” البرنامج النووي الإيراني وستستمر “بقدر ما يلزم من أيام”.
ويعيش العالم في ترقّب لردّ إيران على الضربة الإسرائيلية الموجعة، بعد أن أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن الردّ سيكون قاسيًا.

الخبير العسكري أكرم سريوي أكد عبر “هنا لبنان” أنّه من الناحية العسكرية، لقد نفذت إسرائيل ضربةً مباغتةً ومؤلمةً لإيران، لكنّها ركزت على تنفيذ عمليات اغتيال لقادة عسكريين كبار في الجيش والحرس الثوري، وعلماء يعملون في تطوير البرنامج النووي الإيراني. أما من ناحية الأضرار في المواقع العسكرية الإيرانية، وخاصة المنشآت النووية، فهي بسيطة. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تستهدف إسرائيل المفاعلات النووية أو قلب مراكز التخصيب؟ أعتقد أن هناك أكثر من سبب:
– السبب الأول هو أن ضرب المفاعلات النووية قد يتسبّب بكارثة تشبه كارثة تشيرنوبيل، وربما أكثر، وستتعدى آثارها أراضي إيران لتطال عدة دول، خاصة القريبة منها مثل دول الخليج العربي.
– السبب الثاني هو أن تدمير مراكز التخصيب، خاصةً تلك الموجودة في باطن الأرض على عمق أكثر من ثمانين مترًا، مثل مركز فورد، يحتاج إلى استخدام قنابل خارقة مثل GPU-57 القادرة على خرق 61 مترًا، لكنّ هذا النوع يزن حوالي 13 طنًّا، ولا يمكن للطائرة الحربية حمله، ويحتاج إلى استخدام قاذفات القنابل. وبالتالي، ذهبت إسرائيل في الطريق الأسهل وهو عمليات اغتيال القادة والخبراء في محاولة لتدمير الحلقة الأقوى والأهم في البرنامج النووي الإيراني.
– ما حصل ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأميركي، وتصريح الرئيس ترامب أمس “انتظروا وسترون” يؤكّد أنّه كان على علمٍ مسبقٍ بالضربة، وربّما أراد توجيه رسالة قوية لإيران عبر إسرائيل من دون أن تتورّط بلاده في الحرب، وفي مواجهة قد تشعل منطقة الخليج بالكامل.

وعن الردّ الإيراني، قال سريوي إنّ إيران سترد، ولا تستطيع ابتلاع الضربة، فالسكوت يعدّ هزيمة، وحتّى إذا كان الرد الإيراني ضعيفًا، فهو يعني نصرًا لإسرائيل، وهذا سينقذ نتنياهو ويجعله يحكم إسرائيل لفترةٍ طويلةٍ، وستكون الانتخابات التشريعية المقبلة في صالحه.

وأوضح سريوي: “في المقابل، الرّهان على إسقاط النظام في إيران عبر اغتيال بعض قادته ليس في محلّه، فالحرب تزيد الإيرانيين تماسكًا وتجعل إيران أكثر تصلّبًا في أي مفاوضات مقبلة. ولذلك، فإنّ الوضع الآن مفتوح على عدة احتمالات، ولا يمكن استبعاد أن تنجرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى هذا الصراع، فإسرائيل وحدها غير قادرة على هزيمة إيران، وسلاح الجو وحده لا يستطيع حسم المعركة. ومسألة تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحتاج إلى عمل عسكري أميركي ما زال مستبعدًا حتى الآن، فترامب يراهن على تلقين إيران درسًا بواسطة إسرائيل، والعودة إلى المفاوضات لإجبار إيران على تقديم تنازلات”.

ولفت سريوي إلى أنّ ما حدث اليوم لا شكّ ستكون له تداعيات كبرى على المنطقة، ولا حلول وسطيّة بعد الآن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us