طوني بولس لـ”هنا لبنان”: 3 سيناريوهات لمستقبل إيران… وأبرزها تغيير النظام

في حديثٍ خاصٍ لـ”هنا لبنان”، استعرض الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس ثلاثة سيناريوهات محتملة لما قد تؤول إليه المواجهة بين إيران وإسرائيل، في ظلّ التصعيد المتواصل في المنطقة، وارتفاع حدّة التوتّرات حول الملف النووي الإيراني.
السيناريو الأول: ضربة محدودة للبرنامج النووي
قال بولس: “في رأيي، نحن أمام ثلاثة سيناريوهات متّجهة إليها الأمور. أولها، وهو الاحتمال الضعيف جدًا ويتراجع يومًا بعد يوم، أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية محدودة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني وتنتهي خلال يومين أو ثلاثة”.
ورأى أنّ هذا السيناريو “يُعدّ أقل السيناريوهات احتمالًا”.
السيناريو الثاني: استسلام تحت النار
أما السيناريو الثاني، فاعتبر بولس أن “العملية العسكرية قد تستمرّ حتى ترضخ إيران، على غرار ما حصل مع حزب الله، فتذهب لتوقيع اتفاق تحت النار، وبالتالي يكون هذا بمثابة استسلام واضح وتراجع عن جميع الشروط التي كانت تطرحها سابقًا”.
وأشار إلى أن هذا السيناريو “يعني أن إيران ستقبل دفتر الشروط الأميركي، الذي لطالما رفضته في مفاوضاتها، وبالتالي يكون هناك تحوّل جذري في موقفها نتيجة الضغط العسكري المكثف”.
السيناريو الثالث: إسقاط النظام وتحضير البديل
وعن السيناريو الثالث، قال بولس: “الاحتمال الأكبر هو أن تستمر العملية العسكرية وتؤدي إلى اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي وعدد آخر من قادة الحرس الثوري، تمهيدًا لتغيير النظام نفسه، وقد يكون البديل جاهزًا”.
وأضاف أن “المعارضة الإيرانية، التي يقودها رضا بهلوي نجل الشاه، بدأت تبرز مؤخرًا على الساحة السياسية، إلى جانب شخصيات داخلية مثل خاتمي وأحمدي نجاد، الذين حاولوا إطلاق تحرّكات احتجاجية واسعة لكنهم قُمِعوا بقوة من قبل الحرس الثوري”.
وتابع: “إذا استمر الضغط العسكري، فقد نشهد خلال أسبوع أو أسبوعيْن مؤشرات أولية إلى تحرّكات لتغيير النظام، لا سيما أنّ إيران لديها حوالي 140 مليار دولار مجمّدة في البنوك العالمية، قد يتمّ الإفراج عنها لدعم النظام الجديد ماليًا، وإعطائه دفعة قوية للانطلاق”.
وفي حال تحقق هذا السيناريو، يقول بولس: “من المتوقع أن يوقّع النظام الإيراني الجديد اتفاقية سلام مع إسرائيل والغرب، ويتحوّل إلى نموذج مشابه للتغيير المفاجئ في سوريا. فكما كان بشار الأسد جزءًا من محور الممانعة، جاء من بعده نظام بديل قطع علاقاته مع إيران وأضعفها أكثر”.
ولفت بولس إلى أن البرنامج النووي الإيراني “تعرّض لضربات كبيرة تسببت بتراجعه ما لا يقل عن 20 عامًا”.
موقع حزب الله والحوثيين من المواجهة
أمّا بالنسبة لأدوار أذرع إيران في المنطقة، فقال بولس: “بالنسبة لحزب الله والحوثيين، الوضع غير واضح تمامًا، ولكن برأيي المنطق يقول إنّهم سيشاركون لأنهم جزء من هذه المنظومة وتم إنشاؤهم لهذا الهدف”.
لكنه أشار إلى أن “حزب الله يواجه اليوم نقمة شعبية داخل لبنان، كما أنه خارج من حرب أنهكته وخسر فيها الكثير”.
وأوضح أن “الحوثيين اليوم هم الذراع الأقوى في يد الإيرانيين، يليهم الفصائل العراقية، ثم حماس، فحزب الله”.
خيارات طهران
وعن خيارات الرد الإيراني في حال التصعيد، قال بولس: “قد تلجأ إيران إلى أحد خيارَيْن، إمّا تعطيل الملاحة في البحر الأحمر من خلال الحوثيين، أو إعلان تفعيل وحدة الساحات، وهو ما سيكون بمثابة معركة انتحارية جماعية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() مجلس الوزراء في بعبدا الإثنين لبحث تداعيات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية | ![]() “الخارجية” تتابع أوضاع اللبنانيين العالقين في الخارج | ![]() بالأرقام.. إليكم حركة الطائرات بعد فتح المجال الجوي اللبناني |